المقدسي: النظام السوري انتهى ولكن سقوطه قد يطول

أبدى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية السابق جهاد المقدسي في مقابلة مع جريدة "الراي" ستنشر، السبت، عن “خوفه الشديد” على مستقبل سوريا. مشيرا الى أن النظام السوري انتهى وان سقوطه العملي مسألة وقت، معترفا بأن ذلك قد يطول.

أعرب جهاد المقدسي الذي كان حتى الثلاثين من تشرين الثاني 2012 ناطقاً باسم وزارة الخارجية السورية عن اعتقاده أن النظام السوري انتهى وان سقوطه العملي مسألة وقت، معترفا بأن ذلك قد يطول.

وابدى المقدسي لجريدة “الراي” الكويتية في باريس “خوفه الشديد” على مستقبل سوريا.

وكان المقدسي، وهو من  دمشق، استدعي الى العاصمة السورية من لندن للعمل ناطقا باسم وزارة الخارجية مع بدء الاحداث السورية قبل اقلّ من ثلاث سنوات بقليل. وكان قبل ذلك يعمل ديبلوماسياً في سفارة بلاده في بريطانيا.

وظهر المقدسي الخميس 23 كانون الثاني في باريس بعد يوم واحد من افتتاح  جنيف-2 اعماله في مدينة مونترو السويسرية التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن جنيف.

وفي دردشة مع عدد من الشخصيات وإعلاميين بينهم “الراي” في احد فنادق العاصمة الفرنسية، لم يخف المقدسي استياءه من معاملة النظام له ، لكنّ الديبلوماسي السوري السابق، الذي سبق له أن عمل في واشنطن أيضاً، لم يخف اعجابه بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي يلازم منزله منذ محاولة فاشلة لعقد مؤتمر للحوار الوطني في فندق “سميراميس” في دمشق. ويقول المقدسي لـ”الراي”: “كان الله في عون الشرع فمنذ بداية الأزمة وهو يطالب بالحوار والحل السياسي لا الأمني، ويعتبر ان الإصلاحات الحقيقية مكسب لسوريا بغض النظر عن شكل السلطة او النظام”.

واكد المقدسي انه منذ بداية الازمة “كنت مؤيدا للإصلاح والحوار كحل وحيد يخرج الجميع من متاريسهم الصغيرة الى رحاب الوطن الكبير”، لكنّه عندما وجد أن لغة السلاح والدم صارت هي السائدة، قرر الخروج من سوريا والعيش في بلد عربي مع أفراد عائلته. وعندما سألته “الراي” هل يقيم الآن في دبي؟ أجاب بابتسامة “ترجيحية”.

وأوضح المقدسي انه كان منسجما مع نفسه خلال عمله في وزارة الخارجية لكن المضايقات والإملاءات كانت موجودة. ويذكّر بانه عندما كان يتحدث الى الإعلاميين كان يطلب منهم علنا وعلى الهواء الا يطرحوا “أسئلة صديقة” بمعنى ان ينقلوا بصدق ما يُطرح في الشارع او ما هو مستند الى معطيات حقيقية “لكن مسؤولين في النظام لم يعجبهم ذلك ولا يريدون تصديق ان العالم تغيّر وان الفبركات الإعلامية وقنابل الدخان السياسية لم تعد تجدي”.

وتخوّف المقدسي على مستقبل سوريا قائلاً ان الله وحده يعلم “كيف ستلتئم جراح البشر قبل اعادة بناء الحجر. فالمآسي هي التي ترسم خريطة الوطن اليوم جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً وإنسانياً وفكرياً”، مشيرا الى ان طوابير الضحايا “تتوزع وتتمدد بين قتلى وجرحى ومصابين ومفقودين ومهجرين وثكلى وايتام من دون أمل بحل. وفوق ذلك كله انقسامات مخيفة وقيم مختلفة تجعل المجتمع السوري المدني يتشظى بسرعة مرعبة”.

وسبق للناطق السابق باسم وزارة الخارجية السورية أن أصدر بيانا قبل سنة (في شباط 2013) نشرته “العربية نت” أكد فيه أنه لا يرغب بأيّ موقع سياسي. وقال وقتذاك: “لقد غادرتُ بلدي سوريا موقتا لأستقرّ- منذ مغادارتي- لدى اخوة لنا من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الانسانية من دون تمييز. لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلدا طبيعيا(…) فقد تمنّيت لو كان بامكاني البقاء على تراب الشام. ولكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الامور عن السيطرة. يريدها البعض معركة وجود، فيما أرى أنا انّها يجب أن تبقى معركة لانقاذ الدولة والكيان السوري عبر الشراكة الوطنية”.

السابق
زوجة رجل اعمال وسياسي لبناني في قلب عاصفة سياسية بريطانية
التالي
راغب علامة… حكي في السياسة وملحم بركات