الى متى والى أين؟

إذاً، أصبحت التفجيرات الدموية الشريرة من يوميّات اللبنانيّين. ومن تحصيل الحاصل القول لدى وقوع انفجار عند هذا الفريق السياسي انتظروا الانفجار التالي…

وفي ضوء انفجار الضاحية الذي استهدف الشارع العريض، وبعد أيام معدودات من التفجير الذي ذهبَ ضحيّته الوزير السابق محمد شطح وسبعة من الأبرياء، يبدو أن لبنان عاد إلى النفق المظلم.
فالوضع بصورة عامة، سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً ووطنيّاً، من سيئ إلى أسوأ. ومن تفجير انتحاري إلى انفجار تفخيخي.
هذا التطور الخطير والمُقلق جداً تفسيره الصريح أن الفيروس السوري والعراقي قد تسلّل وانتشر في بلد متروك، فالِت، وسائب لما كانوا يسمونه سابقاً الطوابير الخامسة والأيدي الخفيّة.
فما العمل إزاء هذه التطورات المفجعة والمقلقة للغاية، وماذا بعد تفجير الضاحية أمس والتفجير الذي سبقه في منطقة الأسواق؟
إذا ما تُرك الحبل على غارِبه، وبقي الأمن بين أيدي الانتحاريين والتفخيخيّين، لا يمكن تقليد النعامة ودفن الرؤوس والعقول في الرمل، وعلى أساس لم رأينا لم سمعنا لم حكينا.
ولا يجوز بقاء المسؤولين والقياديين، ومعهم المرجعيات والأحزاب والفاعليات التي لها كلمتها ودورها وشأنها في كراسي اللوج أو البلكون، يتفرّجون من علٍ، بل من بعيد على بُرَك الدماء والأشلاء المنتشرة على مسافات بعيدة من أمكنة الانفجارات.
ثمة ما لم يعد تفسير السكوت عنه سوى التهرّب من مواجهة الواقع ووقائعه، وتدارُك ردود الفعل التي باتت متداخلة مع الأفعال والأقوال. سواء في الداخل حيث يخطفون التشكيلة الحكومية ويمنعون ظهورها ولو من الشرُفات. أو على الورق. أو عبر التحليلات والزجليّات. ولو على سبيل الإيحاء بشيء من الأمل والطمأنينة.
ما من لبناني مُقيم أو مُنتشر في المَهاجِر، وأيّاً يكن انتماؤه، لا يستطيع أن يكتم غيظه. ولا أن يخفي نقمته في وجه كل مَنْ يساعد، أو يغطّي، أو يتجاهل هذا “الدفق” من الإجرام والعمليات التفجيرية التي تمزّق أجساد الأبرياء، وحتى الأطفال.
وما من لبناني يجهل “حجم” التشابك بين الداخل والخارج، وحجم المتشابكين من داخل ومن خارج… وتداعيات هذا التشابك على التركيبة اللبنانية، والوضع اللبناني الذي لم يعد يختلف عن برميل ماء مهمَل ومهترئ، أو برميل “يتيم” تآكلته النيران.
تفجيرات تفجيرات تفجيرات، فإلى متى؟ “وإلى أين من هنا”، كما كان يطيب للأستاذ غسان تويني أن يتساءل في افتتاحياته الغاضبة في مثل الظروف والأحوال التي يعيشها اللبنانيون اليوم؟
فإلى أين تأخذون البلد المُثخن بالانفجارات والانهيارات والفراغات؟ سؤال يُطرح منذ بوسطة عين الرمانة، وقد تمُرّ به بوسطات من ذات الدفع الرباعي. ولكن لا مجيب.

السابق
الوطن القطرية: تفجير حارة حريك مرتبط ارتباطا وثيقا بما يجري في سوريا
التالي
سلام: الحكومة الجديدة مرحلية وتمهد للاستحقاق الرئاسي