حوار حول ردّ جنوبية على عنصرية وسام سعادة

رد على عنصرية وسام سعادة
أكّدت "جنوبية" أنّ الاختلاف السياسي مع قوى امر الواقع على الساحة الجنوبية لا يعني البتة أنّ العاملين في هذا الموقع منسلخون عن واقعهم الاجتماعي او انهم متبرؤون حتى من انتمائهم المناطقي، او المذهبي، بما لا يتضارب طبعا مع هويتهم الوطنية، بل بما يصبّ في هذه الهوّية نبعا ومجرى ومصبّا. فكما يحق للسيد سعادة بشكل طبيعي افتخاره الدائم بمارونيته، كذلك يحق للشيعي أن يفتخر بشيعيته، وكذلك يحق للجنوبي أن يعتزّ بجنوبيته التي حاول السيد سعادة ان يختصرها بالفلاحة وشكّ التبغ.

حسنًا فعلت “جنوبية” عندما ردّت على ما اعتبرته استفزازا لها من قبل السيّد وسام سعادة، الذي كتب على صفحة الفيسبوك الخاص به ستاتوسا تفوح منه رائحة لا تليق ان تفوح من كلمات مثقف وكاتب سياسي يساري المنشأ وليبرالي الادعاء، ومعارض، كما “جنوبية” تماما، للشيعية السياسية برأسيها حركة “أمل” و”حزب الله.

حمل ردّ “جنوبية” في طيّاته اكثر من رسالة وجهها إلى أكثر من اتجاه بما يدعم سبب وجودها اصلا:

أولا: أصرّت “جنوبية” على لعب دور الرافعة لمستوى الحوار السياسي والفكري الى مصاف الرقي. وهذا ما ظهر جليا من مقدمة الرد حيث حفظت للسيد سعادة مكانته الثقافية والاكاديمية بشكل متوازن مع اثارة اشكاليات بمنتهى الهدوء والاحترام، بهدف تفعيل حوار تسعى ان يكون راقيا حتى بين المتجانسين في الرؤى السياسية. لعلّه يسري كنموذج بين المختصمين ايضا، عبر تقديمها (جنوبية) نموذجا جديدا مختلفا عن اسلوب “اللايكات ” كيفما كان والذي يعتبر اسلوبا (كابي بايست) عن اداء التصفيق في الانظمة الشمولية او الاحزاب الحديدية.

ثانيا: أكّدت “جنوبية” بشكل واضح للصديق كما للخصم بأنّ الاختلاف السياسي مع قوى امر الواقع على الساحة الجنوبية لا يعني البتة أنّ العاملين في هذا الموقع، كتّابا او ادارة هم منسلخون عن واقعهم الاجتماعي او انهم متبرئون حتى من انتمائهم المناطقي، فضلا عن انتمائهم المذهبي، بما لا يتضارب طبعا مع هويتهم الوطنية، بل بما يصبّ في هذه الهوّية نبعا ومجرى ومصبّا.

فكما يحق للسيد سعادة بشكل طبيعي افتخاره الدائم بمارونيته واعتبار ان هذا من حقه، كذلك يحق للشيعي أن يفتخر بشيعيته، وكذلك يحق للجنوبي أن يعتزّ بجنوبيته وأن يدافع عنها بكل محمولات هذه البقعة اللبنانية المشرقة من تاريخ وارث حاول السيد سعادة ان يختصرها بالفلاحة وشكّ التبغ. وهما مهنتان أنتج عبرهما الجنوب كمّا هائلا من الذين اشاح النظر عنهم سعادة من مفكرين وعلماء ومناضلين وادباء ممن لا مجال هنا للتذكير بهم، والذين لا شكّ يعرفهم السيد وسام بالاسماء.

ثالثا: إنّ إثارة الحوار على اي من الموضوعات الخلافية، دون السقوط الى ما تشهده هذه الايام صفحات الفيسبوك كما المواقع الالكترونية من عمليات تخوين او تكفير او تجريح، وبما يتضمن دعوة صريحة الى الغاء الاخر، إثارة هذا الحوار يشكّل حاجة اكثر من ضرورية وملحّة، خصوصا بين المثقفين واصحاب الراي في زمن صرنا نخشى عليهم الاصابة بلوثة التطرف المبتلى به بلدنا ومنطقتنا.

رابعا: واضح أنّ موقع “جنوبية” يقيم وزنا لكل صاحب كلمة وبالخصوص هنا للسيد وسام سعادة، والا لما كانت كلفت نفسها عناء افراد مقالة متكاملة ساهم بنقاشها قبل نشرها الفريق المعني حول اشكالية اعتبرتها جديرة بالنقد. وهذا ما يستوجب من السيد سعادة أخذه بعين الاعتبار، مثلا من خلال مساهمته بمقالة توضيحية اعتقد جازما أنّ “جنوبية” لن تتردد في نشرها على صفحتها، او بمقالة تراجعية عن هفوة يمكن ان تصيب اي كاتب.

هذا فقط ما نتوقعه من مثقف بحجم سعادة، دون الحاجة الى اللجوء لاساليب من التهديد والوعيد مما يمكن ان يدفعه الى مزيد من السقوط باساليب لطالما انتقد هو، ونحن طبعا، الآخرين بانتهاجها.

ختاما لا يسعني الا التذكير، وبتصرّف، بقول الشاعر: أنا جنوبي وأنت كسرواني واختلاف الرأي لا يفسدّ للود قضية.

السابق
توزيع حلوى في صيدا
التالي
حسين الموسوي: هناك تخبط وهذيان في تصريحات 14 آذار