لم يحل دخول البلاد مدار عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة دون بروز معطيات مستجدة من بوابتي الامن والسياسة، فالاستنفار العسكري الذي نفذه الجيش اللبناني في بلدة الصويري بعد حادثة امس حوّل البلدة الى شبه ثكنة عسكرية في موازاة حركة اتصالات ناشطة على أعلى المستويات بمشاركة الرؤساء نبيه بري وفؤاد السنيورة وشخصيات روحية رفيعة للجم التدهور ومنع اي انتكاسة جديدة لا سيما مع تشييع الضحايا من آل الجانبين اليوم وسط تدابير امنية مشددة في حين بقيت جثتا القتيلين من آل شومان في المستشفى لتعذر دفنهما بعد ان اجلى الجيش مساء امس افراد العائلة من البلدة على ان يشيعا غدا.
ومن البقاع الى الجنوب، حيث جال قائد الجيش العماد جان قهوجي متفقدا الوحدات العسكرية المنتشرة في مرجعيون ومنوها بجهود الضباط والعسكريين في حفظ الامن في المناطق الحدودية والدفاع عنها. كما زار مقر قيادة قوات الامم المتحدة الموقتة في الناقورة والتقى قائدها الجنرال باولو سييرا قبل ان يتوجه الى صيدا لتفقد قيادة لواء المشاة الثامن في الزهراني ولواء المشاة الاول في ثكنة محمد زغيب مثنيا على دور الجيش في حفظ الامن في المدينة.
وفي هذا الاطار، كشفت مصادر دبلوماسية متابعة للوضع اللبناني عن ان الغطاء المحلي غير المعلن وبدفع دولي للجيش اللبناني على طريق الترسيخ بدليل مسارعة المؤسسة العسكرية الى ضبط الوضع على الارض والاحداث الطارئة كما في الصويري خلال اليومين الماضيين حيث عمل على ملاحقة المرتكبين وتوقيفهم.
وقالت في هذا السياق ان الجيش الذي كان منذ اسبوع او اكثر وجه انذارا شديد اللهجة الى مسلحي طرابلس من هز الامن والاستقرار في المدينة، عمد في الساعات الماضية الى تعزيز انتشاره في عاصمة الشمال بارسال فوج التدخل الرابع ليكون مستعدا لحسم اي مشكلة او حادثة قد تطرأ وتجر كالعادة الى اشتعال المحاور المعروفة بين باب التبانة وجبل محسن، وذلك في اطار نصيحة دولية بوجوب اعتماد الامن الاستباقي في عملياته خصوصا في المناطق الدائمة الاشتعال وتلك التي تضم متطرفين تابعين لهيئات وتنظيمات غير محلية.
واضافت: وما جولة قائد الجيش العماد جان قهوجي على المواقع العسكرية في الجنوب بدءا من صيدا وصولا الى الحدود، الا من ضمن هذا التوجه الداعم للقيادة ومنها لعناصر المؤسسة العسكرية التي يراهن اهل الداخل والخارج على دور لها في المرحلة المقبلة.
