آذار 2013: هكذا وعد حزب الله أسامة سعد بإنهاء الأسير

اسامة سعد
هنا محضر اجتماع بين أحد مسؤولي "حزب الله" في صيدا زيد ضاهر وبين الدكتور أسامة سعد، في آذار 2013، قبل أشهر من مسرحية "اعتداء عناصر الشيخ أحدم الأسير على الجيش" في صيدا. وهكذا هاجم ضاهر سعد ونعته بـ"المتخاذل" وتوعّد ب"تفجير ظاهرة الأسير لمن فيها".

منذ ستة أشهر والخطاب السياسي يوجه الاتهام إلى الشيخ أحمد الأسير وجماعته بافتعال هجوم على الجيش اللبناني، ما دفع الأخير إلى الرد واقتحام مركز الأسير وإنهاء ظاهرته.

يومها دار نقاش واسع، حول مشاركة حزب الله في المعركة ضد جماعة الأسير، ما دفع الجيش اللبناني إلى إصدار بيان ينفي مشاركة قوى أخرى في المعركة إلى جانبه، على الرغم من أدلة عديدة أثبتت في تلك الأيام وجود دور أساسي للحزب في المعركة من خلال المشاركة العسكرية واعتقال عدد من المواطنين من جنسيات مختلفة.

يروي مصدر صيداويّ موثوقفي حديث خاصّ لـ”جنوبية”، أنّه حضر اجتماع عقد في مكتب النائب أسامة سعد خلال شهر آذار 2013 حضره، إلى جانب ممثلين عن التنظيم الشعبي الناصري، ممثلون عن حزب الله وقوى إسلامية فلسطينية.

كان الهدف من اللقاء إصدار بيان يستنكر الأعمال التي يقوم بها الشيخ الأسير والتي تؤدي إلى الفتنة. إلا أن القوى الإسلامية رفضت هذه الصيغة وأصرت على إصدار بيان يستنكر جميع الأعمال التي تؤدي إلى الفتنة في المدينة من دون حصرها بالشيخ الأسير. احتدم الخلاف حول هذه النقطة وانتهى الاجتماع ببيان أصدرته القوى الإسلامية الفلسطينية منفردة، رفض سعد التوقيع عليه، يحمل الموقف الذي أعلنوه خلال الاجتماع.

بعد خروج القوى الفلسطينية دار نقاش حاد بين ممثل حزب الله زيد ضاهر والدكتور أسامة سعد، ولم يعلما أنّ بعض أنصار سعد كانوا في الغرفة المجاورة يستمعون. طالب ضاهر الدكتور سعد خلال الحديث بضرورة أن يبادر التنظيم الشعبي الناصري إلى اتخاذ خطوات سياسية، ثم خطوات عملانية عسكرية وأمنية تؤدي إلى إنهاء ظاهرة الأسير. إلا أنّ سعد رفض هذا الموقف، ما دفع مسؤول حزب الله إلى رفع صوته واتهام سعد بالعجز. وتحدّث معه بقسوة وعنف، وقال له ما معناه: ندفع لك ونساندك وحين نحتاج إليك تتخاذل. ووعده ضاهر: بانتظار الأوامر، وحزب الله سيقوم بما يكفل بالإطاحة بالأسير. وتابه ضاهر، بحسب المستمعين في الغرفة المجاورة في حديثهم لـ”جنوبية”: نحن قادرون على تفخيخ جامع بلال بن رباح وتفجيره بكلّ من فيه، ونستطيع أن ننهي ظاهرة الأسير بكاملها، ووحدنا إذا لم نجد وسيلة أخرى.

هذا ما حصل في حزيران 2013، قبل أشهر من مسرحية الاعتداء على الجيش.

السابق
رهانات الفوتبول: إدمان جديد في زمن البطالة
التالي
نداء لمساعدة اهالي قرى وبلدات جبل اكروم المعزولة