الشرق الأوسط: مواقف لبنانية تتهم نصر الله بالخروج على أسس العيش المشترك

توالت المواقف اللبنانية ردا على خطاب أمين عام حزب الله الأخير الذي أكد خلاله على بقاء مقاتليه في سوريا وتمسكه بسلاحه ومقاومته، رافضا أي مقايضة بين وجود حزبه على الأراضي السورية وتشكيل الحكومة اللبنانية. وقد اعتبر نواب الأحزاب المنضوية في قوى “14 آذار” أن موقف نصر الله هو نسف لأسس المشاركة الوطنية والعيش المشترك وجعل لبنان ساحة تستخدم للوصول إلى أهداف وغايات تخدم إيران والنظام السوري، مكررين مطالبتهم الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة تمام سلام بالإسراع في التأليف المجمد بفعل الشروط والشروط المضادة منذ ثمانية أشهر.

وفي رده على كلام أمين عام حزب الله الأخير، اتهم عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، نصر الله بـ”نسف أي أسس للمشاركة الوطنية عندما قال إنه يستغني عن آراء اللبنانيين وعن عقولهم وقلوبهم وإنه متعلق فقط بما يقوله الولي الفقيه”.
وفي تصريح له، رأى فتفت أن “الظروف أصبحت أكثر ملاءمة وأكثر ضرورة لأن يكون هناك حكومة حيادية لا تشمل لا قوى 14 آذار ولا 8 آذار”. وتوجه إلى حزب الله بالقول: “عد إلى لبنانيتك إذا أردت أن تكون مشاركا وشريكا”.

وأضاف: “نعلم أن قرار انسحاب حزب الله من سوريا هو أكبر من قرار لبناني، لكن السؤال المطروح هو هل يريد أن يكون قراره لبنانيا؟”.

كذلك، دعا عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم، إلى ضرورة أن يتخذ كل الأفرقاء والشعب وحلفاء نصر الله قبل خصومه، موقفا مما أعلنه هذا الأخير، من ضرب العيش المشترك والميثاق، خلال كلمته الأخيرة في ذكرى عاشوراء.

واتهم نصر الله بالمناورة، مضيفا: “حزب الله طلق مفهوم الدولة اللبنانية من الأساس”، مؤكدا أنه “يجب عدم تضييع الوقت بعد الآن، واليوم ثمة تحد أمام كل لبناني”.

وعد كرم أن مقاومة نصر الله لا علاقة لها بلبنان، ويجري وضعها بتصرف ولاية الفقيه والمشروع الإيراني في المنطقة بكل فخر، لافتا إلى أن “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة انتهت، ونصر الله لا يمكنه أن ينكر أن معظم اللبنانيين لا يريدون أن يكونوا تابعين لإيران والنظام السوري”.
وأضاف: “يجب أن نخطو خطوات المواجهة السياسية، من دون أي خوف؛ لأن الوضع في لبنان يشهد موتا بطيئا”.

كذلك، عد عضو حزب الكتائب النائب إيلي ماروني، أن المطلوب اليوم هو ثورة من الدولة لإنقاذ هيبتها وكرامتها. وفي تصريح له، شدد على أن حزب الله أدخل لبنان في الوحول السورية، وعرض البلد لكل الأخطار، مضيفا: “كنا وما زلنا في 14 آذار الصوت الصارخ من أجل بناء الدولة وسيادة البلد”.

وأضاف: “إذا كنا ننتظر خطاب نصر الله لمعرفة الموقف الحقيقي للحزب، نكون خاطئين؛ لأن موقفه معروف بالمشاركة مع الحرب بسوريا، وحتى لو كان يريد الانسحاب فقراره ليس بيده وهو مقيد”.

ودعا النائب في كتلة “القوات اللبنانية” جوزيف المعلوف إلى “تأليف حكومة لخدمة ومصلحة الوطن، وأن تكون بعيدة عن الاصطفافات الموجودة”، مضيفا: “لا نستطيع أن نبقى بانتظار حزب الله الذي ضرب كيان الوطن، مذكرا في الوقت عينه بما سبق لنصر الله أن أعلنه بأنه جندي في ولاية الفقيه”.

ورأى النائب بطرس حرب أن “حزب الله قرر رفع القناع عن وجهه والكشف عن حقيقة دوره في لبنان والمنطقة من خلال المواقف التي يعلنها، والتي تجاوزت حدود النقاش السياسي إلى التهديد والوعيد والتحريض والاستخفاف بكل مكونات الوطن والمجتمع”.

وأوضح حرب في بيان له ردا على مواقف نصر الله ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “حزب الله أكد أن لا وجود للأمة اللبنانية عنده، ولا قيمة للشعب اللبناني ورأي الآخرين، ولا حرص لديه على الحياة المشتركة مع سائر مكونات المجتمع اللبناني، ولا وزن للمواثيق الوطنية التي قامت عليها الدولة، ولا احترام ولا التزام لقرارات الإجماع الوطني، حتى تلك التي وافق عليها، ولا قبول بدولة شرعية يخضع لقوانينها”.

وأضاف: “حزب الله حاز تقدير العالم واللبنانيين لمواجهته للعدو الإسرائيلي وتحرير الجنوب، لكنه سخر هذا الانتصار لخدمة أوليائه على حساب لبنان وشعبه، وقرر توظيف تضحيات شهدائه للاستيلاء على السلطة في لبنان من خلال تحويل سلاحه إلى الداخل، واستعماله أداة لتطويع كل اللبنانيين وإخضاعهم لإرادته، وتحول من قوة عسكرية في خدمة لبنان إلى قوة في وجه لبنان، لا تقيم وزنا لدور لبنان ولرأي شركائه في الوطن ولا لمصلحة لبنان واللبنانيين”.

وأضاف: “يريد محو هوية لبنان التاريخية ورسالته الحضارية وتحويله إلى دولة لحزب الله، وخلافا لرأي الأكثرية الساحقة منه، أن يخوض الحروب ساعة يشاء، ويقحم لبنان في الصراعات الإقليمية ساعة يشاء، ويضرب المواثيق الوطنية غير آبه بانعكاس ذلك على الحياة المشتركة والوحدة الوطنية”.

ورأى “أن السكوت على هذه الإملاءات يشكل تنازلا عن حقنا في إبداء رأينا في قضايا الوطن وفي تقرير مصيره”.

وقال حرب: “أعلن رفضي المطلق لأن يختصر حزب ما لبنان ودولته وشعبه ومؤسساته، وأن ينصب نفسه قيما عليهم يتخذ القرارات باسمهم ويفرضها عليهم”.
مضيفا: “من المعيب في مرحلة المتغيرات الكبيرة الإقليمية أن نسمح بضرب دولتنا وديمقراطيتنا خدمة لمصلحة إيران وسوريا”.

السابق
بري: السعودية على غير عادتها
التالي
الحياة: نزوح جماعي من قارة السورية الى عرسال اللبنانية