لبنان يخسر أحد عمالقته.. وداعا ايها الصافي

وديع الصافي
رحل العملاق وديع الصافي، رحل من ساعد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية الى بلاد العالم. استطاع ان يتحول الى مدرسة في الغناء والتلحين للعالم العربي أجمع. واقترن اسمه بلبنان، فبات أرزة من أرزاته بشموخها وعنفوانها.

توفي عملاق من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي بأزمة قلبية أوقفت قلبه عن العمل، بثوان رحل الفنان الكبير وديع الصافي عن عمر 92 عاما، وفارق الحياة في مستشفى Bellevue بالمنصورية، على ان تقام مراسم دفن الراحل ظهر الاثنين المقبل 14 تشرين الاول الجاري في كنيسة “مار جرجس” في وسط بيروت، على ان يتم تقبل التعازي يوم الاثنين قبل الدفن وبعده في صالون الكاتدرائية، ويومي الثلاثاء والابعاء 15 و16 الجاري من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وحتى السابعة مساء.

حلّ خبر الوفاة كالصاعقة على اللبنانيين عموماً، فضجت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالتعازي والكلمات الحزينة لنعي العملاق الصافي. فكتب الفنان راغب علامة “الآن خسرنا كبير لبنان وأرزتنا الكبرى الفنان وديع الصافي رحمه الله العالم سينتظر كثيراً قبل ان يرى صوتاً وأخلاقاً وتواضعاً مثلك يا كبيرنا”.
وتابع “للأسف لن اتمكن ان أكون متواجداً مع محبّيه يوم وداعه بسبب السفر.. رحمك الله يا استاذ وديع واسكنك فسيح جنانه. يا من زرعت السلام والمحبة في هذا العالم”.
وكتب النائب سليمان فرنجية عبر “تويتر”: “وديع الصافي مدرسة وتاريخ وقيمة فنية للبنان الذي غناه وأغناه”.
وقال زين العمر: “الكلمات تعجز عن التعبير لحزني على رحيلك ايها العملاق الصافي يا من زرعت لبنان بصوتك في اقاصي الكون. غصون الأرز انكسرت بفقدانك ايها الكبير”. وأيضا الفنانة نوال الزغبي نعته قائلة “للأسف الشديد هرم وجبل من لبنان خسرنا منذ لحظات العملاق الكبير وديع الصافي الله يرحمه.. خبر محزن”.
وكذلك فعلت كل من إليسا التي قالت: “خسارة كبيرة وحزن عميق تجاه أسطورة عظيمة.. رح تعيش بذكرياتنا وقلوبنا.. الله يرحمك وديع الصافي”. والشاعر نزار فرنسيس، الذي ودعه بالشعر “راح الكبير.. وخلصت غناني الوتر، والدمع نهر.. وْبْكلّ الوطن طايف..الغيم الشتي والأرض وْغصون الشجر، وقع وديع.. وبعدَك يا شجر واقف؟؟”.
من جهتها كتبت كارول سماحة “العملاق وديع الصافي: ذكراك ما رح تغيب.. عطيت كتير للفن بلبنان.. تعازينا الحارّة لعائلتك.. الله يرحمك”.
وودعه الملحن الموسيقي إحسان المنذر: “وداعا يا عملاق الاصالة الفنية العربية يا معلم الدكتور وديع الصافي”. كذلك فعل الفنان فارس إسكندر بقوله: “هلق مات الفن كلّو وتنكّسوا شلوح الأرزة … وداعاً عملاق العمالقة وديع الصافي.. وداعاً أبو فادي”.

ولد الصافي او وديع فرنسيس عام 1921 في قرية نيحا الشوف، وعاش طفولة متواضعة، ولم يكن الصافي اكمل بعد السنتين من عمره عندما اذهل خاله نمر العجيل بقوة صوته ونقاوته.
وكانت انطلاقته الفنية عام 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحناً وغناءً وعزفًا من بين 40 متبارياً في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي، في أغنية “يا مرسل النغم الحنون”، عندما اختارت اللجنة له اسم وديع الصافي نظراً إلى صفاء صوته.
وذاع صيته عندما أطلق أغنية “عاللّوما”. وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال “عتابا” الذي أظهر قدراته الفنية.
ومع بداية الحرب اللبنانية، غادر لبنان إلى مصر عام 1976 ومن ثم إلى بريطانيا، ليستقر عام 1978 في باريس. وكان سفره اعتراضاً على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعاً بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة.
حمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته، ويردد أن “الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد”.
ومن أبرز أغانيه “يا ابني” و”لبنان يا قطعة سما” و”لو يدري الهوا”، و”عندك بحرية”، ومن أبرز أفلامه “الخمسة جنيه”، و”غزل البنات”، و”موّال” و”نار الشوق”.

السابق
عروس تدخل في تابوت أموات
التالي
من هو حسن حبيب مرعي المتهم باغتيال الحريري؟