هل أنت ذكيّة إلى درجة تمنعك من الإنجاب ومن الشعور بإحساس الأمومة؟ فقد أظهرت دراسة حديثة أنّه كلّما زادت نسبة ذكاء المرأة قلّت رغبتها في الإنجاب، وهذا ما أثار غضب علماء آخرين.
الحلم الأوحد الذي يجمع النساء هو أن يكبرنَ ويتزوّجنَ ويُنجبنَ أطفالاً ويكتشفنَ طعم الأمومة. على الأقلّ هذا هو الإعتقاد الذي كان سائداً، قبلَ أن يُجري باحثون في جامعة لندن للعلوم الإقتصاديّة London School of Economics، دراسة بيّنت أنّ النساء اللواتي تزيد لديهنّ نسبة الذكاء يتخلّينَ عن حُلمهنّ في الإنجاب.
هل محكوم على المرأة الذكيّة والناجحة العيش وحيدة بلا زوج وأطفال؟ بحسب الدراسة التي أجراها بروفسور في جامعة لندن “تتراجع رغبة المرأة في الأمومة بنسبة 25 في المئة مع كلّ 15 نقطة إضافيّة في معدّل الذكاء IQ”. من جهته، أوضح البروفسور ساتوشي كانازاوا في كتابه The Intelligence Paradox، أنّه “كلّما ارتفعت نسبة ذكاء المرأة، إنخفضت رغبتها في الإنجاب”. وللتوصّل إلى هذه النتيجة، درَسَ كانازاوا بيانات تتعلّق بالتنمية الوطنيّة للطفل في المملكة المتّحدة “United Kingdom’s National Child Development”، والتي أظهرت تضاعُفاً في عدد النساء اللواتي لا يرغبن في الإنجاب في إنغلترا منذ العام 1990.
أمّا عن العوامل المؤدّية إلى هذه النتيجة، فيشرح كانازاوا أنّ “النجاح المهني الذي أحرزته النساء في مضامير عمليّة مختلفة، يمنع بعضهنّ من الحمل والإنجاب، خصوصاً لإعتقادهنّ أنّ الإنجاب قد يعوق نجاحهنّ وتقدُّمهنّ المهني”.
والسبب الثاني الذي يحول دون الإنجاب، يكمُن في “عدم رغبة المرأة في تحمّل المسؤوليّة”، حسبَ ما أوضح القيّمون على دراسة جامعة لندن، موضحين أنّ “نسبة لا بأس بها من النساء أقرّينَ بعدم رغبتهنّ في تأسيس عائلة وبأنّهن يفضّلن حياة العزوبية”. وهذا هو الحال بالنسبة إلى لورا سكوت البالغة من العمر 50 سنة والتي قالت لصحيفة Time: “منذ كنت في الـ 26 من عمري، شعرت بالسعادة في حياتي من دون أطفال، واليوم بعد أن بلغت الخمسين تأكّدت أنّ قراري كان صائباً”.
وعلى رغم الأسباب المُفصَّلة التي أظهرتها دراسة جامعة لندن، والتي تحول دون إنجاب المرأة الذكيّة، فوجئ كانازاوا بـ”ارتفاع نسبة النساء اللواتي أصبحنَ لا يرغبن في الإنجاب وتأسيس عائلة”. وبالنسبة إليه، ووفق ما جاء في الفصل الأوّل من كتابه “Why intelligent people are the ultimate losers in life”، فإنَّ “النساء الذكيّات هُنّ الخاسرات الأكبر في الحياة، لأنّهنّ يمتنعنَ عن الإنجاب وتأسيس عائلة، وبالتالي نواجه نحن خطر العيش في مُجتمع غبي وعديم الجدوى”.
ومع ذلك، فإنّ النتائج التي توصّلت إليها دراسة جامعة لندن لم تلقَ إجماعاً بين العلماء، حيث أكّد باحثون آخرون أنّ “الذكاء ليس السبب الوحيد الذي يحول دون رغبة المرأة في الإنجاب، فثمّة عوامل أخرى غير الذكاء والمستوى الثقافي تدفعها إلى التخلّي عن رغبتها في الأمومة”.
