تعمير عين الحلوة (2): كيف صارت المنطقة خارج الزمن؟

الوضع في تعمير عين الحلوة
تعمير عين الحلوة حيّ جديد (نسبيا) أضيف إلى المدينة التي بدأت بالتوسع عند مطلع ستينات القرن الماضي. فبعد الزلزال الذي ضرب لبنان عام 1956، أنشئت مصلحة التعمير لبناء مساكن شعبية وإسكان المتضررة منازلهم.

يوما 23 و24 حزيران 2013 اشتبك عناصر من الجيش اللبناني، المتواجدين في محلة التعمير المحاذية لمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، مع مجموعات تنتمي إلى “جند الشام: و”فتح الاسلام”، وإلى مؤيدي الشيخ أحمد الأسير. قتل في المحصّلة النهائية جندي لبناني ومواطن مدني من آل الكبش، ونتج عن المعركة تدمير 16 منزلاً.

 هذا الاشتباك وقع بعد مرور ستة أشهر على الإشكال الذي حصل بعد ظهر الأحد 11 تشرين الثاني 2012 في محلة تعمير عين الحلوة، بين مناصري الأسير ومناصري “حزب الله”، حين سقط قتيلان من محازبي الأسير هما علي سمهون ولبنان العزي وفتى مصري يدعى علي الشربيني.

فما هي محلة تعمير عين الحلوة؟ ومن يعيش فيها؟ وما هي أوضاع اهلها الاجتماعية؟

تعمير عين الحلوة حيّ جديد (نسبيا) أضيف إلى المدينة التي بدأت بالتوسع عند مطلع ستينات القرن الماضي. فبعد الزلزال الذي ضرب لبنان عام 1956، أنشئت مصلحة التعمير لبناء مساكن شعبية وإسكان المتضررة منازلهم. وفي صيدا تحديدا تمّ التخطيط لبناء أكثر من ألف وحدة سكنية في منطقة محاذية لمخيم عين الحلوة. القسم الأكبر من المنطقة يقع في حي الدكرمان، وقسم آخر في منطقة عقارية تابعة لبلدية بلدية الميّة وميّة.

في مطلع 1960 بدأ تسليم المساكن لمستحقيها، وانتهى المشروع عام 1968، بعد أن تسلم الاهالي 1208 وحدات سكنية. وكانت الحصيلة بناء 54 مبنى في “التعمير الحتاني”، أي في حيّ الدكرمان، تحوي نحو 800 مسكناً و36 محلاً تجارياً، و13 مبنى في “التعمير الوسطاني” تضمّ 200 مسكناً و104 فيلات تحوي 208 مساكن.

هكذا ولدت منطقة التعمير، لتحيط بمخيم عين الحلوة من الجهتين الشمالية والشرقية. وبات مخيم الطوارئ، الذي يشغله فلسطينيون منذ خمسينيات القرن الماضي، داخل حيّ التعمير التحتاني. وهو بات ملجأ لإيواء عناصر “جند الشام” و”فتح الإسلام” ومطلوبين للقضاء اللبناني، بسبب وقوعه في منطقة رمادية، لا هي فلسطينية ولا هي لبنانية.

عند بناء المحلة كان مستشفى صيدا الحكومي وثانوية صيدا الرسمية للصبيان موجودين في المنطقة. إلى جانب المستشفى تقع منطقة البركسات وهي عبارة عن اسطبلات للخيل كان يستخدمها الجيش الفرنسي خلال فترة الانتداب ولجأ إليها قسم من أهالي المدينة بعد الزلزال مباشرة.

شغل المساكن صيداويون من أحياء مختلفة من المدينة القديمة، وخصوصاً العدد الأكبر من أهالي حيّ “رجال الأربعين”، من الزويتيني والمسالخية.

الوضع الحالي للمنطقة

تقول مديرة مكتب الإسكان في الجنوب حنان جلال الدين: “الآن يتجاوز عدد المساكن في محلة عين الحلوة الأربعة آلاف. بعد أن أقدم ساكنو المنطقة على إضافة غرف أو منازل مستقلة تلبية لحاجة العائلات. بعض العائلات بنت منازل على سطوح البنايات والبعض الآخر إلى جانبها بعد إلغاء الحدائق الملحقة بالبنايات بحسب التعميم الأساسي”.

هذه الزيادة المطردة في عدد المساكن أثرت كثيراً على البنى التحتية للمنطقة وعلى احتياجاتها من الخدمات الأخرى. ونعطي مثلاً أنّه في العام 1975 كان عدد المساكن في منطقة الفيلات 208 ، ووصل عددها إلى نحو 400 عام 1981. وفي 2008 أقيمت شبكة صرف صحي جديدة في المنطقة لملاحقة العدد المتزايد من البشر الذين يعيشون في المنطقة. ومن كثرة الإزدحام صارت المنازل متلاصقة حتى يبدو أنّ العائلات بدأت تفقد خصوصياتها المنزلية.

السابق
ماكين: انني اكثر تأييدا للروس من النظام الذي يحكمهم بشكل سيء
التالي
طهران وواشنطن: أسرار المحادثات