بعد اختطاف الطياريين.. هل في لبنان أتراك ؟

يعيش في لبنان نحو 80 ألف شخص من أصل تركي ومنهم عدد من الاكراد، وهذا عدد تقريبي بغياب الاحصاءات الدقيقة، نحو 85% منهم يحمل الجنسيتين اللبنانية والتركية في حين نجد أن 5% تخلّوا عن الجنسية التركية ويحملون الجنسية اللبنانية.

في خلال الشهر الفائت، اختطف مسلحون مجهولون طياراً تركيا” ومساعده على طريق المطار، وعلى مقربة من حاجز للجيش اللبناني، وفروا بهما إلى جهة مجهولة، في محاولة للضغط على الدولة التركية لممارسة ضغطاً مجدياً للإفراج عن المواطنين اللبنانيين المخطوفين في أعزاز – سورية منذ أكثر من عام. أدى ذلك إلى تدخل على مستوى عالٍ من الدولتين اللبنانية والتركية للوصول إلى حل لهذه المشكلة. هذا الحادث سلط الأنظار على الجالية التركية في لبنان.

تضحك “الوردة الجميلة”، وهذا معنى اسمها التركي باللغة العربية، وتنظر إلى سقف الغرفة وتقول :”أشعر بنتمائي إلى لبنان كما انتمائي غلى تركيا، أنا لا أريد أن أترك لبنان الذي أكن له محبة توازي محبتي لوطني الأم تركيا، وقد طلب مني أهلي العودة، لكني رفضت ذلك”.

وردة هي سيدة تركية كانت متزوجة من لبناني، تحمل الجنسيتين اللبنانية والتركية. وعند حادثة الخطف كانت عند عائلتها في تركيا. “عند عودتي إلى لبنان، دقق موظف الأمن العام بجواز سفري التركي، الذي استخدمه لتسهيل حركتي، واحتفظ بصورة عنه وتحدث مع الضابط المناوب قبل أن يسمح لي بالدخول، على الرغم من اخباره أنني أحمل جواز سفر لبناني أيضاً، وأظهرت له بطاقة هويتي اللبنانية، وقد استغربت الموضوع لأن الآلاف من اللبنانيين يحملون أكثر من جنسية”.

تضيف وردة :”يعيش في لبنان نحو 80 ألف شخص من أصل تركي ومنهم عدد من الاكراد، وهذا عدد تقريبي بغياب الاحصاءات الدقيقة، نحو 85% منهم يحمل الجنسيتين اللبنانية والتركية في حين نجد أن 5% تخلّوا عن الجنسية التركية ويحملون الجنسية اللبنانية فحسب، و 10% منهم يحملون أوراق قيد الدرس وهؤلاء يسكنون بيروت، البقاع ومناطق في عكار”.

وتوضح وردة أن أهالي الكواشرة وعيدمون في عكار هم من التركمان الذين كانوا يعيشون في تركيا سابقاً وليسوا من الجالية التركية.

وعن تاريخ قدوم الجالية إلى لبنان تعتقد “أن مجموعة منهم حضروا إلى لبنان بعد عام 1924 أي بعد تأسيس الدولة التركية الحديثة، لكن معظمهم قدم إلى لبنان في الفترة ما بين 1960-1970 بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي كانت تمر بها تركيا، وقد أتوا من منطقة ماردين بهدف العيش، وقد عملوا بمهن بسيطة آنذاك (حرفيين، بائعي خضاروخدمات مختلفة …) وقليل منهم كان من أصحاب الأموال وبنوا مؤسسات اقتصادية مهمة في لبنان”.

تعود وردة لتشير إلى أن قسماً من الجالية التركية هاجر إلى أوروبا خلال التسعينات، كما أن قسماً آخر عاد إلى الوطن خصوصاً بعد عام 2005 عندما شهدت تركيا بداية نهوض اقتصادي وازدهار وزيادة التقديمات الاجتماعية.

وعن الوضع الحالي، ترى وردة أن أفراد الجالية التركية هم من الفئات الوسطى وبوضع اجتماعي جيد ويحظون بمستوى تعليمي جيد ومنهم أساتذة في الجامعات في لبنان (الجامعة الأميركية، الجامعة اللبنانية، الجامعة العربية، LIU…).

وتضيف :”وفي بيروت عدد من المخاتير من الجالية التركية ومنهم : جمال عميرات (برج أبو حيدر)، سمير الشريف (زقاق البلاط) وحسن غريب (المزرعة)”.

وتصف وردة علاقة الجالية بالسفارة التركية بالجيدة، “نحن على علاقة متينة مع السفارة، لكن لدينا عتب على الدولة التركية لأنها تقدم مساعدات إلى لبنان وإلى لبنانيين من أصل تركماني أكثر مما تقدم للجالية نفسها”.

لكن وردة تعود لتقول :”إن انفتاح تركيا على الدول المجاورة مؤخراً وخصوصاً بعد مجيء رجب أردوغان عزز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الجالية والدولة الأم وزاد من ترددهم إلى تركيا”.

وعن موقف الجالية من عملية اختطاف المواطنين اللبنانيين في أعزاز، تؤكد موقف الجالية بضرورة الافراج عنهم “ولهم الحق بالعودة إلى وطنهم، وهذا الموقف نابع من إننا مواطنون لبنانيون، لكن للأسف حاول البعض ممارسة استفزازات ضد المصالح التركية، وكنا خائفين أن يمتد الاستفزاز إلى مواطنين لبنانيين من أصل تركي وهذا ما حصل في الضاحية الجنوبية حيث جرى طرد عائلتين من هناك وإحدى العائلات تحمل اسم س.ك. وهذا تصرف خاطئ لأنه لا علاقة لنا بعملية الخطف ونحن ضد العملية أصلاً.

وتضيف :”وقد طلبت لجنة أهالي المخطوفين الاجتماع معنا، لكننا رفضنا لأننا لبنانيون ولا علاقة لنا ، كذلك اعتذرنا من قناة New TV عن المشاركة في برنامج حول نفس الموضوع”.

وتحتفل الجالية بالاحتفالات التركية الرسمية مثل عيد الجمهورية في شهر تشرين الثاني وفي يوم الشباب والرياضة (19 أيار) وعيد الطفولة (23 نيسان) وعيد الجيش (30 آب). وينشط بعض أفراد الجالية لبناء ملتقى لبناني تركي (جمعيات الصداقة) من أجل عمل جماعي لتطوير العلاقات والصداقات بين الطرفين.

السابق
اتصالات مكثفة لإقناع الكونغرس والأسد يحذر من حرب إقليمية
التالي
تدابير سير لقوى الأمن خلال رالي لبنان في 5 و6 و7 و8 أيلول