بري وجعجع خطابان من حواضر البيت

نبيه بري وسمير جعجع
حافظ بري على موقعه الثابت الى جانب حزب الله من دون أن يتبنى صراحة تورطه في سوريا . ولانه مضطر لالقاء خطاب في مناسبة لم يقدم فيها جديدا ، أي قضية الامام الصدر ورفيقيه ، أرضى جمهوره بخطاب من حواضر البيت.

أرجأ الرئيس باراك أوباما الضربة العسكرية “المحدودة ” لسوريا ، فارتاح اللبنانيون موقتا ، وأنصرف سياسيوهم الى خطابات تقطيع الوقت .

وسجلت البورصة الكلامية في نهاية الاسبوع خطابين مطولين ، الاول لرئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري ، لمناسبة ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقه. والثاني لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قداس “شهداء القوات”.

الخطابان تناولا التطورات الراهنة من حيث علاقتها بالازمة السورية ، فحاولا التركيز على الجانب اللبناني دون الاقليمي في الوضع القائم . واذ جهد بري لعدم ذكر تورط حزب الله في الحرب السورية كأحد اسباب التوتر في لبنان ، ركز جعجع على هذا التورط معتبرا أنه علة العلل . الاول أخطأ في التشخيص والثاني بالغ فيه متجاهلا العوامل الاخرى . بري اعتبر ان مبادرة حوارية يمكن ان تلم الوضع اللبناني ، أما جعجع فقفز الى معركة رئاسة الجمهورية بوصفها أم المعارك . فجاءت النتيجة أن الخطابين سيمران من دون أية مفاعيل ، وسيكونان كمحطات كلامية أخرى ، بلا جدوى .

مبادرة بري دعا عبرها الى حوار موصول لخمسة ايام يتركز على شكل الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري واطلاق يد الجيش في معالجة جذرية للوضع على الحدود الشمالية والبقاع الشمالي.أما في ما خص التورط في سوريا فاعتبر ان المطلوب “اخراج التداخلات اللبنانية في المسألة السورية، وهذا لا يكون الا بإخراج كل عناصر التدخل والتداخل الخارجي العسكري والامني والمالي العربي والاقليمي والدولي من المسألة السورية”.

واذ اعتبر ان لبنان سيكون الاكثر تأثراً بنتائج هذه الازمة ، رأى ان “التفجيرات واطلاق الصواريخ تحت مسميات اسلامية تخفي وراءها ادواراً اسرائيلية”. وخلص الى أن كل سلاح خارج سلاح الجيش وسلاح المقاومة على الحدود هو سلاح مرفوض ً.

هكذا حافظ بري على موقعه الثابت الى جانب حزب الله من دون أن يتبنى صراحة تورطه في سوريا . ولانه مضطر لالقاء خطاب في مناسبة لم يقدم فيها جديدا ، أي قضية الامام الصدر ورفيقيه ، أرضى جمهوره بخطاب من حواضر البيت.

أما جعجع فاختصر المشكلة في لبنان بان حزباً مسلّحاً قرر نيابةً عن بقية اللبنانيين، وخلافاً لإرادتهم، مصادرة القرار الوطني والتصرّف به على هواه، داخلياً وخارجياً، منغّصاً على اللبنانيين عيشهم في الداخل، مشرّعاً عليهم أبواب جهنّم من الخارج.

وقال  : لن نقبل بتعطيل الانتخابات الرئاسية. لن نقبل بعد اليوم بأن تأتي انتخابات الرئاسة ثمرة صفقة إقليمية من هنا أو نتيجة مساومة سوداء من هناك . لن نكون هذه المرة مجرّد لاعبين عاديين في انتخابات الرئاسة بل سنضع نصب أعيننا إعادة رئاسة الجمهورية الى وهجها. نريد رئيساً قوياً يعيد للجمهورية قوتها ورونقها. لا جمهورية قوية من دون رئيس قوي.

كلام جعجع جميل لو كان واقعيا . فعدا عن استحالة اجراء انتخابات الرئاسة من دون صفقة اقليمية ، يعرف تماما أنه وحلفاءه هم حلقتها المحلية الاضعف ، يتناسى رئيس “القوات” محدودية الدور الذي تركه اتفاق الطائف لموقع الرئاسة . فكيف اذا كانت هذه الصلاحيات القليلة للرئيس المسيحي ستمارس وسط اضطراب سني شيعي شامل على مستوى لبنان والمنطقة .

حواضر البيت نفسها ألزمت جعجع بالقاء خطاب . وهو ان جاء ناريا ، الا انها نار لا تحرق أو تخيف أحدا ، لان قائله يخشى الخروج من البيت …اياه.

السابق
الجربا يطالب الوزراء العرب دعم ضربة عسكرية للنظام السوري
التالي
بيئة الحزب بدأت تتلمّس ثمن قراراته الباهظ