الضربه الأميركيه المزدوجه: قصف “النظام” و”النصرة”

الحرب الاميركيه السوريه

في 21 من شهر أذار 2013 وبعد أيام معدوده من بدء الحمله البريه الأميركيه البريطانيه على العراق أغارت القاذفات الأميركيه على معسكرات مسلحي “أنصار الاسلام”  المقربين من القاعده.

فقد قالت مصادر في منطقة الأكراد بالمناطق القريبة من الحدود مع إيران شمالي العراق إن نحو 70 صاروخاً ضربت منطقة التلال التي تسيطر عليها جماعة أنصار الإسلام المسلحة مما أسفر عن مقتل ما يفقرب من 45 من أعضاء الجماعة .

وكانت واشنطن ومعها الاكراد، قد اتهموا هذه الجماعة بصلاتها مع تنظيم القاعدة.

وتحدثت معلومات وقتها  إن القوات الخاصة الامريكية ربما شاركت في عملية بريه قامت بها قوات البشمركه الكرديه لمطاردة هؤلاء المسلحين وطردهم من مواقعهم الحدوديه مع ايران.

اليوم و مع الحديث عن قرب توجيه ضربه جويه أميركيه الى قوات نظام الأسد في سوريا ردا على ما أكده المجتمع الدولي من استخدام اسلحه كيماويه من قبل هذا النظام لضرب شعبه، فان سيناريو ضربه مزدوجه يلوح في الأفق وتوقع ان تطال تلك الضربات الجويه والصاروخيه مواقع جبهة النصره المسلحه المعارضه للنظام السوري والمصنفه أميركيا على لائحة الارهاب بسبب اعتبارها انها جزء من تنظيم القاعده عدو أميركا اللدود منذ ان تجرأ هذا التنظيم الاسلامي الارهابي على ضرب عمق الولايات المتحده الأميركيه عام 2001 ودمر البرجين الشهيرين متسببا بمقتل الالاف من المواطنين الاميركيين الابرياء.

ضرب القوات الأميركيه لقوات النظام السوري بات مطلبا دوليا  “كي لا يتكرر استخدام السلاح الكيماوي من قبل الحكام الديكتاتوريين في العالم ضد شعوبهم” على  حد قول رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون.كما انه وبعد مبايعة جبهة النصره في سوريا لزعيم القاعده أيمن الظواهري أميرا عليها، فان الجبهه تكون قد وضعت نفسها في مجابهة الولايات المتحده  التي سوف لن تفوت هذه الفرصه الذهبيه كي تتحرك وتقصف مواقعهم وخاصة الاستراتيجيه منها التي تربط العراق بسوريا كما هو حال مواقعهم المستحدثه في منطقة دير الزور التي استولت عليها بلنصره مع حليفتها “دولة العراق الاسلاميه” بداية الشهر الحالي وطردت الجيش الحر منها وذلك من أجل التمهيد لاعلان امارتهم الاسلاميه كما أصبح معلوما.

وكذلك من المتوقع ان تضرب القوات الأميركيه مواقع جبهة  لنصره والتنظيمات المتحالفه معها في محافظة الحسكه وهذا من شأنه ان ينصر القوات الكرديه هناك التي تقاتل منذ شهرين وتدافع  كي لا تحتل تلك الجماعات السلفيه الجهاديه محافظتهم ويعلنوها امارة لهم أيضا.

هي اذن قد تكون ضربة مزدوجه تشمل مطارات النظام ومرافقه العسكريه الحيويه مما يمهد لتحول عسكري لصالح قوات المعارضه ،بالمقابل الضربات الموجهه لجبهة النصره واخواتها سوف تضعفهم لصالح قوى الاعتدال الوطني والاسلامي كالجيش الحر والجماعات المسلحه الاسلاميه االمنبثقه من تنظيم الاخوان المسلمين الممثله بالائتلاف السوري المعارض الذي قد يعاود تصدر المشهد السياسي والعسكري في المرحله المقبله.

السابق
طلال حاطوم: زيارة الكتائب للضاحية تشكل صورة جامعة للوحدة الوطنية
التالي
كي مون: يجب أن نعطي السلام فرصة في سوريا وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤوليته