حارث سليمان: قائد الجيش الفعلي هو وفيق صفا

حارث سليمان : اﻻسد سيرد في لبنان

رأى عضو تجمع لبنان المدني الدكتور حارث سليمان أن أزمة تشكيل الحكومة ستطول لان حزب الله لن يقدم حكومة مقابل الحصول على قائد جديد للجيش ، وهو ليس بحاجة الى ترميم الدولة لتساعده في حربه الامنية في لبنان . فقائد الجيش الفعلي هو وفيق صفا ، ويستطيع الحزب ان يستعين بمساعدة الاجهزة الامنية الرسمية في الوضع الراهن لتضاف الى قدراته الامنية الكبيرة .
واعتبر ان حزب الله أسقط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما قررت ايران تغيير سياسة النأي بالنفس ، واليوم فان الفراغ هو وسيلة حزب الله للتغطية على التدخل في سوريا .

وأكد أن حزب الله لا يدافع في سوريا عن مقام السيدة زينب (ع) وانما عن مقام السيدة أسماء في قصر المهاجرين ، والمشكلة ان هذا الموقف لن يتغير لانه حتى الحماقة عنده "مقدسة" .

"جنوبية " حاورت الدكتور سليمان وسألته بداية عن اسباب تعطل الحياة السياسية في لبنان .فقال:

نعيش على ايقاع الازمة السورية . وقد تفاقم الوضع بعد التورط الواسع لحزب اله في الحربضد الشعب السوري . وكل ما عدا ذلك هو تفاصيل وتفريعات لقرار ايران بان لا يسقط النظام السوري . وقد كلف حزب الله بان يخوض حرب الاسد في سوريا . وانعكس ذلك على مجمل الحياة السياسية في لبنان . من تمديد لمجلس النواب لان الحزب الله "مش فاضي " للانتخابات بسبب انشغاله في القتال في سوريا .

لقد نجح فريق 8 أذار في اطلاق بروباغندا كبيرة حول التمثيل المسيحي . وقد "زحطت " القوى المسيحية على قشرة هذه البروباغندا وتعقدت الامور بحيث اصبح اجراء الانتخابات مستحيلا . والدليل على ذلك النقاش في مجلس النواب على جنس الملائكة تحت شعار وضع قانون جديد للانتخاب . وعندما استعصى الاتفاق حوله واقترب موعد الاستحقاق اخرج الرئيس نبيه بري قرار التمديد .

ثم اتت بعد ذلك تداعيات الازمة السورية وتحديدا ممارسة حزب الله لدور اقليمي في دعم الاسد ، فانفجرت الازمات في الشارع السني في طرابلس وعرسال وعبرا وغيرها . وظاهرة احمد الاسير لم تكن سوى ردة فعل على تمادي تورط الحزب في سوريا . وكل ما حدث هو انفجار الاحتقان السياسي .

وماذا عن الحكومة ؟
ازمة تشكيل الحكومة مرشحة لان تطول . فحكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم تسقط بضربات قوى 14 أذار وانما أسقطت بقرار من حزب الله . لقد كانت تلك الحكومة حاجة له عندما كان يريد اعتماد سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية . ولما انتهت هذه السياسة واصبح هناك ضرورة ايرانية للتدخل السافر في سوريا أسقطت حكومة النأي بالنفس واعتمد مكانها الفراغ . كل التجاذب السياسي اليوم حول تشكيل الحكومة يدور حول شروط حزب الله الذي يريد حكومة تغطي تدخله في سوريا . لذا الحكومة عالقة في المخاض السوري . والخلاصة ان الفراغ هو وسيلة حزب الله لتغطية تدخله في سوريا .

الا يحتاج حزب الله الى ترميم وضع الدولة حاليا لتساعده في مواجهة الحرب التي تخاض ضده ، وللتمديد لقائد الجيش مثلا ؟
بداية فان قائد الجيش الفعلي هو وفيق صفا .كما أن حزب الله ليس بحاجة الى حكومة من اجل مواجهة الحرب الامنية التي يخوضها على ارض لبنان . لدى الحزب جهاز خاص بقدرات امنية كبيرة . ويستطيع في الوضع الراهن ان يستفيد من الاجهزة الامنية الرسمية فيكلفها بمهمات اضافية مثل ملاحقة وتوقيف المتورطين باستهدافه .

بالنسبة لقيادة الجيش هناك خياران لاثالث لهما . فاما التمديد للعماد جان قهوجي في مجلس النواب ، واما تشكيل حكومة جديدة تعين صهر العماد ميشال عون في هذا الموقع . وحزب الله ليس مستعدا للخيار الثاني . لذا فان التمديد لقهوجي هو الخيار الاقل كلفة . حزب الله لن يقدم حكومة مقابل الحصول على قائد جديد للجيش ارضاء لعون .

وماذا عن الوضع الامني ؟
الوضع غير مريح بالتأكيد وسيستمر كذلك وسنشهد المزيد من القلاقل لان نظرية السيد حسن نصرالله عن الذهاب الى سوريا والتقاتل هناك ، بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري ، هي نظرية لا تستقيم باي منطق . وبالتالي فان الحزب استورد النار السورية الى الداخل اللبناني . واذا كان ثمة من يتحمل مسؤولية هذا الوضع الامني فهو القرار الايراني بضرورة الذهاب الى سوريا للدفاع عن آل الاسد . وليس صحيحا انهم يدافعون عن مقام السيدة زينب (ع) فهي ليست بحاجة لهم . هم يدافعون عم السيدة أسماء في قصر المهاجرين .

وهل يمكن ان يتغير موقف حزب الله ؟
يعتقدون ان قرارهم "مستوحى" من الله مباشرة فكيف يغيرون . هؤلاء يعتبرون انفسهم مقدسين . وحتى حماقاتهم مقدسة لا تناقش ولا ترد .

السابق
ستريدا جعجع: موقف شربل يصحح الجدل في شأن الحماية الامنية
التالي
الجسر: مصرون على اجوبة غصن حول حوادث عبرا