رسالة من هاشم السلمان الى الرئيس سليمان

فخامة الرئيس ..

اه لو تدري لذة أن يمشي المرء في الشارع مرفوع الرأس دون أن يشعر بخجل أو وجل.. وأن ينام بهدوء لا يعذبه صوت الضمير!

كانت نشأتي في بيت كرامة، محبة، ووفاء.

تقبّلت فكرة موت أمي وأنا الطريّ العود، فعلّمني والدي الخطو وقول الحق وأن أتنفّس حرية.

كبرت.. فجاهرت بمحبة الوطن وأهله، ولم أكن يوما “طائفيا” وتفاخرت بالانتماء الى حزب الانتماء اللبناني وكنت مؤسّسا وفاعلا في خدمة الاخرين.

في التاسع من حزيران الجاري سقطت في الشارع مضرجا بدمائي على مرأى ومسمع القوى الأمنية والعسكرية. لقد أصابتني على يد شبح مجهول معلوم باقي التفاصيل والهوية، عدّة رصاصات كانت من النوع المتفجّر.

بعد الاصابة القاتلة يا فخامة الرئيس صبرت على الركل والضرب لأكثر من نصف ساعة. بعدها، نقلت الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي والتي داهمها جيش الأشباح لمنع التصوير.

بعد ساعات، أعادني اخوتي الى منزل العائلة، وكعادته تقبّل والدي والأهل العزاء في منزلنا… وهذا ما كان لجدتي ولأمي منذ عقود. وفي عصر اليوم الثاني، عاد أخواي من بلاد الاغتراب ولأننا لا نزاحم الموتى على قبورهم حملت الى مدفن العائلة وأودعت قرب أمي وجدّتي.

بعد أن غادر الرجال المدفن جاءت النسوة ليقرأن بضع آيات فأرعبتهن الأشباح الذين انتهكوا حرمة المقبرة على درّاجاتهم النارية، كما شهدن تكسير آلة تصوير لاحدى المراسلات الصحافيات.

فخامة الرئيس ..

من اغتال هاشم السلمان عند منتصف الظهيرة في التاسع من حزيران الجاري؟!

ونعم استدعيت القيادات الأمنية والعسكرية فعناصرها كانت حاضرة في المكان وفي الزمان؟

فخامة الرئيس ..

هل ترضى ان يحصل لابنك أو لحفيدك أو لأحد أقاربك ما حصل لي؟

فخامة الرئيس ..

عائلتي لم تصدر بيانا” ضد أحد، وانما تحمّل المسؤولية لكل من يلفّق بيانا” باسمها.

وأخيرا”، يا فخامة الرئيس ..

للقتلة أقول:

لن تسرقوا دمنا ..

املأوا جيوبكم وحساباتكم بأيّة عملة شئتم. شوّهوا ديننا وسيرة أئمتنا كما تشاؤون سيبقى لنا الدم والذاكرة، بهما سنحاسبكم، بهما سنطاردكم، بهما سنبني هذا الوطن برفقة أبنائه الأحرار من جديد.

*ملاحظة: هذه رسالة افتراضية وصلتنا عبر البريد الالكتروني من عائلة الشهيد السلمان الى رئيس جمهورية لبنان.

السابق
ضابط في وحدة غولاني يسرق أسلحتها
التالي
هاشم: لا حاجة لبيان السفارة الأميركية لنعرف مدى التدخل الغربي لتوجيه “الدستوري”