حراك سياسي لمنع الفتنة الطائفية ..والجيش يحسم الموقف في الشارع

الرعب من الآخر، والخوف هما الحاكم الاول للعلاقات بين مختلف اللبنانيين
، فالتطرف المذهبي في الخطابات السياسية يساهم بشكل كبير في نمو هذا الرعب بين السنة أو الشيعة، فوصل الى البيوت والمدارس والشوارع والمؤسسات، في لبنان من شماله الى جنوبه.
تجاوزنا، بالأمس، اختبارا صعبا كاد يشعل فتنة سنية – شيعية، إثر الاعتداء على أربعة مشايخ سنة في حادثين متزامنين بمنطقتي الخندق الغميق ومار مخايل، مما دفع الجيش اللبناني لحسم الأمر بسرعة؛ إذ أوقف المعتدين على المشايخ بعد ساعة من الحادثتين في حملة مداهمات فورية.

وتداعت القيادات الدينية والسياسية الشيعية والسنية لاستنكار الحادثين ورفع الغطاء السياسي عن المعتدين، فيما أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ان لبنان مر في الساعات الأربع والعشرين الماضية "بأخطر استحقاق أمني منذ ثماني سنوات"، وأضاف أن ما حصل يدل بوضوح الى أين يمكن أن يقود الشحن الطائفي والسياسي والمذهبي المستمر على مدار الساعة، مناشداً السياسيين ورجال الدين أن يتحملوا مسؤولياتهم من أجل وضع حد لكل من يساهم في التحريض ضد الآخر في وطنه.

وأضاف قهوجي مخاطباً السياسيين: "حصّنوا الداخل حتى يتفرغ الجيش للحدود"، مستغرباً كيف أن هناك من ينادي الجيش بتحمل مسؤولياته الحدودية، بينما يساهم في خطابه بجعل الجيش ينهك بين الداخل والحدود.

من جهة ثانية، أوضح وزير الداخلية مروان شربل ان "عدد الموقوفين في هذه القضية بات حوالي عشرة أشخاص بين مرتكب وشاهد". وقال: "ليس المهم أن نوقف أشخاصا فقط، بل ان نعرف من هو رأس الحية ومن يوظف هؤلاء الأشخاص في أمر خطير كالذي حصل". ورأى أن ما يثير الريبة "هو التزامن بين حادثتي الشياح والخندق الغميق"، معلناً ان حركة أمل وحزب الله مع قطع رؤوس المرتكبين.

وعلى أثر الحادث استمع قطع الطرقات طوال الليل، وظهر لعداد كبيرة من الشبان المسلحين في شوارع بيروت احتجاجا على هذا الاعتداء، فيما نزلت مجموعة تابعة لجمعية التقوى الإسلامية واجتمع عدد من المشايخ وعلى رأسهم الشيخ الشهال في طريق الجديدة وقاموا بإطلاق مواقف مستنكرة معتبرين ان "الطائفة السنية بخطر وتتعرض للتهديد"، كذلك انتشر نحو 30 مسلحا وهتفوا "الشعب يريد إعلان الجهاد".

السابق
المعارضة تنتخب هيتو رئيسا لحكومتها..ودعوات اميركية للتسليح
التالي
الأمم المتحدة تهنئ اليمن على بدء حواره الوطني