ميقاتي ينزع القطن من أذنيه

ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طاولة مجلس الوزراء كمنصة لإطلاق صواريخ اتهاماته في حق المعارضة، وأعنف عمليات القصف هذا تمّ في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي عُقِدّت في السراي الحكومية والتي قال فيها الرئيس ميقاتي كلاماً نابياً جداً، ومن مصطلحاته البعض يتمادى في حملاته بفجور سياسي كبير، ويقول في مكان آخر لا يزال البعض في المعارضة مصرًّا على النيل من الحكومة والتحامل عليها.

على حدِّ علمنا وعلم الكثيرين أن دولته ديمقراطي وانه يتحمّل النقد، فلماذا يخرج عن هدوئه حين تُطالب المعارضة بإسقاط حكومته؟
المعارضة عدَّدت الأسباب التي بموجبها تريد إسقاط الحكومة، وهذا حقها الديمقراطي، فهلا يُعدِّد الرئيس ميقاتي الأسباب التي بموجبها يريد أن يستمر على رأس الحكومة؟
ثم لنتذكَّر معاً، ألم يقُل منذ أسابيع قليلة إنه يضع القطن في أُذنيه لأنه لا يريد أن يسمع ملاحظات المعارضة؟
تُرى لماذا قرَّر فجأة أن ينزع القطن من أذنيه ويتوقف عن أن يكون أصماً؟
هل لأنه أدرك انه إذا قرر عدم السماع فهذا لا يعني ان الكلام لا يُقال؟

يُلاحظ المعنيون أن الرئيس نجيب ميقاتي حين يتناول المعارضة في كلامه، يقول:
البعض في المعارضة، وكأنه يريد أن يوحي بأن البعض الآخر في المعارضة معه ولا يتحامل عليه كما البعض الأول. هذه اللعبة التي إسمها فَرِّق تسُد، ربما آن للرئيس ميقاتي أن يُقلِع عنها لمعرفته الأكيدة ان في الأكثرية أكثريات وليس في المعارضة معارضات، فهل هو متّفقٌ مع كل مكوِّنات حكومته؟
هل هو منسجمٌ مثلاً مع وزير الطاقة جبران باسيل في ما خصَّ ملف الكهرباء؟
هل هو منسجمٌ مع بعض الوزراء في ما خصَّ ملف المحكمة الدولية؟
هل هو منسجمٌ مع وزير المالية في مقاربة ملف سلسلة الرتب والرواتب؟
إذا كان غير منسجمٍ مع كل هذا البعض فكيف ينقل المعركة إلى مواجهة مع بعض المعارضة؟

وفي إطار استخدامه لمنصة طاولة مجلس الوزراء في قصفه على المعارضة، يقول الرئيس ميقاتي إن المقاطعة تنعكس سلباً على صورة لبنان! إن هذا الكلام أقل ما يُقال فيه إنه مزحة آخر السنة لكنها مزحةٌ من العيار الثقيل لأنها غير قابلة للتصديق.
يا دولة الرئيس، إن الإنعكاس السلبي على صورة لبنان جاء من ممارسات غطتها حكومتك أو غضت النظر عنها:
هل المعارضة هي التي ابتكرت بدعة سلسلة الرتب والرواتب وتراجعت عنها؟
هل المعارضة هي التي قطعت طريق المطار وأشعلت الدواليب وأطاحت موسم السياحة؟
هل المعارضة هي التي ابتكرت الأجنحة المسلحة للعائلات والعشائر والقبائل؟
هل المعارضة هي التي لزَّمت مناقصة دير عمار، بناءً على مناقصة شفّافة، ثم ألغتها لتُعطي المناقصة لأحد المحظوظين المعروفين؟
هذا هو الأداء الذي ينعكس سلباً على صورة لبنان، فأي دورٍ للمعارضة فيه؟  

السابق
جنيف – 2 إلى مقبرة اليرموك؟!
التالي
اليرموك.. استغلال ومتاجرة