إحباط فرار من رومية بانتظار الأعظم 

يمكن أن يستفيق اللبنانيون غداً، أو بعد غد، على خبر يقول: «فرار جميع سجناء فتح الإسلام من سجن رومية». هذا ما يؤكده مسؤول أمني رفيع. إذاً، ببساطة، لم تفعل الدولة شيئاً، بالمعنى الحرفي للكلمة، لتجنب أي عملية فرار جديدة من السجن. يمكن بسهولة أن تتكرر عملية الفرار التي نجح فيها أخيراً 3 من «فتح الإسلام». على كل حال، ساهمت الصدف، إضافة إلى معلومة مسربة، بإفشال مخطط لعملية فرار قبل أيام، كان سيكون أبطالها من «الإسلاميين» مجدداً.

دهمت قوة من سرية السجون، بقيادة العميد عامر زيلع، غرفة النظافة في المبنى «ب» داخل السجن. عثروا على كمية من الحبال المصنعة في الداخل، إلى جانب «شادورات» سوداء. هذا النوع من الثياب تلبسه عادة زوجات نزلاء المبنى المذكور. اللباس المضبوط كان بكامل عدته، فحتى القفازات النسائية السوداء كانت موجودة. أيضاً، من بين المضبوطات، بدلة عائدة لقوى الأمن الداخلي، مثل تلك التي يرتديها رجال الحرس. الخطة كانت، بحسب مسؤول أمني رفيع، تنفيذ تسلل بالحبال إلى خارج المبنى، ثم الخروج من البوابة الرئيسية بالزي النسائي المذكور. ويضيف المسؤول ان العملية كان سيستخدم فيها، ربما، بطاقات هوية مزورة. هكذا، أحبط هذا المخطط، صدفة، وبالتالي يمكن أن نشهد في الغد عملية فرار ناجحة تماماً. الأبواب ما زالت على حالها مخلعة، من دون أقفال. بعض الأقفال وضعت، لأسباب غير مفهومة، من النوع الذي يستخدم عادة في المنازل والمحال التجارية الصغيرة. يمكن لأقفال كهذه أن تنكسر بعد ضربة بسيطة بآلة حادة مثلاً. الكاميرات أيضاً لم تحضر بعد إلى السجن. ما زال المكان المعد لإيواء الرجال الخطرين، وهو الأكبر في لبنان، من دون كاميرات مراقبة. ما السبب؟ كل الإجابات التي تسمع من المسؤولين، وهي من النوع غير المفهوم لغوياً حتى، تدفع بالسامع إلى الاعتقاد بأن ثمة من يريد للسجناء أن يفروا.

بعض السجناء، من الذين خبروا السجن لسنوات، يرون في الإعلان عن إفشال عملية الفرار «تضخيماً». يقول أحدهم: «الدولة ربما بحاجة إلى أن تظهر نفسها بمظهر القوي، وأنها أصبحت أكثر تيقظاً بعد الفرار الأخير، ولهذا نسمع اليوم حديثاً عن انجازات». كلام السجين «الخبير» ربما صحيح، ولكن، في الواقع، المسؤولون في السجن يؤكدون على «الواقع المزري لديهم، وعن خوفهم من تحميلهم المسؤولية، في ظل غياب الاصلاحات اللوجستية والبشرية من جانب الدولة، عند حصول عمليات فرار جديدة». بعض هؤلاء بات يفكر جدياً بالاستقالة. العمل في السجن، اليوم، هو المكان الذي يُجري الضباط من أجله «واسطات» لعدم نقلهم إليه.

وثمة من يؤكد من داخل السجن، أن سجناء «فتح الإسلام» لن يكلّوا ولن يملّوا من محاولات الفرار. يقال انهم «من كشفوا محاولة الفرار بهدف التعمية، على عملية فرار ضخمة يحضّرون لها». يذكر أن من بين هؤلاء السجناء «رجال افتاء الذين يصدرون الفتاوى بالقتل، لمجموعات خارج السجن، في لبنان بل وفي سوريا أخيراً، وهؤلاء لا يتواصلون مع أحد في العلن، إذ يضعون في الواجهة أشخاصاً معيّنين».

السابق
شباب امل… أوادم حتى إشعار آخر
التالي
لا تعويضات للأشرفية