مهمة الإبراهيمي

الفرصة المتاحة للموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي هي التوافق الدولي من دون تجاهل الموالاة والمعارضة، وقد أشارت محادثاته في موسكو إلى ذلك وصولاً إلى توافق حول ايفاد مراقبين دوليين والأخذ بعين الاعتبار مواقف العواصم المتعارضة وعدم التقاء الطرفين المعنيين على هذا التوجه الذي ما زال محكوماً بالتباين وعدم اللقاء على جامع مشترك الأمر الذي يضاعف من تفاعلات الأزمة وما تتسبب به من خسائر بشرية ومادية ويعقد مهمة البحث عن حل يرضي الأطراف كافة.
وتشير التوقعات إلى إن ما جرى في موسكو سيتكرر في بكين كون العاصمتان تلتقيان على الموقف ذاته، لذا فإن العودة إلى مجلس الأمن لن تكون مختلفة ما سبقها ما دام استخدام حق النقض وارداً أي عدم تحرير قرار لا يناسب روسيا والصين في اطار الصراع على من ينفذ سياسته وان تكن في غير المصلحة الوطنية ومتعارضة أيضاً مع من لهم هدف آخر وهم لا ينحصرون في دولة أو جهة بعينها.
وإذا كانت الأطراف مختلفة على كيفية إنهاء الأزمة فالبعض يراهن على الإنتخابات الأميركية مع ان سياسة واشنطن هي نفسها لا تتبدل في جوهرها وتمسكها بما يبقي على نفوذها وتأثيرها على مجريات الحوادث بما يعود عليها بتعزيزه لا سيما في منطقة الشرق الأوسط والتزامها الثابت بدعم إسرائيل إلى حد تبرير اعتداءاتها والحيلولة دون ادانتها وهي تمضي في بناء البؤر الاستيطانية وتوسيعها ولن تتغير هذه الحساسية سواء فاز أوباما كما توحي استطلاعات الرأي أو جاء رومني إلى البيت الأبيض، ويستدل على ذلك من تصريحات المرشحين المتنافسين خصوصاً في المناظرة الثالثة والأخيرة التي أعادت إلى المرشح الديمقراطي ما سبق وسجل عليه في المناظرة الأولى من عدم تكافؤ مع خصمه.
ثم ان تجربة المراقبين العرب والدوليين لم تنجح حتى في وقف الصدامات المسلحة، وكان أن انسحبت لعجزها عن تحقيق مهمتها ما أدى إلى اعتذار الموفد الأممي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وقد أصيب سلفه الإبراهيم الدبلوماسي الجزائري المحنك بصدمة تمثلت بفشل اقتراحه هدنة في عيد الأضحى لكنه وهو يصف الأزمة السورية بالخطرة جداً وأن الوضع يسير من سيء إلى أسوأ وموافقة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هذا الوصف، يظل مصراً على النجاح استناداً إلى نجاحه في لبنان وغيره من الدول التي عانت من تنافر وصراع بين أبنائها وأطرافها السياسيين.

السابق
ذكريات الزمان ونزع السلاح
التالي
مساحة الحكمة.. في اللحظة الحاسمة