الجيش يتمسك بدوره ويقمع المخلين بالأمن ويعيد الهدوء لبيروت

انحسرت الاشتباكات والتوترات الأمنية التي شهدتها شوارع ومناطق بيروت منذ اغتيال اللواء وسام الحسن، وعادت الحركة الى طبيعتها، بعد أن كانت تلك الشوارع قد تحولت ساحة قتال ومناوشات بين شبان مسلحين والجيش اللبناني. وكانت الحصيلة، سقوط قتيل فلسطيني وجرحى في صفوف المواطنين والجيش. وترافق ذلك مع حرق إطارات وقطع طرق وتفكيك أوصال العاصمة، علما ان محلة قصقص شكلت المنطقة الأكثر سخونة، من خلال عمليات للقنص من منطقة طريق الجديدة وقصقص باتجاه المناطق السكنية في الطرف الآخر. وسادت حالة من الهدوء الحذر والترقّب المناطق الأخرى من العاصمة، حيث شهد معظمها حركة سير خفيفة، وشبه إقفال للمؤسسات والمحال التجارية، مع توقف الدراسة في غالبية المدارس والجامعات الخاصة والرسمية.

وكانت قيادة الجيش اللبناني اعلنت عن نيتها في "قمع الإخلال بالأمن وحفظ السلم الأهلي"، جاء ذلك بعد حدوث مواجهات بين الجيش ومسلحين في العاصمة بيروت وضواحيها.

وأكدت في بيان عن "تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي"، مشيرة إلى أن "التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة، وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة"، وشددت على أن "الأمن خط أحمر فعلا لا قولا، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدى على حرمة الأملاك العامة والخاصة". ودعت "جميع المواطنين على تنوع انتماءاتهم في مختلف المناطق اللبنانية إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة إلى إخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة".
وقالت إن الجيش سيتخذ "تدابير حازمة، لا سيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة، وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره".

وناشدت القيادة "جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي، لأن مصير الوطن على المحك".

من جهة أخرى، تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي الأفواج والوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة، حيث اطلع على الاجراءات الامنية المتخذة، وأعطى توجيهاته بوجوب التصدي للفتنة وعدم التساهل مع المخلين بالأمن الى أي جهة انتموا، منوهاً بجهود العسكريين المضنية لاعادة ضبط الأمن والاستقرار، وداعياً إياهم إلى بذل أقصى المستطاع للحفاظ على أرواح.
                                                            

السابق
قطب وسطي
التالي
كنعان: الاولوية لحماية لبنان الآن