سواك مساء وغفو

وكما للمدمنين دمعهم خمراً
لي رشفةٌ من علقمٍ كلّ صباح
تُذكّرنِي بمذاق ما يجِب أن يَحلو لي
على الدّوام…
أعتقْتُ التّنَهُد منذُ زمن
وأقِفُ الآن أتضوّرُ أملاً عندَ انخطافِ الأيّام
فجرَ كلِّ غروب..
وعَبثاً أنتظر…
وأصلاً لست أدري ما كنت وما بِتُّ أنتظر..

بحرٌ من الدُخان هنا
يُغرقني بالهلوسات …
وموجات الوهْم تتكسّر فوق أَضلعي

بحرٌ من الأحزان
وترانيم السّنونوات النّاحبات
تنعي ريح زَبَدِه …
وتمحو أقداماً كانت تركت بقايا مشاويرها
في خبايا الرّمال..

بحرٌ من عبيرِ البيلسان
وفي شفق الإنتظار، لَمَساتٌ بين الحنين والأرجوان
لِـمن بات رحـيلهم إبتسامةً حائرة .. مُطمئنّة…

وأنا ما أنا من تيهي اللّامتناهي في الحُزن
وأنا ما هي الأيّام من صور أشلاء الأرواح المتمرّدة …
ورقةٌ كتَبَها الصّمتُ وأزهق قيمتًها بالبياض
متعالياً هارباً من أحداقه
في المرآة…
ولا بنتُ شفة تنظرُ خيـالهـا
والحوارُ مُستقيمٌ بين السّكون والوجوم …

أنا ما أنا …
غصنٌ يابسٌ أجرد … إلّا من زهرةٍ واحدة
وورقة تتحيّن الفينة وأخراها لتحمرّ أو تصفر..
غصنٌ لا يعلم في أيّ شجرةٍ نبت
تعرّى من كلِّ شيئ سوى الرّياح والزّهرة الخجولة..
لا يملِك إسماً أو صِفةً أو كُنية سوى كونه غصنٌ أجرد ..بزهرةٍ خجولة..

أنا ما أنا بكلِّ ما بي من لا شيئٍ يُذكر
ما زِلت هُنا
أو لربّما هُناك.. ما عُدت أذكر..
ولا عادت المواقعُ تعنيني
المهمّ أنني أنتظر .. اللامنتظر .. اللّاموجود..
لعلّ بانتظاري له .. ينسكب من عُتبة الأفكار
بحرٌ جديدٌ واقعٌ على مَقرُبةٍ من قلبي ونيّف…
أجِدُ فيه أمواجاً أُخَر
وغموضاً ثانٍ يُبرّح توقّعاتي…
وربّما انتظاراً جديداً للاموجودٍ آخر
يولد في ضفائري المُستحيلة…
عسى .. والقول دوماً عسى..
فيتحقّق المأمول …
يوماً ما…
  

السابق
ترتيب جلسة استماع لإفادة كفوري حيث هو عبر الفيديو كونفرانس
التالي
فوبيا الاغتيالات تعود الى الواجهة.. ما هي الاسباب ؟