بين فيلم الإساءة و11 أيلول

اعتبرت مصادر دبلوماسية عربية أن موضوع عرض فيلم يسيء إلى الديانة الإسلامية بشخص النبي محمد وتحديداً في هذا الوقت جاء بمثابة ما يشبه إلى حد كبير تفجيرات الحادي عشر من أيلول وما تركته من تداعيات على مستوى العالم والتي تبين بعد التحقيقات غير المعلنة أنها كانت من إعداد الاستخبارات الأميركية و«الإسرائيلية» لكي تكون مقدمة إلى غزو العراق واحتلاله عسكرياً من قبل الولايات المتحدة تحت شعار محاربة الإرهاب، وزعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل.

وتضيف المصادر الدبلوماسية أن المخططين لما حصل على صعيد عرض الفيلم المذكور وردات الفعل في العالمين العربي والإسلامي كانوا يعرفون مسبقاً بإمكانية ما جرى من ردات الفعل تجاه السفارات الأميركية في بعض الدول ومنها على وجه الخصوص مقتل السفير الأميركي في بنغازي مع بعض موظفي السفارة ورجال المارينز، ومحاولة الإدارة الأميركية التنصل من موضوع عرض الفيلم المسيء للإسلام بذريعة حرية التعبير التي أصبحت مكشوفة الأهداف، خصوصاً وأن المعطيات والمعلومات المتوافرة حول هذا الموضوع تشير بوضوح إلى أن الاستخبارات الأميركية و«الإسرائيلية» كانت على علم منذ اللحظة الأولى بنشوء فكرة إعداد وإخراج هذا الفيلم.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن توقيت الفيلم يشكل صفعة للرئيس الأميركي باراك أوباما مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة طبعاً إلى توقيت زيارة البابا إلى لبنان حيث تبين أن الإدارة الأميركية ومع حكومة العدو الصهيوني لم تكونا راضيتين على هذه الزيارة في ضوء المواقف الموضوعية والمتوازنة التي أعلنها الحبر الأعظم خلال زيارته إلى لبنان وعندما كان في الفاتيكان بخصوص الوضع في سورية ودعوته المستمرة لتكريس التعايش المسيحي ـ الإسلامي في سورية ولبنان وجميع الدول في المنطقة، ناهيك عن إمكانية استثمار جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة وخصوصاً في مصر وتركيا لهذا الحدث.

وكشفت المصادر الدبلوماسية عن أوجه الشبه بين أحداث 11 أيلول وموضوع الفيلم المسيء للإسلام، حيث أن الأولى كانت نتيجتها احتلال العراق لإضعافه وشل قدرته وتحييده عن الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» ولكي يكون للولايات المتحدة الأميركية تواجد عسكري مباشر في المنطقة، والثانية تهدف إلى دخول المنطقة مجدداً بذريعة حماية سفاراتها حيث كانت الخطوة الأولى إرسال مدمرات أميركية إلى الشواطئ الليبية لتحقيق هذا الهدف ومن ثم قرار إرسال قوات من المارينز إلى كل من تونس واليمن والسودان التي رفضت هذا الأمر بالمطلق وكذلك اليمن التي ارتفعت فيها الأصوات الحزبية والسياسية رافضة الطلب الأميركي، ولذلك فإن الولايات المتحدة تحاول استثمار ردات الفعل التي حصلت من خلال خلق استراتيجية جديدة لوضع يدها على الثروة النفطية وخصوصاً في ليبيا بعدما تبين لها أن الأوروبيين غير قادرين على تأمين الحماية اللازمة للسفارات الأميركية والمواطنين الأميركيين، وبهذا كأنها راحت تعطي إشارة للدول الأوروبية التي شاركت في الحرب على ليبيا إن دورها في هذا البلد يجب أن يتقلص.

و«الإسرائيلي» من جهته يحاول استثمار الحدث المذكور خصوصاً وأن الانتخابات الأميركية على الأبواب وهو يسعى جاهداً من خلال توريط الإدارة الأميركية بهدف الحصول على التزامات مسبقة من الرئيس الأميركي المقبل ولكي يكون وصوله إلى البيت الأبيض خاضعاً للإرادة «الإسرائيلية»، «فإسرائيل» على هذا الصعيد تمارس ضغطاً على الرئيس أوباما وتفرض عليه شروطاً محددة عليه للحصول على ضمانات قبل إعادة انتخابه مرة ثانية وكذلك تعمل على ابتزازه في الملف الإيراني، مع الإشارة إلى أن المرشح الجمهوري رومني مستعد هو أيضاً إلى تقديم التنازلات «لإسرائيل» أكثر من الرئيس أوباما..  

السابق
بداية الحوار الجدي
التالي
رد الفعل على الفيلم المسيء.. يجمد ضربة اسرائيل لايران