ابراهيم: عواصف المنطقة تدعونا الى العمل لمناعة لبنان وصموده

أحيت المديرية العامة للأمن العام للمرة الأولى، الذكرى السابعة والستين لتأسيس الأمن العام، باحتفال رسمي أقيم قبل ظهر اليوم في قاعة الإجتماعات في المبنى الرئيسي للمديرية في المتحف، في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ورؤساء المكاتب والدوائر والمراكز الإقليمية في المديرية وكبار الضباط.

بداية النشيد الوطني فنشيد الأمن العام، ثم ألقى ابراهيم كلمة قال فيها: "أيها العسكريون، نحتفل هذا العام وللمرة الاولى بالعيد السابع والستين لتأسيس الامن العام، لا لنضيء على تاريخ هذه المؤسسة الوطنية العريقة وانجازاتها وهي كبيرة وكثيرة، بل لنؤكد اننا مؤتمنون على عهود وثوابت وتوجهات، طالما كانت في صلب عملنا منذ ان واكبت مؤسستنا الاستقلال، لا بل عملت له وارست مداميكه واسهمت في بناء الدولة الحديثة مدماكا وراء مدماك منذ العام 1921 حتى تاريخ انشاء مديرية الامن العام في اطارها المستقل بتاريخ 27/8/1945 بموجب المرسوم 3845 أعقبه المرسوم رقم 3846 الذي تم فيه تعيين اول مدير للامن العام".

أضاف: "ان مؤسسة الامن العام كرست عبر تاريخها وعملها في خدمة الوطن والمواطن، وهي مستمرة على هذا الدرب برغم كل العراقيل والظروف الصعبة التي تحيط بوطننا الان. لا بل فإن هذه العواصف التي تضرب المنطقة كلها، باتت حافزا لنا لمضاعفة الجهود وزيادة التضحيات من اجل النهوض بالوطن وتثبيت مناعته وصموده، وفي نصب اعيننا دوما التزام الدستور وتطبيق القوانين وتسهيل الخدمات للمواطنين والمقيمين على ارض لبنان وتقديم الحلول للمشكلات والعراقيل التي تقف امام تطور العمل، والاهم من كل ذلك حماية البلاد واقتصادها ومجتمعها، وتأمين الامن والامان للمواطنين".

وتابع: "على خط مواز، نسعى بكل قدراتنا من أجل مواكبة التطور التقني والاداري لينعكس في عملنا سهولة وفعالية وسرعة. فخطة التطوير والتحديث والتوسع قائمة على قدم وساق وقطعت أشواطا بعيدة ملموسة في أكثر من مكان. والى جانب هذه الورشة المستمرة بقيت قضية متابعة اوضاع العسكريين على كل المستويات المهنية والعائلية والمادية والشخصية تستحوذ على اهتمامنا، ليبقى عنصر الامن العام محصنا في وجه الظروف الصعبة التي تعانيها البلاد وكل المغريات والتحديات في آن، وليبقى محصنا بقدراته البشرية ومحافظا على الحد الأقصى بانضباطه ومناقبيته واخلاصه لوطنه ولمؤسسته".

وأردف: "اننا لا نبني لأنفسنا شيئا شخصيا ولا مجدا زائفا مؤقتا او زائلا ولا مكسبا ماديا، بل نبني للوطن وللاجيال اللبنانية المقبلة مستقبلا مستقرا وهانئا. ومن هنا ننظر الى المستقبل بثقة عالية بقدر ما نستفيد من الماضي وتجاربه، فقد جربنا الحروب الداخلية وعشنا نتائجها المأساوية سنوات طويلة، وشهدنا على الخلافات والانقسامات ومشاريع التجزئة والتقسيم، التي سقطت بسبب الموقف الصلب لمؤسسات الدولة وللمواطنين الشرفاء المتمسكين بوحدة وطنهم ومؤسساتهم، وعشنا غياب الدولة في مرحلة من المراحل ونتائجه الكارثية من فوضى واهمال خدمات وفلتان امني، واليوم نستفيد من هذه التجارب المريرة لنساهم في بناء الوطن على أسس صحيحة ومتينة ولنزرع في عقول الشباب وفي نفوسهم فكرة الدولة الواحدة والقانون والمؤسسات، لا فكرة التشرذم والانقسام والفوضى وفساد الادارة والبطالة، ومهما كانت المهمة صعبة فإننا نرى فيكم ضباطا ورتباء وعناصر ملهمين لفكرة بناء هذه الدولة ومؤسساتها الواحدة الجامعة، فلا نتأثر بموقف من هنا او رأي من هناك طالما اننا نعمل تحت سقف الدستور والقانون، ولا نتأثر الا بما يؤدي الى ترسيخ مفهوم الدولة وبناء مؤسساتها في خدمة الوطن والمواطن".

وقال: "أيها العسكريون كلمة أخيرة أوصيكم بها: إحترام المواطن والحفاظ على كرامته ونيل ثقته، زهق الباطل وشجب الظلم ومكافحة الفساد، إقتران خدمتكم بالاقدام والبذل وحب العطاء فالواجب الوظيفي هو رسالة تحملونها بأمانة وتخلصون لها، التحرر من أي ارتهان سياسي كان ام طائفيا ام مذهبيا والسير في رحاب المواطنية الصالحة، الحزم والعدل في استعمال السلطة ضمن القوانين والتعليمات، وجوب التنسيق المستمر والعمل الدؤوب مع الاجهزة العسكرية والامنية لمكافحة الجريمة وتوطيد الامن في البلاد وزرع الطمأنية في نفوس المواطنين، الحرص الدائم على المال العام، التعمق بالمعارف الادارية والتقنية لمواكبة الحداثة والتطور".

وختم: "نقف اليوم اجلالا لشهداء الامن العام الذين سقطوا في ساحة الشرف وفي سبيل الواجب والخدمة ولأقول لهم انكم مقيمون بيننا رفاق اعزاء، فعطاؤكم لن يضيع ونضالكم يخلد، عهد لكم علينا ان نتابع مسيرة البناء على طريق الشرف والتضحية".  

السابق
اهالي الصرفند قطعوا اوتوستراد صيدا – صور احتجاجا على مقتل علي خليفة
التالي
جنبلاط: من سخرية القدر أن تتحول حركة عدم الانحياز الى حركة الانحياز