جنبلاط: المطلوب جلاء كل الملابسات المتصلة بقضية “داتا” الاتصالات

أدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، جاء فيه: "في يوم انتصار الجنوب ولبنان بعد العام 2006، وهو انتصار أتى في سياق صمود وتراكم تاريخي لأهل الجنوب في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، نذكر بأن الحزب التقدمي الاشتراكي أدى دورا طليعيا في الدفاع عن الجنوب وأهله وفي تأكيد الصمود في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وفي دعم مطالب العمال، ولا سيما عمال التبغ والفئات المحرومة والمهمشة إجتماعيا ومعيشيا، كما قام بالتعاون مع الأحزاب الوطنية الأخرى بخطوات كبيرة في إتجاه الضغط لتغيير عقيدة الجيش اللبناني آنذاك وتأكيد عروبة لبنان وعداوة إسرائيل ومشاريعها العدوانية المستمرة ضد لبنان وأهل الجنوب، ولاحقا ساهم بشكل كبير في النضال المشترك مع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وصولا إلى التحرير الكامل سنة 2000.

وحتى في أوج الانقسام السياسي الداخلي، وفي مرحلة الاغتيالات السياسية المتتالية التي نفذها النظام السوري أقرينا بانتصار المقاومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي سنة 2006، وسألنا آنذاك السيد حسن نصرالله الى من سيهدي الانتصار، وهو الانتصار الذي لا يهدى الا الى الدولة من خلال خطة دفاعية وطنية. وغني عن القول إن أهل الجنوب ولبنان سيبقى مقاوما بصرف النظر عن مصير النظام السوري".

أضاف: "كم كنا نتمنى على السيد نصرالله الذي جاهد في سبيل تحرير الجنوب ودافع عن الحق الفلسطيني وواجه الاعتداءات الاسرائيلية، لو اتخذ موقفا أكثر انسجاما مع هذا المسار النضالي وأكثر عدلا الى جانب الشعب السوري. فمن يدافع عن الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال لا يستطيع ان يقف ضد الشعب السوري في مطالبه المحقة كذلك، وكان من الافضل الا يجعل أحد رموز القتل والقمع والتنكيل بحق الشعب السوري رفيق سلاح. أولم تكن مصادفة غريبة ومريبة مثلا أن تتم ترقية آصف شوكت من رتبة عميد إلى لواء في يوم 14 شباط 2005، أي يوم تنفيذ جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟!

أما في مسألة الحوار الوطني، فالحزب التقدمي الاشتراكي على موقفه الثابت لناحية تأييد استمرار الحوار سبيلا وحيدا لحل الخلافات السياسية وفق نص الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية، والتي حدد فيها ثلاثة عناوين أساسية تتصل بكيفية الاستفادة من سلاح المقاومة للدفاع عن لبنان في منظومة دفاعية بإمرة الدولة، ومعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ومعالجة انتشار السلاح في المدن.

الا أن الحزب التقدمي الاشتراكي يطالب في الوقت نفسه بجلاء كل الملابسات المتصلة بقضية داتا الاتصالات، لأنها تتعلق بسلامة جميع اللبنانيين بصرف النظر عن انتمائهم السياسي، وان يتم التعامل مع هذه المسألة بواسطة الهيئة القضائية المختصة وبما يوفق بين تقديم المعلومات المطلوبة أمنيا والحفاظ على الحرمات والحريات الشخصية".

ورأى "أن الجو المتنامي حيال الاغتيالات بفعل الإشاعات والتقارير الجوالة ومناخات الانقسام الداخلي، فضلا عن تسخيف مفهوم العمالة وتحويل بعض العملاء الى أبطال بدل تنفيذ أحكام الاعدام بحقهم، بالاضافة الى الانباء المتتالية حول اكتشاف خلايا تجسسية في مواقع معينة، كل ذلك قد يجعل تنفيذ اغتيالات سياسية في هذه اللحظة السياسية الحرجة مسألة ممكنة لتخريب الوضع الداخلي وإشعال الفتنة. لذلك، المطلوب أكثر من أي وقت مضى رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية لقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، والتنسيق أفضل من التصارع وزيادة حجم الفوضى الأمنية".

وتابع: "في مجال آخر، وإذ يزداد عدد اللاجئين السوريين في لبنان بصورة كبيرة، فإن الحكومة مدعوة الى اتخاذ التدابير اللازمة لاستقبالهم، مع التذكير بأن الشعب السوري بأكمله، ومن ضمنه أهالي حمص فتحوا بيوتهم لمئات الآلاف من اللبنانيين الذين نزحوا الى سوريا اثناء عدوان تموز 2006.

وإننا نشارك الرئيس نبيه بري مخاوفه ونؤيد الموقف الرسمي الراهن باعتماد سياسة النأي بالنفس في ظل الانقسام السياسي الداخلي، علنا في ذلك نجنب لبنان مفاعيل تلك الأزمة التي تتفاقم نتيجة صراع الامم واستفحال الحل الامني الذي يصر النظام على تطبيقه".

وختم: "أخيرا، وفي ذكرى ثورة 23 يوليو، لا بد من وقفة إزاء تلك المحطة المشرقة والمضيئة والتاريخية في مصر والعالم العربي، والتي غيرت مسارات كثيرة، من بناء السد العالي وتأميم قناة السويس واستعادة الحقوق المهدورة إلى العديد من المحطات الكبرى التي ساهمت في إعادة العزة والكرامة العربية، ولو أنه شابها لاحقا أخطاء أثارت اعتراض بعض القوى السياسية وهي موضع تفهم، إلا أن تلك الثورة حطمت قيود الاحتلال الخارجي وحررت مصر ودفعتها نحو مرحلة مختلفة نوعيا عن المرحلة السابقة. إن العرب مدينون لثورة الشعب المصري في يوليو 1952، كما في 25 يناير 2011 لأن هاتين الثورتين أكدتا عراقة هذا الشعب وتمكسه بالمؤسسات والدولة على الرغم من كل المصاعب والمشاكل".  

السابق
حمود: فلتحقق الحكومة الحد الادنى من الحياة الكريمة أو فلترحل
التالي
محمد ياغي: المقاومة والشعب في أعلى حالات الجهوز لمواجهة العدو