اطلاق حملة كون رجّال وخود موقف من العنف

بعد حملتها "كون رجّال وخود موقف من العنف"، و"ضرب الحبيب معيب"… انطلقت حملة اعلامية اعلانية اخرى، تستهدف ايضاً الرجال في اطار محاولة اشراكهم في جهود الحّد من العنف ضد المرأة وفي الاسرة. حاسس حالك مكرّز؟ واصلة معك للآخر؟ عطول مكهرب؟ ما تفش خلقك بعيلتك، "نحن مستعدين نسمع حكي" عبر "مركز الاستماع للرجال" التابع للهيئة الطبية الدولية ومؤسسة ابعاد. هكذا تستكمل "ابعاد" حملاتها الاعلانية ضمن برنامجها الاعلام الاجتماعي الجماهيري لإيصال رسائل هادفة الى تغيير المواقف والسلوك.

هي خطوة مدروسة، تقول مديرة مؤسسة ابعاد غيدا عناني. لقد أجرت "أبعاد" العديد من مجموعات التركيز والمساندة، وتأكد لها ان هناك حاجة لتقديم خدمة الاستماع الى الرجال، لاسيما ان النساء ضحايا العنف كن دائما يرددن ان اي برنامج مناهضة للعنف ضد النساء، عليه ان يشمل ايضا الرجال.
وقد اثبتت الدراسات انه في حالات النزاعات الأسرية ان العمل المجدي يكون بالعمل مع طرفي النزاع. حتى اليوم كانت الخدمات المقدمة من المجتمع المدني تطول فقط النساء عبر مراكز الاستماع، ولم تكن هناك مراكز تقدم خدمة لمرتكب العنف، فيعطى فرصة ليتكلم، او يتم اقتراح بدائل عليه لمعالجة الغضب والانفعال وتعلم كيفية ادارة المشكلات الحياتية. ومركز الاستماع اصبح اليوم جاهزا لاستقبال من يرغب، ويقع في منطقة فرن الشباك، ويشرف عليه فريق متخصص من الرجال.

بدائل لإدارة ردات الفعل
"نحن لا نبرّر منطق العنف والايذاء، انما نهدف، من خلال مركز الاستماع، الى توفير خدمة غير موجودة حتى الآن، وتشجيع الرجال على الانخراط بكل قوتهم في رفض العنف" تقول عناني. الجميع يعرف ان مشكلة العنف مّعقدة، ومرتبطة بعوامل كثيرة، منها الثقة بالنفس، الضغوط الإقتصادية والإجتماعية الدين، الخبرات الشخصية، مفاهيم القوى والتوازنات الأسرية…
وتتابع: "لذا علينا تلقف الخطوة الاولى للمستفيد من هذه الخدمة، حين تكون اول مقابلة لهم كمدخل الى عالم التغيير ومواجهة الذات.
ونحن نطمح عبر "مركز الرجال" الى أن نساعد في إحداث التغييرات التي من شأنها ان تحسّن حياة الرجال الذين يرتكبون العنف وحياة من يحبون، لاسيما انهم قد ينجحون احياناً، ويخفقون احياناً اخرى، في لجم غضبهم، ولكن هناك طرقاً يمكن اكتسابها لتعلم ادارة الغضب".
تشرح عناني ان "مركز الرجال" هو مساحة آمنة وخاصة، سيجد فيها المستفيدون خبراء واختصاصيين يعملون على توفير اشكال الدعم المتاحة، من تعلم كيفية تخفيف التوتر، الى اكتشاف بدائل صحية وسليمة لإدارة ردات الفعل.
حتى اليوم هناك 6 رجال استعانوا بخدمة مركز الاستماع، حتى قبل اطلاق الحملة الرسمية، اذ تم ارشادهم اليه عبر مراكز صحية اخرى، وسيكون هذا المركز مشروعاً اولياً تحت الاختبار، في حال نجاحه ستسعى "أبعاد" الى دراسة تجربة النجاح مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وبالتالي طلب تعميمها عبر المراكز التابعة للوزارة في المناطق، حتى تكون الخدمة متوافرة وقريبة من كل الراغبين في الافادة من هذه الخدمة.
"انه مشروع طموح"، تضيف عناني، "ونحن نعتمد في "أبعاد" مقاربة العمل على مناهضة العنف بمقاربة تشاركية، اذ ان العديد من الرجال الذين استطلعنا اراءهم ابدوا رغبتهم في المساعدة، لا بل باتوا يشعرون بأنهم ليسوا اعداء، واننا عبر برامجنا لا نحاربهم، انما نريد مساعدتهم".
ضرب الحبيب معيب
ان ابرز سبب للعنف هو الموروث الثقافي، "يقبرني رجّال… ضربها"، لانها لم تمتثل لأوامره مثلاً بعدم زيارة صديقة لها، متسلحاً بالمثل الشعبي "ضرب الحبيب زبيب". هذا الامر يحدث دائماً ويبرر له المجتمع. هنا، تشدد عناني، على اننا نريد ان نقول من خلال حملاتنا الاعلانية ان ضرب الحبيب معيب، ويجب ان نكون جميعاً، نساء ورجالاً، بكل قوتنا من العمل معاً لمناهضة العنف الذي يحط من الكرامة الانسانية، وهو معيب للمرتكب والضحية معاً.
واليوم نحن نجري دراسة وطنية للتعرف الى نظرة مجتمعنا الى الصفات الرجولية وعلاقتها بالعنف المنزلي، وستمكننا مخرجات هذه الدراسة من ان نصمم برامج تعالج جذور المشكلة. والجدير ذكره ان عمل مركز الاستماع للرجال يأتي من ضمن مقاربة جديدة من نوعها في الاطار اللبناني والشرق اوسطي، حيث تتركز جهودنا، تقول عناني، على اعادة النظر في الادوار الجندرية والهوية التي يحظى عبرها الرجال بقبول مجتمعي للمحافظة على سمات الذكورة. "ولعل تغيير فهم واتجاه الرجال والشباب انفسهم الى السلوك المقبول، الذي يشرّع العنف، ويعتبره مقبولاً ومرتبطاً بصورة وثيقة بسمات الرجولة، هي الخطوة الاولى في انهاء العنف الموجه ضد النساء والفتيات".

واصلة معك للآخر؟
اذا كانت واصلة معك للآخر، وتريد ان تعرف اكثر عن مركز الاستماع للرجال يمكنك الاتصال بالرقم التالي 283820-71   

السابق
ذكاء سياسي
التالي
BBC ومشكلة مزمنة مع الفئران