الاخبار: مقبل: لا انتخابات العام المقبل

رأى نائب رئيس الحكومة أن «لا انتخابات» العام المقبل «في مثل الحال التي نعيش فيها الآن». وفيما تتواصل الاتصالات لمعالجة ذيول أحداث المخيمات الأخيرة، تجاوزت القذائف الصاروخية مسرح الاشتباكات السورية إلى منطقة الهرمل

رأى نائب رئيس مجلس الوزراء الوزير سمير مقبل بعد زيارته الرئيس امين الجميّل «أننا وفي الحالة التي نحن فيها الآن لا يمكن ان تجرى انتخابات»، موضحاً أن «هذا رأيي الخاص وليس رأي الحكومة». واكد «ان الحكومة باقية الآن، وسيكون هناك مشكل كبير ما لم يتم تأمين بديل عنها وطالما لم يؤمن البديل فهي باقية».

من جهة أخرى، عاشت القرى الحدودية اللبنانية في الهرمل (رامح حمية) ليلاً عصيباً أول من أمس على وقع أصوات الاشتباكات داخل الأراضي السورية بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، والتي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. واستيقظت بلدة المشرفة في الهرمل والمحاذية للحدود السورية السادسة صباح أمس على سقوط أربعة صواريخ من نوع 107 ملم، مصدرها الأراضي السورية، وبالتحديد، بحسب معلومات الأهالي، من منطقة القصير الحدودية التي تسيطر عليها مجموعات المعارضة المسلحة جراء الاشتباكات بينها وبين الجيش السوري. أحد الصواريخ سقط في مدخل منزل غازي الحاج حسن من سكان بلدة المشرفة، واقتصرت أضراره على إصابة جدران المنزل بشظايا. أما الصواريخ الثلاثة الأخرى فقد سقطت في البساتين المجاورة للمنزل.
في غضون ذلك حذر البابا بندكتوس السادس عشر من انتقال النزاع في سوريا إلى المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى ألّا يألو جهداً لإخراج سوريا من دوامة العنف والأزمة، مؤكداً في الوقت ذاته زيارته المقبلة للبنان في منتصف أيلول المقبل. وقال لدى استقباله المشاركين في الجمعية الخامسة والثمانين لهيئة «رواكو» المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية: «فلترافق شفاعة السيدة العذراء دائماً الكنائس الشرقية في الوطن والشتات (…) ولتكن سَنَدي في الزيارة القادمة التي سأقوم بها بإذن الله إلى لبنان لوضع الختم على السينودس الخاص لأساقفة الشرق الأوسط». وعبّر عن «مشاعر المودة للكنيسة والشعب اللبناني واحتضانهما كوالد وأخ».
ووصل وزراء خارجية بولونيا رادوسلاف سيكورسكي وبلغاريا نيكولاي ملادينوف والسويد كارل بيلدت، مساء أمس إلى بيروت، في زيارة رسمية ضمن جولة لهم على المنطقة، تشمل اضافة الى لبنان، العراق ومدينة أربيل.
وأوضح السفير السويدي أن الزيارة «تهدف إلى اجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين وتأكيد دعم الاتحاد الاوروبي للبنان في ظل الأوضاع السائدة في المنطقة وترسيخ وحدته واستقراره».

معالجة أحداث المخيمات

أوضاع المخيمات، ولا سيما الإشكالات التي حصلت أخيراً في مخيمي عين الحلوة ونهر البارد، بحثها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف العام على الملف الفلسطيني في لبنان عزام الأحمد مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وأكد الأحمد «أن الفلسطينيين في لبنان سيبقون ضيوفا على الشعب اللبناني الشقيق، ولن نقبل بأي مخطط مهما كانت طبيعته، لتحويل الموضوع الفلسطيني في لبنان الى أزمة لبنانية داخلية، أو لانتزاع حق العودة من هؤلاء الى وطنهم فلسطين. ولن يكون هناك توطين ولن يقبل الفلسطينيون بذلك». كذلك التقى الأحمد مسؤولين أمنيين لبنانيين، مؤكداً التزام منظمة التحرير بتهدئة الأوضاع وضبط المخيمات.
في غضون ذلك تواصلت التحذيرات من إلهاء الجيش في صراعات جانبية في إطار مخطط لاشعال فتنة داخلية. وأكد وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو خلال تمثيله النائب وليد جنبلاط، في العشاء السنوي لـ«مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية» مساء أول من أمس، «أهمية الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية، والعمل المستمر لتعزيز قواها وعتادها وتأهيلها وتدريبها وتسليحها، لتكون على قدر التحديات التي يخلقها الاحتلال الإسرائيلي، ولتكون أيضا على قدر التحديات الداخلية وأن تبقى الضامن والحامي للجميع». ودعا «من منطلق الحرص»، إلى «ضرورة إعلان صريح بنتائج التحقيقات في حادثة اغتيال الشيخين (أحمد عبد الواحد وحسين مرعب) في عكار لكي لا يتكرر أي خطأ مشابه، ولكي تطمئن قلوب وعقول الناس إلى أن الجيش في صف كل لبناني حريص على وطنه، وهو كذلك».
وأكدت الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية ــ اللجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة، «العلاقة مع الجيش الوطني اللبناني والحرص على تسهيل مهمته في حفظ الأمن والسلم والاستقرار، الذي يصب في مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني».
من جهته، أشار «التنظيم الشعبي الناصري» إلى «أن منطقة صيدا تجاوزت قطوعاً أمنياً خطيراً بعد الأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة وحواجز الجيش عند أطرافه، وذلك بفضل وعي أبناء المنطقة والمساعي السياسية التي بذلتها القوى الحريصة على العلاقة الكفاحية المعمدة بالدم بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني». ونبه إلى «أن ثمة مخططا يسعى إلى إلهاء الجيش وزجه في صراعات جانبية بهدف شل فاعليته ومنعه من القيام بدوره في حماية الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي، بغية نشر الفوضى الهدامة».
وفي سياق متصل، استنكر الحزب العربي الديموقراطي «كل الأعمال المخلة بالأمن والمسيئة الى السلم الأهلي والمضرة بدعائم الوحدة الوطنية» التي سادت بعض مناطق عكار والشمال. وأكد تمسكه «الثابت والمتين بالعيش المشترك واصراره على حماية السلم الاهلي، والتزامه كل المواثيق والعهود والاتفاقات التي تحفظ استقرار لبنان ووحدته أرضا وشعبا ومؤسسات».
في المقابل، اعتبر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا أن جنبلاط «اعتاد أن يأخذ قسما من كل صفقة، وهذه المرة لم يأخذ شيئا، لذا هو يعرقل». ووصف علاقة التيار الوطني الحر مع حزب الله، بأنها «استراتيجية لا يمكن التراجع عنها»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن «موضوع الكهرباء لدينا فيه اختلاف ونحن مصرون على الخطة التي اقترحناها لكن حزب الله ربما يريد أن يحافظ على وضع معين بالنسبة للوضع الشيعي».
ودعا المتظاهرين الذين يقطعون الطرقات احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي، إلى التظاهر « امام القصر الجهوري والمختارة للافراج عن الاموال»، سائلا «لماذا لم يوقع رئيس الجمهورية على مرسوم الـ8900 مليار؟».

حاخامان عند قاووق
في مجال آخر، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق خلال استقباله الحاخامين اليهوديين دافيد ويس ودافيد فلدمان من منظمة «ناتوري كارتا الدولية» المعادية للصهيونية، أن إسرائيل «انتهت كأسطورة، وشعوبنا نراها اليوم بحجمها الحقيقي، وديمومة إسرائيل تجافي الحقيقة وحركة التاريخ والسنن، ولم تستقر المنطقة منذ وجود إسرائيل ولن تستقر إلا بزوالها».  

السابق
الضاحية تستغيث طلباً لاستراتيجية دفاعية في وجه الفلتان
التالي
السعودية تحذّر رعاياها