الضاحية تستغيث طلباً لاستراتيجية دفاعية في وجه الفلتان

لم يخطر ببال "حزب الله" وقيادته السياسية والأمنية والعسكرية أن مارد السلاح الذي تربى وترعرع في رحابه، وتدلّل في أحضانه يمكن أن يفلت من قبضته وأن يخرج عن طوره وإرادته في يوم من الأيام، وأن يدفع بأهل الضاحية الى الاستغاثة طلباً لاستراتيجية دفاعية في وجه فلتان مسلّح لا مثيل له (..)أظهرت الإشتباكات المسلّحة شبه اليومية في شوارع الضاحية وزواريبها والتي تحصد أعداداً ليست بقليلة من الضحايا، أن "حزب الله" لم يعد ضابط الإيقاع والممسك بأمن مناطق نفوذه، وبدأ يكتشف بنفسه هذه الحقيقة في أكثر من زمان ومكان، خصوصاً عندما ترتدي الإشتباكات طابع معركة كسر العظم بين العائلات التي تدين بالولاء له، وهو ما حوّله من الآمر الناهي الذي لا رادّ لحكمه الى قاضي صلح بين متحاربين، كما عندما تستشري مظاهر التفلت وتجارة المخدرات وتعاطيها (..) لكن ما بين هذا وذاك هو أن رقعة النقمة على الحزب واسلوبه وحمايته للمسلحين آخذة بالتمدد في كل مساحة الضاحية، التي فقد سكانها الأمن والأمان وباتت حياتهم تحت رحمة السلاح المتمرّد على مرجعيته، وباتوا أكثر قلقاً على مصير أبنائهم المرشحين لأن يكونوا ضحايا نزوات المحازبين والتابعين (..) وإذا كانت معظم الإحتجاجات تكتسب الطابع المطلبي فإن السواد الأعظم من منظميها هم من جمهور "حزب الله" المنتفض عليه، بإعتبار أن النقمة على الحكومة تعني أنها نقمة على صاحب القرار المطلق فيها أي "حزب الله"، الذي لم يكتف بالوقوف عاجزاً عن إقناع جمهوره بأنه غير مسؤول عن الأزمة التي وصلت اليها البلاد إقتصادياً وحياتياً وكهربائياً وبيئياً، عدا عن الفلتان الأمني الذي لم تسلم منه الضاحية المحصّنة. إنما تحوّل الى محامي دفاع عن حليفه التيار العوني الذي أغرق لبنان في ظلمة لم يسبق أن عاشها من قبل.

السابق
الراي: لقاء كسر الصمت بين مسيحيي 14 آذار والراعي
التالي
الاخبار: مقبل: لا انتخابات العام المقبل