طريق جديد في مسار المواقع الإلكترونية الإخبارية

"إن موقع (ليبانون نيوز) يضع نفسه في خدمة إعلام حرّ وموضوعي ومتفاعل مثلما يضع نفسه في خدمة قضية دولة المواطنية والمناعة الوطنية… فلقناعة مؤسسيه بأن الفضاء الإلكتروني يحتاج إلى هذه الإضافة..". بهذه الفقرة يختم الموقع التعريف عن نفسه. وهو موقع حديث قيد التجربة يقوده ويُشرف عليه صحافي متمرس أولا وجنوبي ثانيا، علما ان الموقع لا يُنصّب نفسه كمتحدث باسم الجنوبيين، بل هو موقع اخباري شامل ومتنوع ومتعدد اللغات.
من هنا كان لقاؤنا مع مدير التحرير فيه الزميل ريان شربل للإضاءة على ميزات هذا الموقع.
• ما هو الهدف من تأسيس موقع إخباري الكتروني جديد في ظل انتشار مواقع إخبارية عديدة شبيهة بعمل موقعكم؟
بالنسبة إلى مَن يتخذ الصحافة مهنة لا ضرورة لوضع قائمة أهداف. يكفي أن يكون المرء راغباً بممارسة المهنة بحرية وتتوافر لديه الإرادة والمعرفة والظروف ليبادر إلى ذلك. ولأختصر الجواب أقول إننا نريد أن نكون جزءاً من المشهد الإعلامي – السياسي الذي يستخدم الوسائل الحديثة بعدما بدأ نجم الصحافة المكتوبة في الأفول. ومهما كثرت المواقع الإخبارية، يبقى لكل موقع نكهته المميزة سواء في طريقة نقله وتغطيته للأحداث أو في نوعية كُتّابه وتوجهاتهم.
• من أين يتلقى الموقع دعمه المادي؟
ستُفاجَأين إذا أجبتك أن الموقع لا يتلقى دعماً من أحد. وهو ليس بحاجة لأي دعم. فنحن نموّله كعائلة من مداخيلنا الذاتية وعملنا في الصحافة، خصوصاً أننا نعمل بالتزام كامل وبمعرفة بخفايا المهنة وأسرارها ناجمة عن خبرات طويلة توفر علينا أي توظيف غير ضروري أو مصروفات غير مفيدة، إضافة إلى عدم وجود أي وظيفة إدارية لأننا نقوم بالمهمة. من يستدعي الممولين يصوّر لهم أن الموقع يحتاج إلى كلفة كبيرة وموظفين ومحررين واحد للكتابة وآخر للتصحيح، واحد للتفكير وواحد للتنفيذ. نحن نقوم بكل ذلك. نعمل بمهاراتنا وبمشاركة عدد محدود من الزملاء المميزين، ما يغنينا عن تكديس التوظيف وطلب الدعم والوقوف على أبواب الأطراف السياسية أو السياسيين أو بعض الأثرياء الجدد الطامحين.

لا للمتعصبين بيننا
• يتألف فريق العمل من عدد من الزملاء، هل جميعهم من تيار سياسي موحد؟ وما هي صلتهم بالواقع الإعلامي؟ وهل يكفي هذا العدد لتغطية شاملة للأخبار؟
كلا ليسوا من تيار موحد. نحن لا ننتقي العاملين استناداً إلى توجهاتهم السياسية أو طائفتهم. فنحن أصلاً مع وحدة البلد ومع العلمنة الشاملة والكاملة وضد تدخل الدين بالسياسة. لكن لنكن واقعيين. نحن لا نستطيع أن نعمل مع متعصبين أو متطرفين سواء مسيحيين أم مسلمين. نقبل ألا يفكروا مثلنا شرط أن يقبلوا بنا وبالآخرين. وفي الواقع تستطيع بسهولة إيجاد صحافيين وصحافيات من الجيل الشاب يمتلكون هذه المواصفات. أما عن العدد الضروري لتغطية كل الأخبار، فنحن لا نريد أن نقوم بتغطية شاملة وكاملة لكل شاردة وواردة. نحن نغطي الأساسي والمهم والبارز والظواهر والعلامات الفارقة وما يستجدمن هذا القبيل.
• إلى ماذا يرمز شعار موقعكم؟
شعارنا يوحي بألوانه وشكله بالعلم اللبناني والسهم الذي يُرى في اللوغو وكأنه الأرزة هو دليل على سهم الانترنت. أي أن اللوغو يناسب موقعاً إخبارياً لبنانياً.
• يشبه الموقع إلى حد ما محتويات المواقع الإخبارية الأخرى، إلا أنه يشمل بعض الإضافات، ما هي ميزة موقعكم؟ وعلى ما تتكلون للتميّز؟
لا أوافقك. موقعنا أجمل وأرتب من المواقع الأخرى وأوضح في التبويب. وميزته أنه موقع حرّ يديره صحافيون أحرار ولا تمتلكه أي جهة، ولا توجهه لا أفكار دينية ولا مناطقية ولا حزبية. ولعلك رأيت كيف أنه ينقل أخبار الجميع ويكتب فيه كتاب من اتجاهات متنوعة. ميزتنا الحرية في التعبير، ولا أقول الحرية المطلقة، لأن لدينا ثوابت لا نتعداها وأهمها مستوى الكتابة، والأخلاق المهنية، واحترام الآخر ورأي الآخر. ونحن لا نلجأ إلى التعليقات البذيئة على المقالات التي تجلب الردود والردود المضادة. ونفضل نشر النادر منها شرط أن يكون متناولاً الموضوع والرأي. ثم إننا ما زلنا في طور البداية. وسنضيف إلى الموقع أبواباً جديدة شيئاً فشيئاً استناداً إلى تطور الموقع ونوعية تلقي المتصفحين.

المنافس الشبيه
• من ينافس موقعكم؟ ومن هو منافسه المستقبلي؟
نحن الجدد ونحاول المنافسة، وحتى الآن أعتقد أننا أبلينا بلاء حسناً. لا أريد أن أتفاخر بما حققناه في فترة تجريبية قصيرة. لكننا على الطريق الصحيح مئة في المئة. أما من ينافسنا في المستقبل، فأي موقع يتبنى توجهات مشابهة وأعتقد ستكون هذه المواقع قليلة لأنها كلها تفتش عن التمويل والتوظيف وتعمل عند رب عمل واحد هو المموِّل والمعلِن. ونحن لسنا في حاجة إلى الإثنين مع أننا نرحب بالإعلان التجاري العادي.
• الافتتاح الرسمي في 14 أيار حسبما علمنا. إلى اليوم كم بلغ عدد الداخلين إليه؟
ليس هناك أسرار في هذا الموضوع. لكنني لن أكون دقيقاً. قد أجيبك بدقة بعد أشهر. أما اليوم فأقول إننا نشهد دخول متصفحين جدداً يومياً ليضافوا إلى بضعة آلاف يدخلون بشكل ثابت. وبديهي أن حرارة الحدث ترفع العدد وبرودته تخفضه.  
اشكالية المواقع الالكترونية
• نقع، من خلال إطلاق الموقع الالكترونية الإخبارية في إشكالية تتلخص بالاعتماد على مواد الصحافة الورقيّة، وبالوقت نفسه ننعى الصحافة الورقية. كيف يمكن تفسير هذه الإشكالية؟
إشكالية موجودة. لأننا في مرحلة انتقالية قد تمتد أو تقصُر. والموضوعية تقتضي القول أن الصحافة الجدية عموماً لا تزال مركزة في الصحف الورقية. ففيها أهم التحقيقات وأهم الكتاب والمعلقين. وبديهي أن المواقع التي لا تملك الموارد لإنتاج كل موادها والقيام باستثمارات ضخمة لخلق محتواها الخاص أن تعتمد على المتاح. قد يتغير الوضع بعد سنوات. وهذا مرجح. فتتحول المواقع بعدما تتقلص إلى مشاريع تشبه مشاريع الصحف الموجودة حالياً. طبعاً هناك تجارب في دول متقدمة لكنها باهظة الكلفة. كتجربة "هافنغتون بوست" الأميركية، وتجربة "ميديا بارت" الفرنسية لكن من المبكر أن نتمكن في العالم العربي من محاكاة هذه الأمثلة.
• ما هي الأسماء (المحللون السياسيون) التي يتكل عليها الموقع طبعاً عدا الأستاذ بشارة شربل؟
بشارة شربل ناشر هذا الموقع وكاتب رئيسي ودائم فيه، وفيه كتَّابٌ مرموقون مثل الدكتور محمد علي مقلد والدكتور ناصيف القزي وقاسم قصير وجولي مراد، وكتّابٌ شبان بارزون وواعدون مثل جاد يتيم ونادر فوز وخليل شقير، وآخرون زائرون غير دائمين. ونحن سنضيف، مع الوقت، كتاباً جدداً يثرون الموقع بتنوع آرائهم وأفكارهم.
• يتميز الموقع بوجود مواد بلغات أجنبية، هل الهدف هو التواصل مع اللبنانيين المهاجرين من خلال المواد الفنية والصحيّة؟
لا نقصد اللبنانيين المهاجرين. بل اللبنانيين المقيمين الذين يرغبون في قراءة مواد بلغتها الأصلية. ونحن نشاهد ظاهرة استخدام اللغة الأجنبية في وسائط التواصل الاجتماعي، ونعتبر أن الفجوة بين العربية والانكليزية ضاقت بالنسبة إلى شريحة كبيرة من الشباب الذين يجيدون اللغتين ويستمتعون بخصوصية كل واحدة منهما.

موقع (مختار): www.mo5tar.com
انطلق منذ شهر تقريبا موقع (مختار) لصاحبه ومؤسسه رجل الأعمال الجنوبي المهندس الناشط رياض الأسعد، والذي يرأس تحريره الزميل محمد بركات، يعاونه عدد من الزملاء والزميلات أبرزهم الزميلة ليال أبو رحال. والمحررات: بيسان زيّات، باسكال صَوما، تانيا توما، علي بركات، هادي الأمين، سوزان الفقيه، صهيب أيوب. ويعرّف الموقع عن نفسه فيقول:" لسنا صحافيين بالمعنى التقليدي، أي أننا لا نكتفي بالكتابة عنك، وأنت القارئ الذي يتلقّى. لا نريد أن نعرف عنك غيابيّاً، إنما أن نعرف معاً. أنت نحن. وما نصوّره، وما نكتبه، هو ما نعرفه عنك، ومنك. هنا، نحن منشّطون، ومحررون، والموقع هو عنوانك الالكتروني. أنت لست الحدث وحسب، أنت الشاهد، وأنت الكاتب".

موقع (سكون): www.skoun.net
كما اطلقت ناهلة سلامة (وهي جنوبية) موقعها الالكتروني الثقافي تحت عنوان (سكون)، معللة الاختيار بالتالي:" سكون هي أداة جزم تضع الثقافة والمجتمع في دائرة (الوطن الحر)، أما الدائرة تعني شكل الأرض وهي تجمع الثقافات باختلافها ورقيّها". أما سبب اختيار المجال الالكتروني فقد عللته سلامة بقولها:" بدأت القصة من خلال تماسيّ المباشر بالوسط الثقافي في لبنان، وباعتباري ناشطة في هذا المجال، أدرك حجم التغييب الإعلامي الذي تعانيه هذه الشريحة من المجتمع، خصوصاً أولئك الشباب الموهوبين المغيبين غير المنتمين إلى أحزاب سياسية، من هنا ولدت فكرة "سكون" كي نقول نحن موجودون في الساحة الثقافية". ويساهم في الموقع كل من: ناهلة سلامة، أدهم الدمشقي، خلود كلشكو، محمد علي درويش، مؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث، أحمد منصور، رنا جوني، بسكال صوما، مارك خريش، آمنة نور ياسين، نانسي ميلع، دومينيك خوري. 

السابق
السياحة إلى إقليم التفاح: رداءة طرقات وصعوبة مواصلات
التالي
الكرز والخوخ: فاكهتان مليئتان بفوائد عظيمة!