يتميّز الصيف بفاكهة شهيّة تروي العطش وترطّب الجسم. وبعد أن عرضنا مسبقاً الميزات التي يتمتع بها الجنارك والأكي دنيا، كان لا بد اليوم من إلقاء الضوء على الفوائد المخبأة داخل كلّ من الكرز والخوخ.
تقول اختصاصية التغذية كارول مارون خلال حديث أجرته معها "الجمهورية": "يحتوي الكرز على مادة الـ Anthocyanin المضادة للأكسدة، والتي تعتبر من أهم المركّبات الفينولية في هذه الفاكهة، بفضل قدرتها على خفض خطر الاصابة بأنواع عدة من الأمراض، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والمشاكل الصحية المزمنة".
وتتابع: "في الواقع، يحتوي الكرز على فيتامينات كثيرة، أهمها:
– الفيتامين A الذي يبطىء عملية الشيخوخة ويقلل الخطوط الدقيقة ويساعد في السيطرة على نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي الوقاية من أمراض القلب. بالاضافة إلى فوائد أخرى أهمها: تقوية العظام، علاج الأمراض الجلدية مثل حب الشباب والصدفية، تحسين الرؤية والحد من مشاكل الجهاز التنفسي. وبما أن الفيتامين A هو مضاد قوي للأكسدة، فإنه بذلك يمنع نمو الخلايا السرطانية.
– الفيتامين B: إنه ضروري لإنتاج الطاقة ويؤدي دوراً مهماً في الجهاز العصبي، بما في ذلك الذاكرة. ومن جهة أخرى، يشكّل هذا الفيتامين حامياً قوياً للخلايا، ويدخل في تركيب الحمض النووي والأحماض الدهنية.
– الفيتامين C: إنه مضاد للأكسدة ويدخل في تصليح الكولاجين والعظام والأوعية الدموية الصغيرة. بالاضافة إلى أنه يعزز امتصاص الحديد، ويقي من الانفلونزا والحساسية والربو ونزلات البرد".
وتضيف مارون: "إلى جانب هذه الفيتامينات، يحتوي الكرز على المعادن، مثل الحديد والمانغانيز والكالسيوم الذي هو مليّن ومدر للبول. وقد أظهرت بعض الدراسات أن هذه الفاكهة الحمراء تحارب الأرق وتساعد على النوم.
ولكن في حال استهلاكها بكمية كبيرة، فإن عملية هضمها ستصبح أكثر صعوبة. إشارة إلى أن الكرز يُعتبر الأكثر حلاوة بين سائر أنواع الفاكهة الحمراء، وكل 12 حبة منه تؤمّن حصة من الفاكهة أي 60 وحدة حرارية".
وتستكمل مارون حديثها قائلة: "أما الخوخ فهو مدر للبول، ويعتبر علاجاً فعّالاً ضد الكسل المعوي، كما يساعد في عملية الهضم وهو مفيد جداً لمحاربة الإمساك بفضل الألياف التي يحتويها، والتي تتمتع بتأثير مليّن. ومثل الكرز، يحتوي الخوخ على نسبة كبيرة من المواد الغذائية كالفيتامينات A وB وC، بالاضافة إلى الفيتامين E الذي يساعد على تجديد خلايا الجلد ومحاربة الشيخوخة المبكرة. وكلما كان الخوخ أرجواني اللون، كلما احتوى نسبة أعلى من مادة الكاروتين المضادة للأكسدة".
وتشير مارون إلى أن "هذه الفاكهة اللذيذة تحتوي أيضاً على الكثير من المعادن، بحيث تؤمّن 250 ملغ من البوتاسيوم لكلّ 100 غ، 8 غ من الماغنيزيوم و0,4 غ من الحديد للكمية نفسها. وما هو معلوم أن الجنارك هي التي تتحوّل إلى نوع من الخوخ الأصفر خلال شهري أيار وحزيران، وأن كل حبتين كبيرتين منه تشكلان حصة من الفاكهة".
وتختم مارون: "إستفِد إذاً من الفوائد الذهبية المخبأة داخل هذين النوعين من الفاكهة الحمراء، وأدخلهما إلى نظامك الغذائي "الصيفي" لترطّب جسمك وتتمتع بمذاق شهيّ ومنافع عظيمة!"
