مبادرة نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي .. فلنرحب بها

 طرح السيد حسن نصر الله مبادرة تأليف مؤتمر وطني تأسيسي يكون اعضاؤه اما معينين او منتخبين على اساس النسبية او يمثلون شرائح المجتمع اللبناني، يعطى المؤتمر مدة 6 أشهر أو سنة لمناقشة كل الخيارات المطروحة للحوار "فنعالج الأسباب وكيف نبني دولة حقيقية". هـذه المبادرة "التاريخية" بالنسبة للبعض وصفها فريق آخر على انها خطوة اولى لاقامة  جمهورية اسلامية في لبنان !؟

وما قاله السيد نصرالله لم يكن عفويا أو في لحظة انفعال، إنما أعلنه على طريقة اقتراح ليضاف إلى بنود هيئة الحوار، وعندما يضيف الحزب بندا أو طرحا، يعني أو يفترض كذلك، أن هذا الطرح تمّ درسه جيدا ويجسد رؤية الحزب السياسية. وهذا الطرح يعتبره مواكبون لمسيرة الحزب نقلة غير عادية في تاريخ تنظيم لبناني نشأ مقاوماً للاحتلال الاسرائيلي ومتكئاً الى البعد الديني على اساس ولاية الفقيه.

قد يكون لهذا الاقتراح أسبابه الخاصة لناحية شراء الوقت ربطا بالمشهد السوري، ودعما لاستمرار نظام الاسد، أو، لإخراج السلاح من التداول الإعلامي والسجال السياسي واستبداله بالنقاش حول رؤية كل طرف للبنان وتركيبته ودوره بحثا عن قيام الدولة.

إلا ان من يتابع اقتراحات "حزب الله" لحل الازمات اللبنانية المتلاحقة، يجد رابطا قويا بين الحوادث الامنية المتنقلة التي يشهدها لبنان، وجميعها تتخذ طابعا طائفيا بحتّ وهناك هواجس لدى السيد نصر الله من انتقال هذه الحوادث الى صراع شيعي سني لاسيما ان الاوضاع في الشمال باتت مؤاتية لمثل هذا الفصل من الانقسام والصراع.

المؤتمر الوطني التأسيسي من شأنه ان يكسر حدة الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي تعيشه البلاد في ظل الخطابات المشحونة، والاجواء السلبية التي تنعكس بشكل واضح على الشارع في كافة المناطق الشيعية والسنية خوفا من اجرار الشباب الى التقاتل من جديد. فكـان لمبادرة النائب سعد الحريري في قضية المخطوفين في سوريا ردة فعل ايجابية، اعطت نوع من الراحة والطمأنينة في نفوس اللبنانيين واستكمل ذلك بطرح رئيس الجمهورية ودعوته كافة الاطراف للحوار لحقن الدماء ووقف الشحن الطائفي المتنقل بين المناطق.

لذلك فإن دعوة السيد نصر الله تخرج عن سياق التفكير المألوف لبعض السياسيين، فمن يتحدث عن خلفية استباقية بانتظار سقوط الاسد وبالتالي حماية نفسه وسلاحه بهذه الحركة،على قاعدة أن الخلاف بين اللبنانيين يتجاوز سلاح الحزب هو كلام محدود وبعيد عن الواقع. ومن اعتبرها بأنها اسقاط للطائف و"غبار سياسي لتعديل الدستور والنظام بالسلاح وصولا الى السيطرة على الجمهورية" هو تهويل سياسي غير دقيق من شأنه إسقاط هذه المبادرة او اي اقتراح يأتي به "حزب الله" وسيده.

فلتؤخذ هذه المبادرة بعين الاعتبار وليجتمع الجميع على طاولة الحوار في الحادي عشر من الشهر الجاري لاصلاح ما يمكن اصلاحه في هذا البلد.  

السابق
اهتمام غربي غير مسبوق لحماية الاستقرار في لبنان
التالي
لهذه الأسباب يفترض أن نشارك في الحوار