محمد بن نايف ينتقم من سعد الحريري.. ويرفض الصفح عنه ؟!

يعيش رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الدين الحريري في منفى اختياري خارج لبنان منذ سقوط حكومته في كانون الثاني عام 2011. وقد خرج الحريري من الحكم في لبنان الذي أمن له تمويل الأتباع والموظفين لسنوات طويلة بعد تجفيف السعودية مصادره المالية، وغادر في إجازة طويلة الأمد إلى السعودية، ومن غير المتوقع أن يعود إلى لبنان، طالما لم تتضح اتجاهات الأزمة السورية، خصوصا أن الحريري دخل في هذه الأزمة على مستويات عديدة ودعا صراحة لإسقاط النظام في دمشق. وقد تناولت الصحافة اللبنانية أوضاع الحريري الابن المالية بأخبار تفيد أن السعوديين ضخوا الأموال اللازمة في حساب ابن حليفهم الموثوق رفيق الحريري، غير أن الواقع بعيد كل البعد عن هذا اللون الوردي الذي سربته مصادر الحريري.

هذا الكلام لمصادر دبلوماسية عربية مقربة من العائلة السعودية الحاكمة زارت العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا.

وتكمن معضلة سعد الحريري الذي يقيم في السعودية منذ سنة في انتظاره الطويل للحصول على رضا محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والذي يعتبر الوزير الفعلي للداخلية السعودية ورجل العائلة المالكة الأمني، ويبدو أن محمد بن نايف يرفض رفضا قاطعا الصفح عن سعد الدين الحريري بسبب التصريحات التي أدلى بها الحريري للمحقق الدولي ونعت فيها الأمير السعودي بالسفاح وبثتها شاشات التلفزة اللبنانية منذ عام تقريبا.

المصادر الدبلوماسية العربية المقربة من العائلة السعودية المالكة والتي تتردد باستمرار على العاصمة الفرنسية في متابعة لأعمال بعض أمراء آل سعود، تحدثت عن عقوبات قاسية يعيشها رئيس الوزراء اللبناني السابق في المملكة العربية السعودية بسبب الغضب الذي ينتاب الأمير محمد بن نايف على زعيم تيار المستقبل اللبناني. وتقول المصادر أن محمد بن نايف رفض كل الوساطات التي سعت بينه وبين الحريري كما انه رفض الرد على كل الاتصالات الهاتفية التي أجراها الحريري بمكتبه وبمكتب ولي العهد نايف بن عبد العزيز، فيما رفض سعود بن نايف بن عبد العزيز الأخ الأكبر لمحمد والذي يحظى بوصاية قوية على شقيقه محمد رفض إجراء أية وساطة لمصلحة الحريري، مضيفة أن هناك داخل العائلة المالكة من قال للحريري هناك أربعة آلاف أمير في العائلة الحاكمة و ( ما غلط لسانك إلا بمحمد بن نايف؟ ) الذي يتجسس على هواتف الجميع بما فيها هواتف القصور الملكية.

المصادر نفسها أكدت أن مشاكل الحريري المالية ما زالت كما هي بل ازدادت سوءا، وما يشاع عن تمويل سعودي غير صحيح.

وتورد المصادر بعض من ما يتعرض له الحريري من محمد بن نايف فتقول أن وزارة الداخلية السعودية سحبت من سعد الحريري الجنسية السعودية منذ عدة أشهر بأمر مباشر من محمد بن نايف وقد تم سحب جواز السفر السعودي منه وبطاقة الهوية السعودية، غير أن تدخلات في العائلة المالكة أنتجت حلا مع محمد بن نايف استعاد من خلاله سعد الحريري جواز السفر السعودي دون إعادة الجنسية السعودية إليه، وذلك وفقا لقانون خاص في السعودية يسمح بمنح جواز سفر سعودي لشخص غير حامل للجنسية السعودية، وتضيف المصادر الدبلوماسية العربية أن محمد بن نايف فتح ملفات قضائية بحق سعد الحريري وشركاته في السعودية على خلفية فساد مالي و تهريب أموال من السعودية وهناك تحقيقات في هذا الصدد.

المصادر عينها قالت أن الحريري يفقد السند الحقيقي في السعودية بسبب التوازن الجديد للنفوذ والحكم داخل العائلة المالكة السعودية والذي ثبته نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن خلال زيارته للرياض بعيد وفاة ولي العهد وزير الدفاع السابق سلطان بن عبد العزيز و نال بموجبه ورثة نايف نفوذا قويا في المستقبل..

وتختم المصادر الدبلوماسية العربية حديثها بالقول ان هذا التوازن الدقيق داخل العائلة السعودية الحاكمة جعل من سعد الحريري ينتظر رضا محمد بن نايف من دون أن يستطيع أحدا من الأمراء وحتى الملك حل مشكلته المالية طالما لم يحصل على العفو والرضا من بن نايف، ومن الواضح أن هذا الرضا بعيد المنال..

السابق
مشعل: إسرائيل لم تلتزم تعهدها إنهاء سياسة العزل للأسرى
التالي
مصالح شخصية