بين السفيرين أين يقف لبنان؟

كان جيّداً أنّ السيّدة كونيللي، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية، أوضحت أنها تطلب من لبنان أن يستقبل الهاربين من عناصر «الجيش السوري الحر» ولكن طبعاً بعد أن يلقوا سلاحهم.

هذا التوضيح كان ضرورياً جداً لأنه لا يجوز للبنان أن يكون طرفاً في الأزمة الناشبة بين الشعب السوري والنظام.

نحن، كلبنانيين نريد مصلحة سوريا وخير سوريا والخير للشعب السوري، واحترام ما يقرّره الشعب السوري الذي لا يقرّر عنه أحد ولا يجوز أن يقرّر عنه أحد قريب أو بعيد.

أما ما حصل بالنسبة الى الأشقاء الأربعة الذين خطفوا في لبنان، وكذلك خطف شبلي العيسمي في وضح النهار، فهذا أمر غير مقبول… ونحن لا نقبل أن يكون للبنان علاقة بإرسال السلاح الى الداخل السوري، ولكن في المقابل لا يجوز توقيف وتسليم الفارين الى لبنان لنعيدهم الى النظام الذي يعاقبهم بقساوة وشراسة حتى الموت، إضافة الى أنّ هذا يتعارض مع أبسط قواعد العدالة والحقوق الإنسانية، و»معاهدة جنيڤ» لمعاملة الأسرى واللاجئين الهاربين من جحيم الحروب.

خصوصاً أنّ ثمة تجارب حصلت في السابق وكانت غير مقبولة، مثال تطبيب جرحى سوريين في مستشفيات لبنانية ثم تسليمهم الى النظام لينتقم منهم.

ومن الطبيعي في ظروف لبنان أنّ هذا البلد عاجز، عملياً، عن ضبط حدوده مع الشقيقة سوريا التي تمتد نحو 170 كيلومتراً على حد ما قال، أمس، وزير الداخلية العميد مروان شربل… فهذا امر متعذّر مهما كانت الجهود والتدابير جدّية. ولا نقول جديداً إذ نذكّر أنّ قوةً عظمى، بل القوة الأكبر في العالم، عاجزة عن ضبط حدودها، بشكل كامل، مع المكسيك.

إنّ الأزمة السورية، والأحداث الخطرة داخل هذا البلد الشقيق، هي موضع اهتمام لبنان والعرب جميعاً والعالم قاطبة… ولكنها أولاً وآخر هي قضية الشعب السوري الذي نتمنى له أن يحقق أهدافه في الحرية والكرامة.

السابق
ماذا تفعل عندما تيأس من وطنك؟!
التالي
قليل من الشوكولا يُحسِّن صحة القلب