دعوة لمقاطعة حفل لارا فابيان!

هل هو دفاع عن فالنتان والحب أم مواجهة مع فن وشعر عرف على الدوام أنه "فن بلاط"؟
فالمغنون اللبنانيون، الذين أنشدوا الحرية في ساحة الشهداء واحتفلوا بتحرير لبنان من الاحتلالين السوري والاسرائيلي، هم أنفسهم غنوا بعد سنتين للرئيس الأسد في ساحة الأمويين في دمشق.
هي مشكلة الفنانين الذين يعتاشون من حفلاتهم ومن مشاعرهم الزائفة التي تحاول أن ترضي الجماهير المحتشدة والمصفقة لهم، وفي أقوالهم ما لا يؤخذ بجدية تامة.

لا تهدف هذه المقدمة الى الدفاع عن المغنية لارا فابيان، التي ستحيي حلفتين في كازينو لبنان في 14 و15 شباط المقبل، لكن عرض الموضوع يطرح السؤال مجدداً عن مقاطعة الفنان، أو أي شخص يزور إسرائيل، أو يغني لها. هل ما زال الأمر ممكناً في زمن العولمة؟ لم تتمكن كل حملات المقاطعة من حجب زيادة عدد مرتادي المقاهي والملاهي التي يقال انها توفر الدعم لاسرائيل، ولا أنتجت مقاطعة سلع تصنعها شركات صهيونية في العالم، بل إن التذكير بها باستمرار وفر لها دعاية لم تكن متوافرة على الدوام.
أمس طفا الموضوع مجدداً، إذ أصدرت "حملة مقاطعة داعمي اسرائيل في لبنان"، بياناً دعت فيه الى منع لارا فابيان عن احياء حفلتها في لبنان، والسبب انها زارت إسرائيل وغنت للدولة العبرية.
ماذا في البيان:

هل بات لبنان مسرحاً لمن هبّ ودبّ من داعمي العدو الاسرائيلي؟
فبعد بلاسيبو، وتييستو، وآرمين فان بيورين، وغيرهم ممن أحيوا حفلات في لبنان اثر إحيائهم مثلها في "اسرائيل"، متجاهلين جرائم هذه الدولة وعنصريتها واحتلالها وانتهاكها لسيادتنا، يستضيف كازينو لبنان حفلاً للمغنية لارا فابيان في عيد العشاق (14 و15 شباط 2012). وفابيان غنّت في فرنسا، وباللغة العبرية، في احتفال الذكرى الستين لتأسيس "اسرائيل" (25 أيار 2008)، أغنية من الموروث الاستيطاني الصهيوني. للشاعرة الصهيونية نعومي شيمر، معلنة في نهاية العرض الكلمات الآتية: "إسرائيل، أنا أحبّك!". كما سبق أن غنّت في تل أبيب (في آذار 2010)، وشاركت في احتفال "سركل بن غوريون" الصهيوني في بروكسيل.

إننا نناشد كازينو لبنان، وهو مؤسسة تملك الدولة اللبنانية نصيباً كبيراً فيها، سحب الدعوة من هذه المغنية الداعمة للصهيونية. ونناشد الرعاة سحب تمويلهم لزيارتها. كما ننبّه وزارتي السياحة والثقافة الى هذا الاختراق التطبيعي الخطير للبنان. وندعو مواطني شعبنا الى الامتناع عن الذهاب الى حفل فابيان: فمن يغنّي في الكيان الصهيوني يتغاضى عن جرائمه، فكيف إذا غنّى في ذكرى اغتصاب "اسرائيل" لفلسطين؟ إنّ غناء فابيان في الذكرى الستين لتأسيس الكيان الغاصب هو تأييد فاضح للممارسات الاسرائيلية الاجرامية في فلسطين ولبنان والجولان والبلاد العربية طوال هذه العقود.
ان من يغني للاحتلال والعنصرية لا يمكن أن يغنّي لفالنتان ولا يمكن ان يغنّي للعشق والحب".  

السابق
السفير: سليمان يطرح تعديل الدستور: لتكن التعيينات بالأكثرية ومشروع الليطاني يبدأ رحلته نحو 100 بلدة جنـوبية
التالي
اقتصاد قاتم ..