اللواء: ترقّب إسلامي لمجرى الإنقلاب على الطائف

 اللواء كتبت :
في خضم الحراك الجاري في سوريا والذي انتقل بقوة الى مجلس الامن، فرض البيان الذي صدر عن اللقاء الماروني الموسع في بكركي نفسه على جدول المتابعة، وسط خشية من العودة الى مشاريع التقوقع واثارة معادلات صحة التمثيل والمخاوف وسواها، في وقت تزايدت فيه حوادث الاحتكاك في غير حي من العاصمة، وتستعد قوى الاكثرية الوزارية الى اعادة طرح مرسوم تصحيح الاجور على اول جلسة لمجلس الوزراء المقررة الاربعاء في الحادي والعشرين من كانون الاول الجاري، في ضوء موافقة مجلس شورى الدولة المشروطة ومسارعة وزير العمل شربل نحاس الى الترحيب في ظل انقسام نقابي بين هيئة التنسيق التي رحبت والاتحاد العمالي الذي اعلن رئيسه غسان غصن المضي في الاضراب في 27 الجاري·
وأكد مصدر مشارك في اللقاء الماروني ان البيان الذي صدر عنه، لم يكن منسجماً مع ما جرى من مداخلات وآراء داخل الاجتماع، ولم يعكس واقع الحال، اذ ان الآراء كانت متباعدة بين الاقطاب حول قانون الانتخاب الذي كان البند الرئيسي على الطاولة، ففي حين تحفظ الرئيس امين الجميل والنائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، ابدى رئيس حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع تشدداً ملحوظاً وشجع على تبني الطرح الارثوذكسي الذي يطالب بأن تنتخب كل طائفة نوابها، وكذلك أيده النائب سامي الجميل·
ولخص المصدر المناقشات، بأن الجميع ناقشوا وتنافسوا في نشر عرض الاقتراح الارثوذكسي، لكنه بدا واضحاً ان هذا الطرح يحتاج الى تغطية اسلامية، حتى لا يفسر تبنيه من قبل بكركي بأنه جنوح نحو صيغ طائفية من شأنها ان تنسف مبدأ العيش المشترك وتهدد الكيان اللبناني الذي يقوم على التنوع وعلى صيغة العيش المشترك، بحسب تعبير <الحملة المدنية للاصلاح الانتخابي>، ومن ذلك شكل المجتمعون لجنة متابعة خماسية مهمتها اجراء الاتصالات مع الطرف الآخر للوقوف على رأيه فيما ذهب إليه البيان، مع العلم أن المجتمعين لم يناقشوا صيغته التي كتبت أثناء تناول الغداء بين الأقطاب الأربعة والبطريرك الماروني بشارة الراعي والمطارنة·
مشادة بين عون وحرب وكشف المصدر أن اللقاء لم ينته من دون خلافات ومشادات، أبرزها بين النائب عون والنائب بطرس حرب، ولا سيما عندما طرح عون لموضوع سرقة الخزينة واجتماعات لجنة المال والموازنة غامزاً من قناة الرئيس فؤاد السنيورة، فتصدى له حرب قائلاً له: <لا يجوز أن تنصب نفسك قاضياً وتحدد من السارق، فغيرك يمكن ان يقول أيضاً من السارق، فالجهة الوحيدة التي لها كلمة الفصل في هذه القضايا الحسّاسة والمختلف عليها هو القضاء وليس أنت>· وكاد هذا السجال ان يتطور الى ما هو أسوأ، خاصة بعدما بدا الانزعاج والتوتر على عون نتيجة رد حرب عليه، الا أن البطريرك الراعي تدخل بسرعة منهياً السجال، مصوباً النقاش مرّة ثانية في اتجاه قانون الانتخاب·
وإذا كان اللقاء لم ينته إلى التوافق على صيغة نهائية حول قانون الانتخاب، فان البيان الذي صدر عنه عكس توجهاً نحو تبني المقترح الارثوذكسي، رغم أن هذا الاقتراح تطوّر إلى طرح مرحلتين انتخابيتين، وإلى أن ينتخب كل مذهب نوابه، تبعاً لتوصيات لجنة المتابعة الرباعية، التي تحولت لاحقاً إلى خماسية بضم النائب حرب إليها، والتي أخذت في الاعتبار ان اقتراح <اللقاء الارثوذكسي يحافظ على حسن التمثيل المسيحي ويؤمن المناصفة الحقيقية، مع ضرورة الحفاظ على العيش المشترك>·
بيان بكركي وشدّد البيان على أن المناصفة الذي أقرّ في وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، معتبراً أنها مسألة ميثاقية تتخطى أية اعتبارات أخرى ديموغرافية كانت أم سياسية، مشيراً إلى أن <التفريط بها يسبب حالة عدم استقرار على مستوى النظام السياسي اللبناني، وتهديداً للوحدة الوطنية إلى حد فتح الباب على إعادة النظر في صيغة لبنان الحالي برمّتها·
وإذ لفت إلى أن فكرة قيام وطن واحد ونموذجي بين المسيحيين والمسلمين هو فعل إرادة واقتناع وإيمان مشترك بتلك الثنائية الحضارية والثقافية، وليس مجرد محاصصة سياسية وطائفية بين المكوّنات اللبنانية، فإنه سارع إلى تكليف لجنة المتابعة المنبثقة من اللقاء إلى بدء التشاور مع المكوّنات الوطنية كافة، انطلاقاً من طرح اللقاء الأرثوذكسي الذي اعتبره صيغة صالحة لتحقيق التمثيل العادل والفاعل لكل الفئات الشعبية، ولترسيخ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين التي تكرّس صيغة العيش المشترك، مؤكداً تصميم المجتمعين على التواصل مع الأفرقاء اللبنانيين بغية التوصل إلى أفضل صيغة لقانون الانتخابات النيابية·
واستمع المجتمعون كذلك إلى تقارير اللجان المختصة حول قضية بيع الأراضي والحفاظ عليها، والوجود المسيحي في الإدارات العامة ومشروع قانون استعادة الجنسية من قبل اللبنانيين المنتشرين·
الموقف الإسلامي وفي المقابل، بدا أن الجانب الاسلامي، ولا سيما تيار المستقبل في قوى 14 آذار، ما زال يتجنّب إطلاق موقف صارخ، على اعتبار أن موضوع قانون الانتخاب ليس ملحّاً من جانب المعارضة التي أوضح مصدر نيابي فيها أن الموقف ما زال يُدرس ضمن تيار <المستقبل> وقوى 14 آذار، لكننا لم نصل إلى موقف محدّد، مشيراً الى أن المعارضة تعمدت بعدم إصدار تأييد مسبق أو إطلاق <فيتو> على أي فكرة أو طرح، بانتظار درس الموضوع من جوانبه كافة، آخذة بالاعتبار أن يكون الموقف الذي سيصدر تحت سقف الطائف·
واستغرب المصدر مسارعة جعجع إلى تبنّي الاقتراح الأرثوذكسي معتبراً كلامه أمس بأن هذه الاقتراح لا يخالف الطائف، نوعاً من المزايدة على عون الذي سيكون أحد أبرز المتضررين من طرح أن تنتخب كل طائفة أو مذهب نوابه·
الأجور على صعيد آخر، كشف مصدر مطلع ان مسألة تصحيح الاجور ستطرح على جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، وذلك بموجب الكتاب العاجل الذي ارسله وزير العمل شربل نحاس الى مجلس الوزراء مطالب بإدراج رأي مجلس شورى الدولة بمرسوم تصحيح الاجور، والذي وافق عليه مشترطاً تعديل الزيادة الى شطور من دون ان يتدخل في مقداره·
ولم يستبعد المصدر ان يبادر وزراء عون وأمل وحزب الله إلى اعادة طلب بحث مشروع المرسوم المتضمن القرار القاضي بتعيين الحد الادنى للاجور، ونسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقه واعطاء الاولوية لادخال تعديلات عليه، لاصدار المرسوم، قبل نهاية السنة، بحسب ما طلب الوزير نحاس، وهذا الامر يعني اعادة بحث المشروع من اساس وللمرة الثالثة امام مجلس الوزراء، الامر الذي من شأنه ان يعيد السجالات مجددا بين الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية·
وقال المصدر ان هذا الامر يبدو انه تقرر في اللقاء الذي جمع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل مع الوزير جبران باسيل امس الاول والذي شارك فيه الوزير نحاس، حيث كان اللقاء مناسبة لاجراء مصالحة بينه وبين وزير الصحة على خلفية الخلاف بينهما حول البطاقة الصحية، وهو كرس تثبيت التفاهم بين وزراء تحالف الاكثرية الحالية، والتنسيق بينهم، تعويضا على سوء التنسيق الذي ادى في احد مراحله إلى تصويت وزراء الحزب والحركة ضد اقتراح الوزير العوني·
في غضون ذلك، بقي الهاجس الامني المتربص بالمسرح الجنوبي محور متابعة حثيثة من الجهات الرسمية في ضوء تقارير دبلوماسية وردت الى بعثات اجنبية تحذر من استهداف القوات الدولية مجددا لدفعها الى الانسحاب من لبنان· ولفتت الى ان الاوضاع في المخيمات الفلسطينية ومنطقة جنوب الليطاني ستبقى غامضة وعلى سخونة زائدة حتى اكتمال المخطط المرسوم للوضع السوري البالغ التعقيد، وهو ما اكدته مصادر وزارية عزت تشنج الوضع الداخلي اللبناني الى عدم اتضاح الصورة على الساحة السورية لا سيما بعد تقديم روسيا مشروعها في مجلس الامن وارجاء الموقف العربي ما يوحي بإمكان اتجاه الامور نحو حل للازمة السورية·
وتترقب الساحة اللبنانية اعتبارا من الاسبوع المقبل وصول مدير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الفرنسية نيكولا دو ريفيير الذي يبدو انه يحمل قرارا بخفض عديد قوات بلاده المشاركة في اليونيفل على ان يشرح خلفياته واهدافه للمسؤولين اللبنانيين الذين يلتقيهم·
وكان وضع قوات الطوارئ شكل محور لقاء سفير فرنسا في لبنان دوني بييتون مع مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي حيث بحث الجانبان في قضية استهداف القوة الفرنسية· وندد الموسوي بالعمل الاجرامي مؤكدا انه يضر بالحزب كما باللبنانيين كافة· 

السابق
الديار: حزب الله بعد لقاء بييتون: متمسكون بعمل اليونيفيل في الجنوب
التالي
الحياة: القيادات المارونية تؤيد مشروعاً بانتخاب كل طائفة نوابها