اللواء : التعيينات والأجور والمازوت تتزاحم أمام مجلس الوزراء

 كتبت "اللواء" تقول ، دخلت ازمة معمل الزهراني التي قيل ان اتفاقاً حصل ازاءها، من دون ان يلمس ابناء العاصمة والمناطق التي اصيبت بضرر من جراء انقطاع التيار الكهربائي، منذ ما بعد ظهر يوم الجمعة الماضي الى صباح اليوم، اي تقدم، على خط الترتيبات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الاربعاء، اي في اليوم التالي للاحتفال بذكرى عاشوراء التي تصادف غداً، والتي من المتوقع ان تحفل بمواقف منها الجديد المتعلق بالاستحقاقات الماثلة امام البلاد، والمتداخلة مع تفاقم الاهتزاز الاقليمي، لا سيما التوتر الاميركي – الايراني، والتي ستحضر بقوة في خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله·
واذا كان انفراج ازمة <الميدل ايست> وعودة الرحلات من والى مطار رفيق الحريري الدولي، وتالياً، بوادر معالجة الكهرباء فإن الملفات المتعلقة بتكتل <الاصلاح والتغيير> لم تصل بعد الى خواتيمها الامر الذي جعل وزير العمل شربل نحاس يبلغ <اللواء> ليل امس، ان قرار المشاركة في جلسة الحكومة لم يتخذ بعد، في حين ان الاوساط الحكومية اكدت لـ<اللواء> ايضاً ان الجلسة قائمة في موعدها وبجدول اعمالها·
واكدت مصادر على اطلاع انه في حال عقدت الجلسة فإن بنداً جديداً قد يضاف يتعلق باتخاذ قرار كانت الحكومات السابقة تتخذه مع حلول فصل الشتاء ويقضي بتخفيض اسعار صفيحة المازوت التي وصلت في آخر تسعيرة الى سقف تعدى الى 20 دولاراً للصفيحة الواحدة، وكان يناهز سعر صفيحة البنزين·
وكانت جرت اتصالات مع وزير المال ومع رئيس الحكومة من اجل هذه الغاية، وعلمت <اللواء> ان وزراء <امل> و<حزب الله> سيثيرون هذا الموضوع في حال لم يُثِره احد الرئيسين في الجلسة·
ولفتت المصادر الى ان احد ابرز المواضيع المطروحة على جدول الاعمال هو موضوع الاجور، والذي يفترض ان يدافع عنه وزير العمل باعتباره المعني بالامر، وموضوع ملء الشواغر في وزارة السياحة، والشرطة السياحية، والمسؤول عنه الوزير فادي عبود، وكلاهما ينتميان إلى تكتل <التغيير والاصلاح>، أما إذا كان لا يعنيهما الموضوعان، فالامر يختلف، علماً أن الأجور كان أحد المطالب الرئيسية، أو دفتر الشروط الذي اذاعه الوزير جبران باسيل، أثناء تبريره اعتكاف وزراء عون أو مقاطعتهم للجلسة الأخيرة التي سبقت جلسة 30 تشرين الثاني التي لم تنعقد·
وكان الوزير نحاس قد أكّد لـ?<اللواء> أن أمر حضور وزراء تكتل <الاصلاح والتغيير> جلسة الأربعاء لم يحسم بعد، آملاً أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها حيال تصحيح الأجور، لأن فيه مصلحة لكل الأطراف ولكل المجتمع اللبناني·
وحول ما إذا كان سيقر مشروع المرسوم الذي احاله كما هو بهذا الخصوص، من دون تعديل، خصوصاً في ضوء معارضة الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية اكتفى بالقول <لا أحد يضمن ذلك حتى الان>·
ونفى مصدر وزاري لـ?<اللواء> أن تشهد الجلسة دفعة من التعيينات الإدارية، لكنه توقع المصادقة على مرسوم تصحيح الاجور، والموافقة من حيث المبدأ على مطالب وزير السياحة فادي عبود المتعلقة بملء الشواغر في ملاك قسم الشرطة السياحية·
ولفت المصدر إلى أن الخلاف ما زال قائماً حول تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى، وأن هذا الأمر سيكون محور اتصالات ومشاورات في الأيام المقبلة، لعلاقة هذا الموضوع بملف شهود الزور، ولم تستبعد المصادر اللجوء إلى إقرار سلّة تعيينات في حال تمّ التفاهم على رئيس مجلس القضاء تشمل مراكز شاغرة في دوائر الدولة، ولا سيما في وزارة الداخلية، الا ان الاتصالات في هذا الشأن لم تنضج بعد، خصوصاً وان مطالب النائب ميشال عون لا تتعلق فقط برئيس الحكومة، بل تكاد ترتبط أساساً بالخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية على تمثيل المسيحيين·
وسط هذه الأجواء، تعتقد مصادر حكومية أن البلاد تجاوزت <قطوع الكهرباء> بعد أن كاد يتحوّل إلى أزمة سياسية بامتياز، نتيجة اتصالات هادئة وبعيداً من الإعلام، بسبب تشابكات حصلت، خصوصاً وأن لجوء عمال معمل الزهراني إلى فصل المعمل عن الشبكة يوم الجمعة الماضي تزامن مع حساسيات ارتدت طابعاً مذهبياً في صيدا، نجمت عن خطبة لأحد المشايخ طاولت مراجع الطائفة الشيعية·
وأوضحت هذه المصادر أن الصمت الرسمي إزاء إضراب عمال معمل الزهراني، وهو إضراب لم يكن له سابقة في لبنان، كان مقصوداً، من أجل <ضبضبة> المشكلة الحقيقية، ومن أجل إفساح المجال أمام المعالجات الهادئة ومن دون ضجة، منعاً لتفاعل فتنة في مهدها، خصوصاً وأن المشكلة غير تقنية، و إن كانت أخذت أبعاداً خلافية بين منطقتي صيدا وصور·
وعلى أي حال، فإن المعالجة السياسية، والتي كان طرفاها الرئيسان كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، نجحت في اتخاذ قرار بعودة معمل الزهراني إلى العمل مجدداً، ابتداء من ليل أمس، مع رؤساء بلديات وفاعليات منطقة الزهراني الاجتماعية والاقتصادية، بالتمني على نقابة عمال المعمل تعليق الاضراب فوراً وإعادة التشغيل بشكل اعتيادي، حيث عادت التغذية إلى طبيعتها ابتداء من منتصف الليل، ووفقاً لبرنامج التقنين المعلن بالنسبة لبيروت والمناطق المجاورة ولا سيما في الجنوب·
ومع أن الرواية الرسمية عن سبب إضراب عمال معمل الزهراني برّر بنقل محوّل من المعمل إلى صيدا، فإن ثمة رواية أخرى تقول بأن وزير الطاقة جبران باسيل فسخ عقداً بتلزيم تشغيل المعمل من شخص قريب من الرئيس بري إلى شركة ماليزية، الأمر الذي أثار امتعاض نقابة العمال، وأنه لهذا السبب، قال باسيل ان الاضراب يستهدفه، علما ان اتحاد بلديات ساحل الزهراني وعددا من بلديات محافظتي الجنوب والنبطية، كانوا قد طالبوا مؤسسة كهرباء لبنان، بضرورة التحرك لرفع الغبن اللاحق بعدد كبير من بلدات ومدن وقرى الجنوب من جراء السياسة العشوائية في برامج التقنين والذي بدأ يزداد قسوة مع بداية العام الدراسي وفصل الشتاء، بحث غرقت العديد من القرى والبلدات في ظلام دامس، وغاب عنها التيار الكهربائي لاسباب لم تبررها مؤسسة الكهرباء، ناهيك عن اقدام المؤسسة لسحب محول كهربائي بقدرة انتاجية 40 ميغاوات الى منطقة اخرى واستبداله بمحول بقدرة 20 ميغاوات لا لبث ان تعطل، ليزود المعمل بمحول بقدرة 10 ميغاوات مما فاقم الازمة·
وتوقعت المصادر ان يعقد باسيل اليوم مؤتمرا صحفيا يشرح فيه ملابسات ما حصل·
على خط آخر، غادر رئيس جبهة <النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط الى اربيل في العراق، بعدما كان احتفل بذكرى ميلاد والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط في المختارة، باحتفال اقتصر على وضع وردة حمراء على الضريح، في حضور عدد من الاصدقاء والمحازبين، ونواب <اللقاء الديمقراطي>، وعقد مؤتمرا صحفيا اعتبر فيه ان <السجال حول المحكمة الدولية وملف <شهود الزور> بين الامين العام لحزب الله والرئيس سعد الحريري، لا يقدم ولا يؤخر، مطالبا في هذا السياق، بأن تأخذ المحكمة ابعادها>، معلنا تفهمه تحفظات الحزب حول مسار المحكمة والاتهام المسيس الذي صدر·
وقال: مسار المحاكم الدولية طويل وقد تأخذ سنوات ان لم نقل عشرات السنوات، وما يجري في لبنان وما يجري حولنا وبالتحديد في سوريا قد يجعل من المحكمة – واعذروني اذا استخدمت هذا الكلام – قد يجعلها امرا تفصيليا اذا ما دبّت الفتنة في لبنان- ولن تدب، ولكن علينا تحمل مسؤولية كل كلمة نقولها·
اضاف: حزب الله هو رأس الحربة في المقاومة دفاعا عن لبنان ونحن بحاجة الى سلاح الحزب في الخطة الدفاعية للمقاومة دفاعاً عن لبنان، ويجب ان لا ننسى بأن ثمة عدوا اسرائيليا، لا اعتقد ان الحزب يمكن ان يتورط في نزاعات داخلية، ولا يجوز ان يتورط بأي نزاعات داخلية، فسلاح الحزب للدفاع عن لبنان لا اكثر ولا اقل·
واذ جدد التأكيد ان المبادرة العربية هي الخلاص لسوريا، فإنه دعا أهل جبل العرب بأن لا تنجروا في قتال اخوانكم في حمص او حماه او درعا وغيرها من المناطق· 

السابق
الأنوار : وزير الداخلية يحذر من المرحلة الصعبة والطابور الخامس
التالي
الشرق : سوريا: 34 قتيلا في يوم تمديد المهلة لتعديل بروتوكول المراقبين