الاخبار: جنبلاط وتطورات سوريا في ميزاني 8 و14 آذار جنبلاط: 14 آذار تنتظر عودته وهو أرسل تحياته لبري

حتى يثبت العكس، فإن قوى 14 آذار بدأت تتصرف وكأن الأمور حسمت لصالحها: داخلياً بعودة «الابن الضال النائب وليد جنبلاط ــ وبالتالي الأكثرية ــ إلى صفوفها، وإقليمياً بتطور الأمور في سوريا وفق ما ترغب هذه القوىبحسب مواقفها المعلنة، وخصوصاً لبعض نوابها، فإن قوى 14 آذار باتت شبه مقتنعة بأمرين: تطور الأمور في سوريا بما يريحها في الداخل، وبأن «غربة الأكثرية النيابية عنها، لن تطول، بدليل أنها بدأت تتعامل مع جنبلاط وكأنه لن يعود إلى صفوفها وحسب، بل لم يغادر أصلاً. فزعيم المختارة، بحسب النائب عمار حوري «لم يخرج من الثوابت الوطنية والخلاف معه كان على التفاصيل، محدداً نقاط التلاقي بأن «موقف جنبلاط من المحكمة والحراك في سوريا ومسألة الحريات وموضوع الكهرباء واضح ومتطابق مع مواقف المستقبل. وعلق على اللقاء الأخير بين كتلتي جبهة النضال الوطني والمستقبل، بأن «التواصل لم ينقطع وهو في العلن.
أما بالنسبة إلى النائب عاطف مجدلاني، فإن جنبلاط «لم يحد يوماً عن مبادئ ثورة الأرز إنما موقفه من مسألة اختيار رئيس الحكومة جاء حفاظاً على السلم الأهلي، والأمثلة على ذلك في رأيه «أن مواقف جنبلاط كانت ثابتة ومتوافقة مع قوى 14 آذار وتيار المستقبل في ما يتعلق بالموضوع السوري واستخدام السلاح والنظرة الى الحريات.
وإذا كان نائبا المستقبل يتخذان من مقاربات جنبلاط لبعض الملفات دليلاً على موقفيهما منه، فإن النائب انطوان زهرا، لم يقدم أي دليل على معطياته عن الوضع السوري، خصوصاً حين بدا جازماً في حديث إذاعي أمس بأن هذا الوضع «سيتفاقم حتى تأمين الحماية للمدنيين واقامة منطقة عازلة، كما بدا قارئاً للنوايا بقوله «إن مهلة الـ3 ايام التي منحتها الجامعة العربية لدمشق لوقف العنف والقبول بدخول مراقبين الى أراضيها، ستمر كما مرت مهلة الاسبوع، و«ان النظام السوري سيظل يوحي أنه مع الحوار لكن في دمشق وبشروطه.
ويضيف مراقبون إلى هذه المواقف، ما يصفونه بنأي قوى 14 بنفسها عن ذكرى الاستقلال الرسمية، وتنظيم عيد «استقلالها الخاص في مدينة طرابلس، القريبة من سوريا، في محاولة لإيجاد تاريخ جديد للاستقلال هو 27 تشرين الثاني، إذا وافق حساب حقل «المستقبل حساب بيدر التطورات الداخلية والإقليمية. ويلفت هؤلاء المراقبون إلى أنها المرة الأولى التي يحتفل فيها أصحاب شعار «حرية، سيادة واستقلال بعيد الاستقلال، بعدما كانت مهرجاناتهم المركزية تقتصر على ذكريي 14 شباط و14 آذار.
لكن المشهد على ضفة المعارضة يقابله مشهد آخر على ضفة الأكثرية، ومن البوابتين نفسيهما: الجنبلاطية والسورية. فزيارة نواب المستقبل الأخيرة لجنبلاط، تبعتها أمس زيارة وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، للمكتب السياسي لحركة أمل، حاملاً بحسب بيان مشترك، تحيات جنبلاط وقيادة الحزب للرئيس نبيه بري وقيادة الحركة. وأفاد البيان بأن الطرفين نوّها بما «يربط الحركة والحزب من علاقات تاريخية شهدت محطات نضالية مشتركة مضيئة في المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، مما أعاد تصويب البوصلة فيه من العصر الإسرائيلي الى العصر العربي المقاوم، وشددا على أهمية استئناف الحوار الوطني لحماية لبنان «من الدخول الإسرائيلي عبر بوابة الفتن.
وفي ما خص الوضع السوري والتطورات الإقليمية، شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في احتفال تربوي في مجمع القائم أمس، على أن «لبنان لن يكون معبراً للاعتداء على سوريا رغم كل التحرشات وكل التحركات التي يقوم بها البعض في لبنان
. وقال «هذه الأدوات التي تحاول أن تتمم خطوات أميركا في الضغط على سوريا، لن تتمكن من تحقيق إنجاز في ظل هذا الواقع الذي نحن فيه في لبنان، في ظل حكومة تعمل لمصلحة لبنان، تدرك الموقف السياسي الصحيح الذي اتخذته في الجامعة العربية برفض عزل سوريا، وتدرك أهمية التماسك السياسي الذي يمنع الوصاية الأجنبية، وأن يكون لبنان محطة للتصويب على الآخرين، هذا الأمر متحقق وهو محل ارتياح حقيقي من قبلنا.
ورأى أن «الذين يراهنون على التطورات الخارجية أو على الخارج، سيفشلون حتماً، لأنهم عندما كانوا في عز قوتهم وراهنوا على التطورات الخارجية فشلوا، أما الآن فهم في حالة ضعف ولن ينجح معهم شيء
. وانتقد تعاطي الجامعة العربية مع سوريا، وقال: «كنا نتمنى أن نسمع أن الجامعة العربية تدعو إلى عدم التطبيع مع إسرائيل وإلى رفض التسوية معها، وإلى الدعوة إلى طرد إسرائيل ونصرة القضية الفلسطينية، لكن نرى هذه الجامعة في مكان آخر، لا تريد أن تزعج إسرائيل، معتبراً أنه «رغم كل الضغوطات التي تجري، هناك صمود حقيقي والتفاف شعبي حقيقي يساعد في التصدي لهذا التآمر الدولي الإقليمي على سوريا وعلى المنطقة.
ومن عين التينة، نقل سفير سوريا علي عبد الكريم علي، عن الرئيس بري ثناءه «على حرص سوريا على العلاقة العربية وعلى الاستجابة للمبادرات بمرونة كبرة وبغيرة وحرص على الوصول الى تحصين العمل العربي المشترك رغم كل الضغوط الدولية ومحاولة أن تكون الجهود العربية وكيلة لهذه الضغوط في مواجهة سوريا ودورها وفاعليتها، إضافة إلى تشديده على «تحصين الجهود العربية وتحصين سوريا في مواجهة هذه الضغوط. وأردف علي أن التفاؤل كان «كبيراً بأن الاوراق السورية هي اقوى، وأن هذه الضغوط الدولية ستتهاوى امام الوحدة الوطنية السورية وأمام هذه السياسة المتوازنة المسؤولة التي تواجه كل هذه التحديات
كذلك رأى السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، بعد زيارته الشيخ نصر الدين الغريب، أن التهديدات الإسرائيلية لإيران والتهديدات الإسرائيلية والأميركية والغربية لسوريا «لا يمكن أن تصل إلى نتيجة. وقال إن لغة التهديد لا تفيد «بل علينا أن نعود إلى المنطق والعقلانية وإلى التدبر في إدارة الأمور.
في هذا الوقت، جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، في حفل افتتاح مؤتمر «مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط الإعراب عن هواجسه من أن تؤدي التغييرات في بعض الدول العربية «إلى صراعات بين الطوائف، وأن تقودنا إلى أنظمة أكثر قسوة وتقسيم للمنطقة على قاعدة طائفية. وقال إن «المسيحيين مع كل أصدقائهم هنا وفي الخارج، عليهم مواجهة كل المحاولات لتحديد مجتمعاتهم أو بلادهم بحسب الهوية الدينية، مشدداً على ألا تكون هناك إلا هوية وطنية مشتركة. وأكد «أن الأمن هو حق لكل مواطن وعلى الدولة أن تؤمن هذا الحق. وهنا لا نعني أبداً حماية الأقلية من قبل الأكثرية بل نتحدث عن حق أساسي ومشترك بين الجميع من دون تفرقة أو تمييز. وجدد الدعوة التي أطلقها في القمة الروحية في أيار الماضي، إلى إعلان «وثيقة تاريخية تنبذ كل أشكال حرب الديانات وتدعو إلى العيش المشترك على قاعدة المواطنية واحترام حقوق الإنسان.
وقد عرض الراعي أمس الأوضاع الأمنية وأوضاع المؤسسة العسكرية، مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي زاره في بكركي.  

السابق
الموقف الروسي وحدود الغطرسة الاميركية
التالي
المستقبل يعدّ لسيدة الجبل الإسلامي