العالم يكمل ملياره السابع: ماذا تغيّر؟ (3): هل نمرّ في مرحلة “الشباب الأخير للعالم”؟

رغم أنّ سكان العالم الذين لم يتخطوا الـ25 من أعمارهم يشكلون 43 % من السكان، إلا أنّ "شبوبية العالم" في خطر، وربما تكون هذه الفترة من التاريخ هي الذهبية من حيث عدد الشبّان، حيث هناك مليار ومئتا مليون إنسان بين 10 و19 عاما، ومن أصل 620 مليونا في سوق العمل، 81 مليونا، أو 13 % منهم خرجوا من اعمالهم في نهاية العام 2009، وهو رقم غير مسبوق في التاريخ.

منى فيّاض، باحثة ومحلّلة في شؤون الشباب: وترى أنّه "تقليديا كان ينظر الى هذا الرقم الكبير على انه مشكلة لأنه يتطلب كلفة اكبر للتربية والصحة والاعداد ووظائف لتلبي طلبات التوظيف لئلا يقع الشباب في البطالة والآن بالعكس من الاساس فإنّ هناك اتجاها للنظر اليها كنافذة على انها الفرصة الاخيرة ليكون هناك جيل شاب ودينامية وطاقة على التغيير وحيوية لخلق وتجديد المجتمعات".

 

صندوق الأمم المتحدة للسكان يحذّر من مخاطر مشتركة على الشباب في العالم، إذ يقدّر أنّ 40 % من الاصابات الجديدة بالسيدا تهاجم الشباب بين 15 و24 عاما، وما زال المراهقون هم الأكثر عرضة للإجبار على العمل في الميليشيات المسلحة في بعض الدول، وآخر الأخبار الصارخة كانت عن فتاة في الـ13 من عمرها تبين أنّها خاضت معركة شرسة بالرشاشات مع الشرطة المكسيكية قبل أيام.

الدكتور رياض طبارة، خبير بالسياسات السكانية والدراسات الشبابية يعتبر أنّ "مشكلة الشباب تختلف من مكان الى آخر، في افريقيا قد يكون الجوع وينطبق على كل الفئات العمرية… في البلاد العربية والنامية معظمها قضية البطالة والبحث عن العمل ولاحقا الآن انتفاضات في البلد الديكتاتورية… في الغرب مثل المانيا المشكلات ايديولوجية في معظمها… وفي البلاد الاسكندينافية لماذا هناك اعلى نسب الانتحار، بينما الحياة مؤمنه، لانه لا يوجد قضية…".

لكن بعيدا عن تحذيرات الأمم المتحدة، فإنّ هناك نشاطا شبابيا غير مسبوق في الدول العربية. إذ تبين أنّ انخراط الشباب في الانترنت خلال العقدين الأخيرين أدّى إلى وعي غير مسبوق، وإلى ثورات في دول عربية عدّة قلبت أنظمة كان العالم كلّه يظنّ أنّها خالدة إلى الأبد، وأنّها ستورّث من جد إلى أب إلى حفيد. فياض ترى أنّ "الأنظمة العربية لم تستغل هذه الحيوية ولم تقدم تعليما ووظائف لكن الشباب في العالم العربي لحق نفسه وثار وفرض تغييرا".

وترى أنّ "الامكانية الحيوية التي كان سيحملها تتحقق لان المجتمعات فيها مواليد اقل كلما تقدمنا في الزمن وسيصير الاكبر سنا هم الأكثر عددا ولدينا فرصة 10 او 20 سنة والانظمة التي ستتبع هذه الثورات، خلال وقت قصير، يجب أن تغير ويجب استخدام دينامية الشباب كأفضل ما يمكن لتصير بلداننا من افضل البلدان حيوية ونشاطا وتطورا بفضل الشباب".

الدكتور عبلا السباعي، رئيسة مركز الدراسات لكبار السنّ لا تحبّذ الحديث عن "كارثة": "لا يمكن قول كارثة، لكن اذا لم نتداركها وهي في أولها قد نصل الى مكان صعب جدا لان البلاد المتقدمة اصبحت غنية وشاخت بعدها، نحن في البلاد النامية نشيخ وما زلنا غير اغنياء وهناك فارق كبير بين هذين الدوارين في العالم".
الشيخوخة والفقر يهدّدان العالم إذا، والدول النامية قد تنتهي قبل تصل إلى حائط مسدود قبل أن تبدأ رحلة الرفاهية. 

السابق
الموسوي: موافقة سورية أحرجت صائغيها
التالي
النهار: هل يتراجع بري عن مبادرته؟ والتمويل بين الترقب والتحذير