قاسم: الحكومة أنجزت في فترة قصيرة استقرارا المقاومة والإصلاح توأمان لا ينفصلان بالنسبة إلينا

اعلن نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج تلامذة معهد الآفاق في قصر الأونيسكو، "ان حكومة لبنان أنجزت خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة إنجازات مهمة، أنجزت استقرارا، وعالجت بعض الشؤون الحياتية كخطة الكهرباء، وقدمت قانونا للانتخابات قيد الدرس، وأنجزت مجموعة من الإنجازات المهمة خلال هذه الفترة القصيرة. ولكن بكل وضوح تحتاج هذه الحكومة إلى عمل كبير ومتواصل، على الأقل، على هذه الحكومة أن تسرع في إنجاز التعيينات وتعالج الأسباب التي تمنع من إنجاز هذه التعيينات، لأن التعيينات هي المقدمة لحسن الإدارة، كما ندعو إلى المزيد من الاهتمام بالشؤون الاجتماعية لأننا نريد لهذه الحكومة أن تقدم إنجازات أكثر لمصلحة المواطنين".

وقال:"ليكن معلوما للجميع، المقاومة والإصلاح توأمان لا ينفصلان بالنسبة إلينا، فمن اعتقد أننا نقاوم ولا نبالي بالإصلاح مخطىء، ومن اعتقد أن الإصلاح ينفع بلا مقاومة مخطىء، لأن الإصلاح والمقاومة توأمان لا ينفصلان ونحن سنعمل بكل جهد لننجح في الإصلاح كما قدمنا نجاحات في المقاومة إن شاء الله تعالى".

اضاف:"ولا يراهنن أحد على علاقاتنا مع حلفائنا، الحمد لله علاقاتنا مع حلفائنا إستراتيجية ومنطقية وأرسخ بكثير مما يظنون، صحيح أننا قد نناقش أحيانا لكن نقاشاتنا في داخل البيت الواحد، وسرعان ما يكون التفاهم والتعاون هو الأصل في كل نقاش، وبالتالي نحن نتابع شؤوننا بالدليل والعقل وحسن الظن، وإذا كان البعض يراهن على مشاكل بيننا وبين حلفائنا نقول له: أنت تضيع وقتك وتتعب نفسك لأن علاقاتنا مع حلفائنا علاقات إستراتيجية، والحمد لله أحسنا اختيار حلفائنا كما أحسن حلفاؤنا أن يختارونا معهم، لأننا لا يمكن أن نفرط بعقد ولا وعد ولا التزام، نحن أصحاب الحق والاستقامة وسنبقى كذلك إن شاء الله تعالى".

وتابع قاسم:"هنا لا بد أن نتذكر بأن تقصير الحكومات السابقة التي تتالت على لبنان، وتجاوزاتها المتراكمة تراكمت أمام هذه الحكومة، فلا يصح أن نحاسب هذه الحكومة على إساءات لسنوات وسنوات، بل يجب أن نحاسبها على الوقت الذي قضته، وعلى الإنجازات التي أنجزتها في هذه الفترة الزمنية القصيرة، للأسف المعترضون على هذه الحكومة يعرقلون ويشوشون ويصرخون ولكنهم لا يحملون مشروعا، وفي كل الأحوال كانوا في السلطة وفشلوا، صراخهم لا يعفيهم من مسؤوليتهم عن ثلاثة أمور ارتكبوها بحق لبنان والمواطنين في لبنان:

– أولا: هم سبب المديونية العالية التي تجاوز الستين مليار دولار.
– ثانيا: هم ارتكبوا مخالفات بحق القوانين اللبنانية، وهذه المخالفات لا زالت موجودة ومؤثرة في واقعنا.
– ثالثا: هم تنازلوا عن قيادة لبنان لمصلحة مجلس الأمن وغير مجلس الأمن وحاولوا أن يأخذونا إلى ضياع لبنان. الهدم عندهم أسهل ولم يوفروا جهدا للهدم، والبناء يحتاج إلى صبر وأناة وثبات والحمد لله نبذل الكثير وسنبذل أكثر وأكثر لنقوم بما علينا، هذه إنجازات الفترة القصيرة: أرونا إنجازاتكم التي تتحدثون عنها! لا زال الشعب اللبناني يعاني من فشلكم ومن خسائركم ومما أوصلتم به لبنان ليكون في مهب الريح بحسب وجهة نظركم".

وقال:"ليكن واضحا أيضا، كم هولوا على لبنان بإسرائيل، وقالوا لنا في الشوارع والبيوت وعبر وسائل الإعلام: إياكم أن تزعجوا إسرائيل، لأنها إن غضبت فلا يمكن أن يرد أحد غضبها، لكننا لم نرد عليهم، قالوا: التزموا بشروط إسرائيل، وجاؤوا باتفاق 17 أيار سنة 1983 وكان مدعوما بخلاصة الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية الدولية وبشبه إجماع دولي، ماذا حصل؟ قاوم لبنان وقال: لا، فأسقط اتفاق 17 أيار، قاوم لبنان وقال: لا، فأسقط مشروع عدوان تموز سنة 1993 وعدوان نيسان سنة 1996، عند ذلك استطاع لبنان أن يقف في سنة 2006 ليسقط إسرائيل ويكشف هزيمتها أمام العالم، قالوا لنا: إياكم أن تقاوموا كي لا تغضب عليكم إسرائيل، فقلنا لهم: سنقاوم ولو غضب العالم بأسره فنحن وأهل العزة ولا يمكن أن نقبل باحتلال الأرض".

وتابع:"فازت المقاومة وفاز لبنان وارتفعت الأعلام الصفراء وصرخات التكبير والحب والحنان من كل عالمنا الإسلامي الذي تفاءل بانتصار المقاومة وشعب لبنان، ماذا حصل بعد الانتصار؟ جاء العالم زاحفا إلى لبنان يريد بناء علاقات معنا ومع لبنان، بالله عليكم هذا البعبع الذي أخافونا منه، هل كان له قيمة، أطفالنا اليوم يشيرون إلى إسرائيل بالاستهزاء لأنهم يحملون معنويات وكرامة المقاومة، ولولا المقاومة لما شعر لبنان بالاستقرار ولما خطا خطوات في البناء نحو الأمام، فكل الخيرات الموجودة الآن في لبنان هي من بركات المقاومة وانتصاراتها بحمد الله تعالى".

واضاف:"كيف يقبلون بهذه المقاومة وهم أرادوا إنهاءها، ابتدعوا كل الوسائل لضرب المقاومة، لم يبق مركز دراسات في الغرب وفي أميركا وفي إسرائيل إلا ودرس كيف يمكن القضاء على المقاومة، استخدموا الخارج والداخل لضرب المقاومة، وشنوا اعتداءات إسرائيلية بأشكال مختلفة وأزمنة مختلفة، واستخدمت كل أنواع الأسلحة، ومارسوا ضغطا سياسيا دوليا من مجلس الأمن ومن كل الدول الكبرى، وأحاطوها ببروغاندا إعلامية تبث الأخبار ليل نهار، ماذا كانت النتيجة؟ فشلوا وبقي رأس المقاومة مرفوعا بحمد الله تعالى. اقول لهم: لن تنفع تهديدات العقوبات بحق لبنان، ولا التهويل بالحكومة وعلى الحكومة، ولا باستدراج الضغوطات الأجنبية والتصريحات المكثفة للسفراء والمبعوثين الأجانب، إذ لا يمكن المساومة على سيادة لبنان وتحرير أرضه وكرامة وحرية مواطنيه، ولا يمكن الموافقة على خيارات تخضع لبنان للمشروع الإسرائيلي الأمريكي".

وختم قاسم مؤكدا "رؤوسنا مرفوعة وستبقى، ومقاومتنا العزيزة عز لبنان وستستمر، وثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة سيبقى متماسكا عصيا على المشروع الأمريكي الإسرائيلي وأتباعه، وكما جاءنا العالم بعد الانتصار سيدرس العالم جيدا أن يحد من خسائر مشروعه بالتعامل مع لبنان المحصن، وفي كل الأحوال أولويتنا وربحنا بالمحافظة على حقوقنا وقرارنا الحر، واستقلالنا، وهذا ما نفعله والزمان آت أمامنا سنبقى على الحق ولو كره الكارهون".  

السابق
وقاحة أميركية… وغياب للحرية!
التالي
هل فتح مجال التصويت المجاني لمغارة جعيتا؟