وقاحة أميركية… وغياب للحرية!

لم أتعرف يوماً على الرئيس اللبناني السابق اميل لحود من قرب. لكننا غنينا له يوم انتخب رئيساً وكنا ننتظر ذلك الحدث بفارغ الصبر، بعدما أمعنت الآلة الدعائية في الترويج له كأنه المنقذ من الأوضاع التي آلت اليها البلاد، والتي لا تنفك تزداد سوءاً.
وكلنا رفضنا التمديد والتجديد له كإسقاط سوري يمعن في إذلالنا، ونادينا في الساحات بإسقاطه وخروجه من قصر بعبدا.
لم تعجبني إطلالته بالبدلة البيضاء أو مشتقات ذلك اللون، وأنا أصلاً لا أؤيد البروتوكول الذي يجعل بعض لباس الرجال أبيض، فهو لي مثير للضحك.
لكن كل هذا لا يجعلني أقبل بما ورد في كتاب "لا شرف أعلى" (No High Honor) لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، التي عبرت عن كرها للرجل بقولها انه "صاحب وجه اصطناعي السمرة، وهو البشع الذي كان يرتدي بذلة بلون الخردل بشعة أيضاً". وأضافت "كان من البشاعة لدرجة انني ما ان صافحته باليد، حتى شعرت بأنني في حاجة ماسة للإستحمام".
انها وقاحة رايس التي تعطي لنفسها ما لا تسمح به الأعراف والتقاليد والبروتوكولات، ولا حتى حق التعبير عن الرأي، لأن لها ان تقيّم الرجل في سياساته ومواقفه وتعامله معها، وتنشر تقييمها لا إنطباعاتها، كأنها جميلة وجذابة ومثيرة حقاً!

أما موضوع قطع الولايات المتحدة الأميركية التمويل عن منظمة الأونيسكو لقبولها دولة فلسطين عضواً فيها، ففيه أيضاً نقص في الحرية والديموقراطية اللتين تدعي واشنطن انها تصدرهما الى العالم. فهل تجوز معاقبة مظلومين ومشردين انتظروا أكثر من 60 عاماً للحصول على اعتراف، قد لا يقدم أو يؤخر في الحال التعسة التي يعيشون في ظلها؟ ثم ألم تكن مفاوضات السلام براعيتها أميركا، تدعو الى اقامة دولتين متجاورتين متصالحتين، الأولى معترف بها منذ زمن نشوئها وهي اسرائيل، والثانية مسلوبة الحق منذ قيام الأولى وهي فلسطين؟!
هذا التعامل الفاضح يجعلنا نشك في الحرية التي ينادون بها، لأن قيم الحرية لا تناصر الظالم على حساب المظلوم، ولا تمارس ضغوطاً للقمع.
  

السابق
جنبلاط اعتذر عن عدم تقبل التهاني بعيد الاضحى
التالي
قاسم: الحكومة أنجزت في فترة قصيرة استقرارا المقاومة والإصلاح توأمان لا ينفصلان بالنسبة إلينا