اربعة اراء لبنانية في “الربيع العربي”

بالتعاون بين الفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي وحلقة التنمية والحوار في مجدليون اقيم لقاء حواري حول موضوع "الانتفاضات العربية وتداعياتها" وهذه ابرز ما ورد في مداخلات المشاركين:
جرجور
عرض القس رياض جرجور باسم الفريق العربي للحوار الاسلامي-المسيحي اسباب الاحتجاجات في الدول العربية مشيرا الى عدم وجود وضوح لدى المحتجين حول النظام الذي يسعون اليه بشكل مفصل رغم الحاجة الى الديموقراطية وقال : نحن نخشى ان تؤدي هذه الانتفاضات الى قيام دويلات طائفية او ان تصل الى السلطة الجديدة الحركات المؤدلجة او الخشية من حصول خريف ثان بعد خريف الاستبداد وعنوانه "الحكم الديني" او الحكم الذي يتوسل الدين للوصول الى الحكم وان يحل محل الزعيم الفرد"حزب الاكثرية" ونحن نسمع الكثير عن خوف مسيحي مما يحدث، وان مسيحيي المشرق العربي شئنا او ابينا يعانون من مخاوف عديدة من نتائج الثورات العربية بسبب عدم وجود بديل واضح لما بعد النظام الاستبدادي.
ابودياب
وتحدث الشيخ غسان ابو دياب داعيا لوضع مشروع تغييري اصلاحي للثورات العربية وتحديد ما هو المطلوب من هذه الثورات والقيام باستخلاص لمطالب الشعب وصياغتها ببيانات والعمل للوصول اليها. اما طرح التغيير بدون افق فسيؤدي الى المزيد من الحروب.
السيد
وقدم الدكتور رضوان السيد مداخلة مطولة تحت عنوان "الانتفاضات العربية اسبابها ونتائجها" ومما قاله ان الدكتور نزيه الايوبي (اميركي من اصل مصري) اصدر دراسة عام 1994 ومما جاء فيها ان الدولة العربية وصلت الى مرحلة انسداد كامل وتعطلت كل وظائفها حتى وظيفتها الامنية وليس هناك مبادرات او امكانيات اصلاحية للسلطات القائمة ولابد من حصول انفجار، وقد توقع الدكتور الايوبي ان تحصل حروب اهلية وصراعات بين السلطات الاستبدادية والحركات المتطرفة. وهذه الدراسة نموذج للعديد من الدراسات حول الواقع العربي، والتي كانت تشير لغياب الديموقراطيين في الوطن العربي وعدم قدرة العرب على التحرك والاحتجاج والاعتراض.
واضاف"ولذلك كانت الثورات العربية في مطلع العام مفاجئة من حيث الحدوث ومن حيث طبيعتها لانه لم يكن احد يتوقعهاولم تكشف ان هناك جهة اسلامية او حزبية تقف وراءها بل قامت بها مجموعات شبابية مستقلة، مما يعني ان هناك اتجاه جديد لدى الشباب الذين يريدون الديموقراطية، والبعض كان يتوقع ان يكون الاسلاميون هم البديل للانظمة العربية لكن هذا لم يحصل لان الاسلاميين سقطوا ايضا مع سقوط الاستبداد العربي، ولذلك اعتبرت هذه الثورات فريدة من نوعها وكانت مفاجئة للجميع".
سؤالان امام المثقفين العرب
وتابع، اليوم امام المثقفين العرب سؤالان، ما هو موقفنا من الثورات العربية؟ وماذا نفعل؟ ولقد حصل اضطراب كبير بين النخب الثقافية تجاه ما حصل بسبب عدم وضوح الموقف ووجود متغيرات كثيرة فاجأت المثقفين ولعدم معرفة الواقع الاستراتيجي للمنطقة العربية لانه كان هناك تحالف معلن او غير معلن بين الانظمة العربية وامريكا والدول الكبرى لمواجهة التيارات الاسلامية المتشددة كما كانت ايران وتركيا واسرائيل تعمل للحفاظ على الواقع ومنع تغيره".
وتابع "ادت الثورات العربية الى حصول اضطراب كبير سواء على صعيد الاوضاع الداخلية او لجهة الدول الاقليمية او على الصعيد الدولي وواجهت ايران وتركيا واسرائيل الكثير من الاشكالات في مواجهة ما يجري. والغرب هو الفائز مما يجري في تونس وليبيا ويبدو ان الاستراتيجية الاميريكية بالتعاون مع اوروبا هي الفائزة حتى الآن". وكان هناك شيء غائب وحضر الآن وهو الجمهور العربي وهذا كان مفاجئاً للمثقفين العرب والذين انقسموا عدة اقسام في توصيف ما يجري".
وختم "عندنا الكثير من المشاكل والمتاعب والعقبات التي سيكون لها تأثير، ما حصل تغيير هائل ولا يمكن سرقته والتغيير وقع وكل البلدان الوراثية والعسكرية ستزول، وهناك الكثير من المشكلات ومنها كيفية اعادة تكوين السلطات وكيفية اعادة بناء المجتمعات العربية في ظل ما تواجه من انقسامات عديدة ولكن استمرار وجود الجمهور في الشارع سيساعد في مواجهة كل العقبات والمشاكل و العمل لاعادة طرح مشروع الدولة المدنية واخراج الدين من بطن الدولة".
الصايغ
وفي الجلسة الثانية تحدث مسؤول صفحة القضايا في جريدة السفير الصحافي الاستاذ نصري الصايغ حول "الثقافة والمثقفين والثورات العربية" ومما قاله " هل ما حصل في الداخل العربي ثورة ام لا؟ وقيل انه حراك شعبي او انتفاضة او تظاهرات، انها امور كثيرة الى جانب ان البعض قال انها ثورة، فالثورة لها مفهوم معين ولها التزامات، ولذلك لم اكن معنيا سابقا بتعريف الثورة او وصف ما يجري. ولكل ثورة في التاريج لها تعريف معين، والثورات تسبق النظريات، فلماذا اكتب عن النظرية طالما نحن في الواقع. وهل ما يحصل ثورة ام مؤامرة خارجية؟ فاذا كانت ثورة فهي من صنع اهلها، اما اذا كانت مؤامرة فانها مبنية من الخارج ولها ادوات في الداخل وهناك فارق كبير بين الاثنين".
واضاف" لقد كان الوطن العربي يعاني السلطات المستبدة والتي ادت الى حصول ما حصل مما يؤكد ان ما جرى كان بسبب الظلم والقهر والاساءة لحقوق الانسان وليس لاسباب خارجية" كما كنا نعاني مما يسميه الدكتور غسان سلامة "الاقتصاد الفاجر" حيث تعمل السلطات لاستخدام المال في كل شيء وينتشر الفساد في كل مكان".
واضاف" لقد تجمع الشعب العربي لكسر حاجز الخوف وواجه كل اشكال الظلم الذي كانت تمارسه السلطات القائمة وبعض المثقفين كانوا يظنون ان الشعوب العربية غير قادرة على التحرك والنضال كما جرى في العديد من الدول في العالم. وهذه الثورة لم تصنعها الاحزاب لكن صنعها الشعب الذي يريد اسقاط النظام، والشعب بكل تلاويينه، وهذا الشعب مطلوب منه ان يصوغ مستقبله, ويحدد ما يريد . وهذه الثور كانت سلمية وشعبية ومضحية بعكس بعض المثقفين الذين لم يكونوا يتحركون بفاعلية".
ثم عرض لدور المثقفين سواء على صعيد الثورة او العمل التغييري واكد على اهمية ان ينزل المثقفون الى الارض ليقوموا بالمهمات المطلوبة ولا يكتفون فقط بالجانب النظري لان الحياد ممنوع ويجب ان يكون المثقفون مع الديموقراطية وان لا يكونوا مستبدين. واختتمت الحلقة بحوار بين الحضور والمحاضرين.

 

السابق
احتفالات لحماس بتحرير الأسرى
التالي
هل قتل العقيد القذافي بمسدسه !؟