المزارعون يطالبون بالتعويضات والحاج حسن ينتظر استكمال مسح الأضرار

نُكِب مزارعو العنب في البقاع بكارثة الثلوج، التي قضت في/11/12/2010/ على آلاف الدوالي ومئات الدونمات من الكروم التي تهاوت تحت ثقل الجنرال الأبيض، الأمر الذي يجعلهم يتحضرون اليوم للبدء بتحركات احتجاجية، قد تكون بدايتها الاعتصام والتظاهر على الطرق الرئيسية. ويسأل مئات المزارعين البقاعيين عن مصير التعويضات، التي حكي عنها، ويتسابق الوزراء ونواب المنطقة اليوم في الحديث عنها، وضرورة إقرارها لإنقاذ مزارعي العنب، الذين كانوا قد وقعوا كذلك أسرى موجات البرد من جهة، واللهيب من جهة أخرى، في السنوات التي سبقت الكارثة التي حلت بكرومهم. ويقال أن الجيش اللبناني أنجز ملف مسح الأضرار، وسلمه إلى «الهيئة العليا للإغاثة».

تقدر المساحة المتضررة بحوالى 12 ألف دونم، كما أعلن الوزير الحاج حسن، الذي أكد خلال محاضرة عن قطاع عنب المائدة في غرفة زحلة، أنه سيعمل على وضع ذلك الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء، وسيجهد مع وزير المالية محمد الصفدي لتأمين أكبر مبلغ للتعويض على كل دونم متضرر. وتركزت خسائر مزارعي العنب، على كروم أعالي زحلة إلى سهل الفيضة، والفرزل، ونيحا، وأبلح، وقصرنبا، وبدنايل، وشمسطار في البقاع الأوسط، وكفرمشكي وكوكبا وسهل المرج في البقاع الغربي وراشيا وغيرها من القرى البقاعية.

وجرى مسح كامل لتلك الأضرار بإشراف الجيش اللبناني، بالتعاون مع بلديات المنطقة ووزارة الزراعة، إلا أن المزارعين ينتظرون ترجمة ذلك المسح بقرار من قبل الوزارة ومجلس الوزراء المعني بإقرار آلية للتعويضات، التي وُعِد بها المزارعون في الشتاء الماضي، ولا سيما أن الكارثة أكبر من أن يتحملها مزارعو الكرمة وحدهم. ولا تقف الخسائر الناتجة من الثلوج عند حدود الأضرار المباشرة التي طاولت الدوالي والأعمدة وهياكل البساتين، بل يتعلق الأمر بإنتاج الكروم الذي خسره المزارع، وفق ما قاله المزارع كمال السيقلي عضو اللجنة الوطنية لمزارعي العنب في لبنان لـ«البناء»، الذي يشير إلى أضرار شبه كاملة، حيث تحولت الكروم
 
إلى أراضٍ قاحلة».
وأضاف السيقلي: «نظراً إلى صعوبة المسح خلال الشتاء وإلى أسباب أخرى نجهلها، لم تستكمل عمليات المسح خلال آب المنصرم، لكن وزير الزراعة الذي نقدّر جهوده، قرر تعويضاً عينياً على المزارعين المتضررين، عبارة عن توزيع كميات من السماد والكبريت.
أما بالنسبة إلى التعويضات المادية التي وعدنا بها من قبل الهيئة العليا للإغاثة، قال السيقلي: «إن وزير الزراعة كان ينتظر استكمال عمليات المسح ليتقدم إلى مجلس الوزراء بملف كامل ومتكامل عن حجم الأضرار كي لا يستثنى منه أحد».
30% من الدوالي اقتلعت

ويلخّص السيقلي كلفة الأضرار، فيقول: «إن العمود يحتاج إلى 10 دولارات، وهي من ضمن الأضرار المباشرة، التي تكبدها مزارعو الكرمة من جيبهم الخاص، وهي تتجاوز الـ10ملايين دولار. أما الأضرار غير المباشرة فتكمن في اقتلاع ما نسبته أكثر من 30 % من الدوالي. وهناك نسبة كبيرة من الكروم لم تحظ بإعادة تأهيل، ما انعكس سلباً على إنتاج هذا العام.
يشار إلى أن عددا من المزارعين، عجزوا عن رفع أنقاض الدوالي المتكسرة، التي لا تزال داخل الكروم تنتظر من ينتشلها من كارثتها، مع العلم أن نسبة كبيرة من المزارعين استدانوا من المصارف والبنوك لاستصلاح جزء مما تضرّر، ما يرتب عليهم فوائد ومستحقات يعجزون عن إيفائها.  

السابق
تفكيك عبوة في التعمير ومقتل فسطيني
التالي
الجبهة الشعبية تتحرك ضد ترتيبات نزع سلاح المخيمات بين لبنان والسلطة الفلسطينية!