خليل: انكفاء دور المسيحيين بسبب الثورات

رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب د.يوسف خليل ان رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع وباستثناء مقاربته للربيع العربي بنسب متفاوتة، لم يأت بشيء جديد في خطابه خلال ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، بحيث كرر مواقفه التقليدية سواء لجهة حزب الله وسلاح المقاومة او لجهة العلاقة مع سورية والتطورات الميدانية على أراضيها، معتبرا انه وبالرغم من ان جعجع خصص القسم الأكبر من كلامه عن الثورات العربية للثورة في سورية الا انه لم يعر أهمية للنتائج التي آلت اليها تلك الثورات، خصوصا لجهة عدم تحقيقها النتائج التي من أجلها اندلعت على مستوى الاصلاحات السياسية والاجتماعية.

ولفت النائب خليل في تصريح لـ «الأنباء» الى ان مقاربة جعجع للموضوع المسيحي في لبنان ومنطقة المشرق العربي لم تكن كافية لا على المستوى الاستراتيجي لمستقبل المسيحيين فيه ولا على مستوى الواقع الحالي لهم، وذلك لاعتباره ان الثورات العربية لم تؤل الى مشاركة المسيحيين في تكوين السلطات السياسية الجديدة بل أدت الى انكفاء دورهم وتراجعه من مشاركة جزئية في الحكم الى مشاركة يكاد يقال انها معدومة، ناهيك عن تعرضهم للاعتداءات الارهابية كما هو حاصل في العراق ومصر اضافة الى تهجيرهم وتوزيعهم الى مجموعات مشتتة على مساحة العالم الغربي.

وأكد النائب خليل ان كلام جعجع عن الربيع العربي قد غاب عن مضمونه ان شعار الديموقراطية والحرية الذي رفعه المنتفضون على أنظمتهم لم يترجم على ارض الواقع ولم يترافق مع خطوات عملية تؤكد على حماية الأقليات وتحديدا المسيحيين كمكون أساسي في المنطقة العربية، وما تفجير الكنائس في العراق ومصر سوى خير دليل على ان شعار الديموقراطية أعلاه يستعمل كغطاء لاستقطاب الحماسة الشعبية، مشيرا تبعا لما تقدم الى ان القضية لم تعد قضية خوف او عدمه على مصير المسيحيين والأقليات بقدر ما هي قضية اعتراف التطرف الاسلامي بدورهم في بناء الوطن العربي وحقوقهم في المشاركة السياسية الفاعلة على المستويين التنفيذي والتشريعي، هذا من جهة، مشيرا من جهة اخرى الى ان الغرب لم يسلم سره لا لجعجع ولا لغيره من القيادات السياسية على المستويين المحلي والإقليمي حيال حقيقة رؤيته للمنطقة ونظرته لوجود الأقليات فيها، خصوصا ان هذا الغرب حاول خلال سنوات الحرب الأهلية اقتلاع المسيحيين من لبنان وتوطينهم لديه.
 
هواجس الراعي وخطاب جعجع

ولفت النائب خليل الى ان البطريرك مار بشارة الراعي عبّر عن تلك الهواجس أفضل تعبير خصوصا عند اثارته المخاوف من وصول أنظمة أكثر تشددا من الأنظمة الحالية، معتبرا بالتالي ان الأحداث الدموية التي لحقت بالمسيحيين في العراق ومصر وقبلها في الجزائر شكلت في حد ذاتها تجربة واقعية ونموذجا عما قد يحصل لمسيحيي سورية فيما لو سقط النظام الحالي فيها ونجحت الأصولية الاسلامية في الوصول الى سدة الحكم، وهو الواقع الذي يستثنيه جعجع من حساباته لاسيما لجهة انعكاسه سلبا على الداخل اللبناني وجميع المنطقة الاقليمية، مؤكدا ان اطلاق البطريرك الراعي لهواجسه حيال ما قد تصل اليه الأمور لا يعني اطلاقا تبنيه وجهة نظر حزبية معينة (حزب الله)، انما تبنيه سلامة الوجود المسيحي القوي الذي يريده جعجع وجميع الفرقاء المسيحيين.

وفي سياق متصل، أعرب النائب خليل عن أسفه لاستغلال البعض تزامن زيارة البطريرك الراعي الى الجنوب مع قداس شهداء «القوات اللبنانية» بهدف الاصطياد في الماء العكر وتوظيف هذا الاستغلال شعبيا لإحداث شرخ مسيحي بين بكركي وبعض الفرقاء المسيحيين وذلك من خلال اعطاء زيارة الراعي للجنوب بالتزامن مع قداس الشهداء صبغة الانحياز الى فريق مسيحي دون آخر، مؤكدا ان البطريرك الراعي قد أرسل البطريرك صفير ممثلا عنه كون هذا الأخير من رتبة بطريرك سابق وكاردينال حالي للتأكيد على اهتمامه بالمناسبة وبمعنى الشهادة، معتبرا بالتالي ان رؤية البطريرك الراعي للواقع المسيحي الحالي تبنى على قاعدة الوحدة وعلى أسس استعادة الدور المسيحي الريادي على المستويين السياسي والاجتماعي.

على صعيد آخر، وعلى مستوى التجاذب المسيحي ما بين مؤيد للطرح الأرثوذكسي القاضي بانتخاب كل طائفة لنوابها وآخر معارض له، ختم النائب خليل لافتا الى ان خطورة هذا الطرح تكمن في ترسيخ الانفصال في الهوية السياسية بين المرشحين وتصل الى حد تكوين حالة من الفيدرالية الطائفية تطيح بمفهوم العيش المشترك وتؤسس لفيدرالية جغرافية على قاعدة تقوقع اللبنانيين كل ضمن دويلته الخاصة، معتبرا ان العودة الى اعتماد قانون الـ 60 على أساس الدوائر المصغرة يؤمن التفاعل الصحيح بين الطوائف اللبنانية ويجعل من المسيحيين والمسلمين شركاء حقيقيين في ايصال هذا المرشح او ذاك الى الندوة النيابية، ويؤمن بالتالي التمثيل المسيحي الصحيح 

السابق
لبنان يرشح مورايثنوس لخلافة ويليامز
التالي
يهربون لإسرائيل وليس إيران!