الصدر عاشوراء ثانية عند الشيعة

يطل رئيس مجلس النواب نبيه بري من ساحة مرجة رأس العين في بعلبك بعد ظهر غد الاربعاء في الذكرى الـ 33 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الذين "اخفاهم" العقيد معمر القذافي في طرابلس الغرب ايام رمضان آنذاك، الشهر نفسه الذي فقد فيه نظامه مقاليد الحكم وسلطة كانت محصورة في يده وانجاله.
وتحل الذكرى غداً في حين تزداد مساحة الانقسام العمودي بين اللبنانيين وبالتزامن مع موجة من الاحداث والتبدلات في بلدان المنطقة، لا سيما منها سوريا.
ويعرف عن بري انه في الساعات الـ 24 التي تسبق موعد احياء الذكرى يكب على كتابة خطابه، والمفارقة هذه السنة ان التحضير يتزامن مع تواري القذافي واختبائه في احد ملاجئ صحارى الاراضي الليبية او خارجها على الارجح تحسباً من ضربات طائرات "الناتو". ولن تفوت بري هذه المفارقة في المناسبة التي اصبحت في منازل اعداد كبيرة من العائلات الشيعية "عاشوراء ثانية مفتوحة"، وهي تبكي القامة التي نهضت بها الى الاضواء ونقلتها الى موقع آخر، مع العلم ان طموح الصدر ومدرسته كان مركزاً في الدعوات والخطب على السعي الى طي صفحات الحرمان في كتاب الجمهورية اللبنانية.
اول نقطة سيركز عليها رئيس المجلس ان حركة "امل" كانت اول من تحدث عن "جنون القذافي" وتضييعه مقدرات دولته الغنية التي وزّع ثرواتها على مصالحه وازلامه وصداقاته وساهم في نزاعات عدة وتخريب اكثر من دولة، ولا تزال "مآثره" في لبنان ساطعة في اذهان اعداد لا بأس بها من القيادات السياسية التي لن تنسى تباكي مستشاريه على تفاح جبل لبنان واستعدادهم لاستيراد محصول كمياته الى ليبيا "دعماً للبنان في وجه اسرائيل!". كذلك لم يقدم القذافي الى الضفة الفلسطينية اكثر من طرح دولة "اسراطين" التي تجمع الفلسطينيين في منظوره مع اسرائيل تحت سقف دولة واحدة.
وسيذكر بري في خطابه اللبنانيين والعرب والعالم بأن هذا القذافي باع شعبه وقضايا امته في سبيل مصالحه واهوائه الشخصية ووضع دولة ليبيا في قبضته اكثر من اربعة عقود. ولم يكن بري يخفي ملاحظاته طوال هذه الاعوام على التعامل مع القذافي في اللقاءات التي كانت تجمعه مع قيادات سورية وعربية وايرانية، كانت عواصمها على علاقة بطرابلس الغرب وتناسى بعضها قضية الامام الصدر، ولم يشكك في الوقت نفسه في صدق غالبية الشخصيات الايرانية عندما تتكلم على اهمية كشف مصير الصدر، الرجل الذي كان له دور في بذور نجاح الثورة الايرانية التي اطاحت نظام الشاه على يد الامام الخميني.
وقبل نحو عامين وصلت معلومات الى بري ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تلقى دعوة من نظام القذافي لزيارة طرابلس الغرب، وانه يستعد لزيارتها فعلاً، وسقطت هذه الاخبار كالصاعقة على جدران مكتب رئيس المجلس في عين التينة، فاستدعى في ساعات الصباح الاولى من اليوم التالي السفير الايراني وابلغه رسالة من سطر واحد وست كلمات ليوصلها على الفور الى قيادة بلاده، وهي: "لا حول ولا قوة الا بالله". وكانت العبارة كفيلة بمنع احمدي نجاد عن التفكير حتى في التوجه الى ليبيا.
يبقى اللافت في ذكرى هذه السنة بعد غياب القذافي عن مسرح الضوء ان "امل" وعائلة الامام ما عادتا تقبلان باطلاق جملة "جلاء الحقيقة" فحسب بل ستصران وتواصلان عبر الحكومة اللبنانية ملاحقة القذافي اذا جرى توقيفه ليقدم الجواب الحقيقي والشافي عما ارتكب في حق الصدر، خصوصاً ان القضاء اللبناني سبق المحكمة الجنائية الدولية وسائر المؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان في اصدار مذكرات توقيف للقذافي وعدد من مساعديه من افراد حلقته الضيقة، وهذه النقطة ستبقى في مقدم القضايا التي تطارد القذافي من جراء جريمته هذه اذا جرى توقيفه خلف القضبان في المحكمة  

السابق
هل مازالت الأسواق الشعبية…شعبية؟
التالي
خطاب الغد.. وداع الامام الصدر ام الاصرار على تغييبه !؟