المنطقة على مفترق طرق والحاجة لرؤية إسلامية شاملة

عيش في هذه الأيام في أجواء الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك والتي تزدحم فيها المناسبات الدينية والإسلامية وخصوصاً "ليالي القدر" وذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي(ع) ويوم القدس العالمي، وبموازاة الأجواء الروحية الإيمانية التي نعيشها تزدحم الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية والأمنية في المنطقة وعلى الصعيد العالمي، فالتطورات في الدول العربية لا تزال تتفاعل ولم تصل الثورات والتحركات الشعبية العربية إلى نهايتها بل إن الصراع مستمر وكل الاحتمالات مفتوحة، وفي لبنان شكل الإعلان عن تفاصيل القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاستمرار في توجيه الاتهام إلى الكوادر من حزب الله إشارة خطيرة للمحاولات الهادفة لإدخال البلد في فتنة مذهبية جديدة، وفي فلسطين المحتلة جاءت العملية العسكرية في منطقة إيلات والتداعيات التي أدت إليها من قصف واستهداف لقطاع غزة والجنود المصريين في منطقة سيناء، لتؤكد خطورة ما يجري على صعيد الصراع مع الكيان الصهيوني والذي سيدخل مرحلة جديدة بعد إصرار الفلسطينيين على العمل للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية والحديث عن إمكانية حصول انتفاضة فلسطينية شعبية جديدة في شهر أيلول المقبل.

أما على الصعيد العالمي فإن تداعيات الأزمات المالية والصراعات الدولية لا تزال مستمرة وهناك توقعات بحصول تطورات دراماتيكية في الأشهر المقبلة على الصعيد الدولي.

إزاء كل ذلك فإن القوى والحركات الإسلامية معنية اليوم وقبل الغد بإعادة قراءة التطورات والأحداث بشكل مشترك والبحث عن رؤية موحدة لما يجري في المنطقة والعالم والاتفاق على برنامج عمل مشترك للتعاطي مع الأحداث بدل الغرق في ردود الفعل والقيام بتحركات وأنشطة متشنجة قد تدفع الأوضاع إلى مزيد من التفتيت والتشتت.

إن الإسلاميين اليوم أمام مهمة خطيرة وحساسة وفي ظل تطورات غير عادية، فالمطلوب اليوم هو البحث عما يجمع والابتعاد عن كل ما يفرِّق سواء في تقيم الأحداث أو على صعيد التعاطي معها.

ولذا، فإن المسارعة لعقد اللقاءات المشتركة العلنية أو البعيدة عن الأضواء، أو إقامة المؤتمرات والندوات والحوار حول كل ما يجري هو الطريق الوحيد والأقصر للتوصل إلى رؤية مشتركة، وأن على الجميع أن يدركوا أن الأوضاع لن تعود إلى الوراء وأن المعركة مع العدو الصهيوني ومواجهته متلازمة مع المعركة من أجل بناء دولة الحريات والتنمية والحقوق الإنسانية والمرحلة تتطلب التضحية من الجميع والابتعاد عن الحسابات الشخصية أو الذاتية أو الحزبية أو المذهبية.

والله من وراء القصد

السابق
حادث سير يودي بحياة امرأة وجنينها في النبطية
التالي
نفق جديد….للسلاحف