الشرق : الجيش يتصدى بالنار لكوماندوس اسرائيلي في الوزاني

ساد الهدوء الحذر والترقب امس جانبي الحدود بين لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة في الوزاني ـ الغجر، بعد حصول مواجهات صباح الاول من آب الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالجيش وعيد تأسيسه متلازما مع البطولة والشهادة، وعقب سنة على المواجهة البطولية في ثالث من آب من العام 2010 في بلدة عديسه سَجَّلَ الجيش اللبناني امس انتصاراً مجلياً للارادة اللبنانية وصلابة عقيدة الجيش ومناقبيته في عيده المجيد، بين الجيش اللبناني وقوة كومندوس اسرائيلية اجتازت مجرى نهر الوزاني، بعد ان دخلت من بوابة حديدية من الغجر المحتلة تطل على المنتزهات المنتشرة عند الضفة الغربية لمجرى نهر الوزاني عند الساعة السابعة والربع من صباح امس، وحصلت مواجهة وتبادل للنار بين عناصر الجيش المتمركزين في المنطقة، والقوة المعادية، التي أُرغمت على التراجع والإنكفاء إلى داخل الأراضي المحتلة، ولم يسجل وقوع أي إصابات في صفوف عناصر الجيش اللبناني. وتدخلت القوات الدولية على الأثر، وأجرت إتصالات بالجانبين اللبناني والإسرائيلي لوقف تداعيات ما يحصل.
وفي التفاصيل، أن قوة كوماندوس إسرائيلية قوامها خمسة عشر عسكرياً إسرائيلياً، قطعت الخط التقني على الطريق بين قرية غجر ومستعمرة دان، ونزلت من التلال المطلة على مجرى نهر الوزاني إلى الجنوب من قرية الغجر، في منطقة الإستراحات والمتنزهات المنتشرة على الضفاف الغربية للنهر، سالكة المنحدر بين جباب القصب، وإجتازت المجموعة في السادسة إلا عشر دقائق من صباح امس، الخط الأزرق الذي يمر في وسط النهر في تلك المنطقة الحدودية، قاطعة المجرى فوق سدٍ من الصخور باتجاه منتزه الجزيرة، حيث رابط ثمانية عناصر منهم في محيط إستراحة المتنزه حيث تنتشر الطاولات بجوار النهر بمثابة قوة حماية، فيما وصل سبعة عناصر تقدمهم إلى الباحة الخارجية للمنتزه عند حدود الطريق المعبدة المؤدية إليه، إلى مسافة 70 متراً، حيث فوجئ جنود العدو بعناصر الجيش اللبناني، أمامهم على مسافة لا تزيد عن العشرين متراً، فأصيب الإسرائيليون بالذعر وعلا صياحهم حسب أحد شهود العيان صاحب المؤسسة الذي يبيت عادة في المنتزه، بعد إطلاق النار التحذيري من قوى الجيش، حيث رد الإسرائيليون الذي أصيبوا بالإرباك بشكلٍ مباشر على قوى الجيش التي تعاملت معهم بالنار لمدة عشر دقائق، وأجبرتهم على التراجع وهم يولولون بحالة إرباك طالبين النجدة لتغطية إنسحابهم، فحضرة على الفور قوة مؤللة من أربع عربات هامر مدرعة، ورابطت على التلة المشرفة على المنتزه حيث نزلت القوة المعادية، وأطلقت النار بشكل عشوائي لتغطية إنسحاب الجنود الإسرائيليين من الجهة الجنوبية الشرقية للمنتزه صعوداً بين الأشجار وصخور المنحدر وصولاً إلى الأراضي المحتلة.
وعلى الأثر، حصل إستفار لافت على الحدود، وتقدمت دبابتا ميركافا تؤازرها خمس عربات هامر مدرعة وناقلتي جند، ونحو 70 عنصراً، ورابطت القوة الإسرائيلية قبالة مواقع الجيش اللبناني الذي اتخذ مواقع قتالية، في ظل تحليق متواصل لطائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار مترافقاً مع تحليق الطيران الحربي المعادي في أجواء المنطقة، كما استقدم الجيش اللبناني تعزيزات، فيما نشرت القوات الدولية العاملة في الجنوب من الوحدة الإسبانية، نحو عشرين عربة مصفحة مؤللة لاحتواء التوتر المفاجئ على الحدود، فضلاً عن عربة إسعاف مصفحة تحسباً.
وعند الحادية عشرة، من قبل الظهر، حضرت الى مكان المواجهات، لجنة تحقيق دولية من قيادة "اليونيفيل" في الناقورة للتحقيق في ملابسات الحادث، ضمت رئيس فريق الإرتباط في القوات الدولية وضباط إيطاليين وإسبان وفرنسيين، وضباط من جهاز الإرتباط في الجيش اللبناني وضباط الأجهزة الأمنية في الجيش، بحضور قائد اللواء التاسع المنتشر في منطقة مرجعيون والقطاع الشرقي العميد الركن نزيه عزام، وقائد الكتيبة الإسبانية الكولونيل كارلوس الكازار، والقائد الإسباني لموقع الوزاني الكابتن بيديرا، وعاينوا، مزودين بالخرائط وأجهزة الـGPS، مكان المواجهات والمسافة التي قطعها الجنود الإسرائيليون، وأيقنوا بوجود خرق إسرائيلي فاضح، بعدما تأكد لهم أن الجنود الإسرائيليين، تخطوا الخط التقني والمنطقة المتحفظ عنها لبنانياً في الوزاني، بخلاف ما أعلنته متحدثة عسكرية إسرائيلية، قللت من شأن هذا الإعتداء على السيادة اللبنانية، عاكسة الأمور لصالح الجانب الإسرائيلي بشكلٍ مخالف تماماً للحقيقة بقولها، "إن دورية إسرائيلية كانت تقوم في وقت مبكر من صباح اليوم (امس)، بجولة روتينية قرب الحدود، تعرضت لإطلاق النار من جهة لبنان"، وأضافت أنه "تم ابلاغ قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان الـ"يونيفيل "بالحادث"، مؤكدة أن "الجيش الاسرائيلي سيدافع عن السيادة الإسرائيلية والمدنيين الاسرائيليين"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل، في وقت أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن "مصلحة إسرائيل تقضي بالإبقاء على الهدوء عند الحدود". وأثناء قيام لجنة التحقيق الدولية بعملها، حلقت مروحيتان إسرائيليتان من طراز آباتشي في أجواء المنطقة، وقامت بعدة طلعات على علوٍ متوسط واقتربت من الحدود حيث شوهدتا بالعين المجردة، وحامتا فوق موقع المواجهات، وشوهد ضباط دوليون يلتقطون الصور لتحليق المروحيتين المعاديتين بواسطة كاميرا فيديو.
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم "اليونيفيل" نيراج سينغ، "أن اطلاق نار خفيف حصل ما بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي عند الخط الازرق في منطقة الوزاني. وعلى الفور توجهت قوات من "اليونيفل" الى المنطقة لاحتواء الوضع ومنع اي تصعيد"، مشيراً إلى أن الوضع هادئ ولا إصابات، وان نائب القائد العام الجنرال سانتي بوفانتي على اتصال مع الجيشين اللبناني والاسرائيلي، ودعاهما الى ضبط النفس. كما ان "اليونيفل" فتحت تحقيقا لمعرفة ظروف الحادث".
ميدانيا، سير جيش العدو دوريات مؤللة انطلاقا من موقع الضهيرة العسكري الاسرائيلي المقابل لبلدة الغجر المحتلة، وعلى الطريق الحدودي المحاذي للسياج الشائك من الغجر حتى موقع الحماري مقابل قرية الوزاني وكذلك باتجاه العباسية صعودا نحو مزارع شبعا المحتلة.
وفي المقابل، سير الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية دوريات على طول الخط الازرق الممتد من عديسه الى بوابة فاطمة مرورا بتلة مرجعيون والحمامص ونزولا نحو الوزاني والمنتزهات حيث نشرت القوة الاسبانية عشرات المصفحات المدرعة ترافقهم آلية مجهزة بالاسعاف والطوارئ تحسبا.
وأعلنت قيادة الجيش ? مديرية التوجيه في بيان أنه "عند الساعة 5.50 من صباح اليوم (امس)، عبرت دورية قوامها 15 عنصراً من جيش العدو الإسرائيلي نهر الوزاني متخطين المنطقة المتحفظ عنها لبنانياً والخط التقني لمسافة 70 متراً تقريباً، وتصدت لها قوى الجيش المتمركزة في المنطقة، وحصل تبادل إطلاق نار، بحيث إنسحبت الدورية المعادية عند الساعة 7.25 من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر الجيش".

السابق
الأخبار: الجيش إلى الصدارة ..والمعادلة الثلاثيّة فعل ماض؟
التالي
سليمان في عيد الجيش : الشعب يرفض الفتنة