سليمان في عيد الجيش : الشعب يرفض الفتنة

كتبت "الديار" تقول ، احتفل لبنان بالعيد السادس والستين للجيش اللبناني الذي أعطاه الجنود المتمركزون عند تخوم الحدود في منطقة الوزارني معاني وطنية بعد مواجهة مشرفة خاضوها دفاعا عن الارض ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين حاولوا التوغل عبر خرق جديد لقرار مجلس الامن الدولي 1701.
وحملت كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المناسبة رسائل متعددة الى الافرقاء السياسيين عبر التمسك بخطاب القسم ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة وضرورة تهدئة الخطاب السياسي وتعزيز المناخ الديموقراطي عبر التأكيد على الحوار.
وذكر الرئيس سليمان انه في مثل هذه الايام تمكن الجيش مع الشعب والمقاومة من تحقيق النصر، وشدد على الالتزام بالقرار 1701 واكد العزم على إلقاء القبض على المعتدين على "اليونيفيل".
ولفت إلى أن الشعب اللبناني يرفض الفتنة ويتوق لقيام الدولة التي تحقق أحلامه، مشيراً الى أنه يبقى على القادة السياسيين واجب العمل الدؤوب على تعميم نهج التهدئة وتعزيز المناخ الديموقراطي ومنطق الحوار، وأكد سليمان أن البلد يحتاج الى أطر تمثيل وتوازن اكثر دقة وتطور من خلال اعتماد قانون انتخابي جديد، عصري وعادل، مجددا التأكيد على أن النسبية قد لا تكتمل من دونها الدول الديموقواطية.
مواقف الرئيس ميشال سليمان جاءت خلال رعايته العيد السادس والستين للجيش واحتفال تقليد السيوف لضباط دورة العقيد الشهيد "جورج الرويهب" بدعوة من قائد الجيش العماد جان قهوجي في ثكنة شكري غانم في الفياضية وفي حضور حاشد.
وقد استعرض الرئيس سليمان ووزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان الحضور، وتم وضع اكاليل على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم المدرسة الحربية وعزفت الموسيقى عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني ولازمة الشهداء، فيما ردد تلامذة المدرسة الحربية عبارة "لن ننساهم أبدا" ثلاث مرات على إيقاع الطبل.
ثم توجه سليمان الى الملعب الاخضر واستعرض القوى حيث علا التصفيق.
ثم مرة تشكيلات جوية من الطوافات وطائرتان نفاثتان هوكر هنتر وطائرة من نوع caravan – Cessna وثلاث طائرات مخصصة لاطفاء الحرائق نوع سيكورسكي في سماء العرض وحملت بعض الطوافات الاعلام اللبنانية والجيش اللبناني، ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة الى طليع السنة الثانية، ثم تقدم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية وطلب تسمية الدورة قائلا: "بإسم هؤلاء الفتيان أطلب تسمية دورتهم دورة: "العقيد الشهيد جورج الرويهب". ورد الرئيس سليمان قائلا: فلتسمى دورتكم دورة "العقيد الشهيد جورج الرويهب".
ثم تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية الضباط الاختصاصيين وتلامذة ضباط قوى الجيش وتلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مرسوم ترقية ضباط المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.
ثم قام الرئيس سليمان بتسليم السيوف للضباط الاختصاصيين ثم الضباط المتخرجين الجدد. وبعد انتهاء تسليم السيوف تقدم علم الجيش امام رئيس الجمهورية ثم تقدم طليع الدورة المتخرجة واقسم اليمين الآتية: أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان. وردد الضباط المتخرجون "والله العظيم".
ففي "عيد الجيش"، وفي الذكرى السنوية الاولى لمعركة العديسة، اجبرت وحدات الجيش اللبناني المتمركزة عند تخوم الحدود مع فلسطين المحتلة في منطقة نهر الوزاني، جنود الاحتلال الاسرائيلي على الانكفاء مجبرة، الى خلف اسلاك الحدود، بعد ان تصدت لهم عناصر الجيش بالنار اثر توغلها الى داخل الاراضي اللبنانية، مسجلة خرقا جديدا برسم الامم المتحدة وقواتها في الجنوب.
وفي التفاصيل المتوافرة عن الخرق الاسرائيلي الجديد، انه قرابة السابعة صباحا، قامت مجموعة من جنود الاحتلال الاسرائيلي بالتوغل الى الاراضي اللبنانية في منطقة منتزهات نهر الوزاني، فأطلق جنود الجيش اللبناني النار من الاسلحة الحربية واجبرتها على الانسحاب، بعد تبادل للنار استمر لبعض الوقت، ما ادى الى اصابة جندي لبناني.
وعلى الفور، عزز الجيش اللبناني من تواجده، حيث انتشرت مجموعات من الجنود في عدد من النقاط العسكرية، فيما قامت قوات الاحتلال بتعزيز وجودها في مواقعها المقابلة للمنتزهات، وشوهدت دبابة من نوع "ميركافا" تتمركز قرب خط الحدود قبالة مواقع الجيش اللبناني، في وقت حلقت فيه طائرتان مروحيتان اسرائيليتان فوق المنطقة وقامتا بطلعات فوق المنطقة.
وفي موازاة ذلك حضرت الى المكان قوة من قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" وانتشرت في المكان، فيما حضر ضباط من الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" من بينهم اعضاء في لجنة التحقق من الخروقات، واجروا مسحا ميدانيا وقاموا بمعاينة المنطقة لتأكيد الخرق الاسرائيلي للمنطقة.
وافاد عدد من العاملين في المنتزهات الواقعة على ضفة نهر الوزاني، انهم استفاقوا صباحا على صراخ الجنود الاسرائيليين الذين فوجئوا بغزارة النيران التي اطلقها جنود الجيش اللبناني باتجاههم.
وذكر ان هذا الخرق يضاف الى 8 آلاف خرق اسرائيلي، واصدر الجيش اللبناني بيانا اشار فيه الى ان 15 جنديا اسرائيليا تخطوا المنطقة المتحفظ عليها لبنانيا نحو الوزاني والخط التقني لمسافة 70 مترا تقريبا حيث تصدت لهم قوى الجيش وحصل تبادل لاطلاق النار ثم انسحبت من دون تسجيل اي اصابات في صفوف الجيش.
فيما اشار الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ ان القوات الدولية تدخلت لمنع تفاقم الامور مشيرا الى حصول تبادل اطلاق نيران خفيف بين الجيش اللبناني والاسرائيلي.
على صعيد آخر، اكد رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل لا تسعى لتصعيد الوضع على الحدود مع لبنان لكنه اشار الى ان اسرائيل ستدافع عن حدودها، لكن اسرائيل لا تريد انزلاق الامور الى مزيد من المواجهات على الحدود مع لبنان.
في موازاة دعوة سليمان الى الحوار، دعا الرئيس نجيب ميقاتي الجميع الى التعاون لارساء كلمة سواء تنقذ الوطن وتعزز الوحدة، مؤكدا ان على الجميع اعتماد خطاب متوازن يرسي ارضا ملائمة للحوار، وشدد ميقاتي من دار الفتوى على ان دار الفتوى هي للجميع، وقد عقد ميقاتي خلوة مع المفتي محمد رشيد قباني قبل ان يحضر اجتماعا موسعا شارك فيه مفتيو المناطق وغاب عنه مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ومفتي عكار الشيخ اسامة الرفاعي من دون ان تتوضح اسباب الغياب.
من جهته، رأى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان "جماعة 14 آذار فشلوا في السلطة وفي التحالفات وفي التقاط اللحظة المناسبة، وفشلوا في التعاطي السياسي"، ودعاهم الى درس اسباب فشلهم قائلا: كما ندعوهم لدرس اسباب نجاحنا لعلهم يستفيدون من اسباب نجاحنا ليعوضوا على انفسهم.
من جهة ثانية، تم التوافق بين الحكومة ومجلس النواب على موضوع اقرار قانون النفط في جلسة المجلس النيابي الخميس بعد درسه من قبل الحكومة اليوم في جلسة مجلس الوزراء وخصوصا ان هذا الموضوع سيقر بدون "مشاكل" وخلافات نتيجة التوافق الشامل بين الكتل النيابية على الموضوع وسحبه من التجاذب.
وكشف مسؤول قبرصي ان قبرص ستبدأ الحفر في المناطق الـ13 البحرية لاستخراج النفط في 1 تشرين الاول المقبل.
ولفت الى ان آخر اتصال ورده بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كان في اواخر العام 2010 ولم يتبلغ بأي لقاء او محاولة لبنانية لترسيم الحدود. واشار الى ان علاقة لبنان بقبرص جيدة، معلنا ان قبرص ستتعاون مع لبنان بحال اراد ان يرسم حدوده البحرية او تبين ان هناك منطقة مشتركة تحتوي نفطا بين قبرص ولبنان.
هذا مع العلم ان رئاسة الحكومة تسلمت ما يؤكد ان القبارصة رسموا النقطة رقم واحد في الحدود المائية مع لبنان عملا بتراجع نحو الشمال منعا للاشكال مع اسرائيل، ما يعني ان حدود لبنان المائية الحقيقية تذهب جنوبا باتجاه النقطة 23 التي وضعها لبنان لاحقا.

السابق
الشرق : الجيش يتصدى بالنار لكوماندوس اسرائيلي في الوزاني
التالي
الشرق الأوسط : أعنف هجوم على حماه.. قصف كل 10 دقائق