من يحمي روّاد نهر الليطاني من التلوّث والقنابل العنقودية

آلاف الأهالي يقصدون يومياً ضفاف نهر الليطاني، في قعقعية الجسر، وطيرفلسيه، والوزاني وغيرها، فتتحوّل مياهها الصافية الى مستنقعات ملوّثة، تطفو على سطحها أنواع الطعام المختلفة، دون رقيب أو حسيب. هذا المنتزه الطبيعي الوحيد في هذه المناطق المهملة، بات يستغيف روّاده طالبين التدخّل الرسمي، لمعالجة التلوّث الخطير الذي قد يؤدي الى أمراض تطال أولادهم، فيقول ربيع رمّال ( الطيبة) أن " الأهالي في هذا الطقس الحارّ لا يجدون ملاذاً آخر للاستجمام غير ضفاف النهر، الذي تتزاحم فيها المنتزهات، دون أي توجيه أو رقابة من وزارة البيئة أو وزارة الصحة، أو حتى وزارة السياحة، فالجميع معنيّ بتنظيم هذا النوع من السياحة، فالأهالي يأكلون طعامهم ويرمون الكثير من نفاياته في المياه، التي تصبح ملوّثة ووسخة، ما يثير الريبة والاشمئزاز". ويعتبر علي مستراح، صاحب استراحة في منطقة قعقعية الجسر، أن " المشكلة تكمن في أن الأهالي لا يراعون أبسط قواعد النظافة العامة، وهذه مشكلة البلد كلّه، فعدد كبير منهم يرمي الأوساخ في النهر، ونحن لا نستطيع فعل شيء سوى تنظيف ما تيسّر في ساعات الصباح الأولى، فيجب القيام بحملات توعية بيئية مكثّفة للتخفيف قدر الممكن من هذه المشكلة الخطيرة". ويبيّن المواطن خليل شهاب، أن " العديد من الأهالي أصيبوا بأمراض متعددة جرّاء تلوّث مياه النهر، منها التهابات في الأذن وحالات تقيّؤ والتهابات جلدية وغيرها، استدعت نقلهم الى المستشفيات، ولكن لا أحد من المعنيين يعمل على محاربة هذا التلوّث، فعلى الأقل يجب منع تقديم الطعام على ضفاف النهر، والزام أصحاب المطاعم والاستراحات بتأمين أماكن خاصة بعيدة نسبياً عن المياه لتناول الطعام، اضافة الى تسيير دوريات تعاقب كلّ من يخالف قوانين البيئة، التي تمنع رمي الأوساخ في مياه الأنهار". فالأنهار بحسب شهاب هي " المتنفّس الوحيد لأبناء المنطقة في هذا الصيف الحارّ، لكن أكياس النايلون وفضلات الأطعمة تنتشر  بالقرب من الأطفال الذين يسبحون في المياه. ويعمد العديد من الزبائن المحدودي الدّخل الى جلب بعض الأطعمة معهم من منازلهم بهدف التوفير، أمّا الأكثر فقراً منهم، فيحاولون الوصول إلى أماكن ملاصقة للنهر لا يستثمرها أحد، ويضطرّون لعبور طريق ترابية وعرة وطويلة للوصول إليها، بعضها قريب من منطقة وادي الحجير. فيتعرضون لمخاطر كثيرة بسبب انتشار القنابل العنقودية في تلك المنطقة، رغم وجود اشارات تنبّه لوجودها". ويذكر الطالب حسن بيضون " كيف أن أحد مدراء المارس رمى أكياس النفايات في النهر بعد رحلة مدرسية قام بها مع طلاّبه الى أحد منتزهات النهر"، ويؤكد أن " الكثير من الأهالي باتوا يمتنعون عن قصد هذه المنتزهات، ويفضلون حبس أولادهم في المنازل، أو قصد شاطيء البحر في صور، لأن المنتزهات المغلقة التي تنتشر فيها المسابح النظيفة والمعقّمة أصبحت حكراً على الأغنياء، لكن يكفي أن تفرض الدولة على أصحاب المنتزهات أن  تؤمن أماكن خاصة لتناول الطعام لتخفيف نسبة تلوّث الأنهار، اضافة الى تطبيق القوانين ومعاقبة المخالفين".
 
السابق
حقوق الفلسطينيين في لبنان… مشكلة عمرها من عمر النكبة
التالي
الطقس غدا قليل الغيوم مع ارتفاع في الحرارة