لقاء خاص مع الكوادر: نصر الله يركّز على التنظيم الداخلي

خلال لقاء خاص عقده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع عدد من كوادر الحزب وعوائل الشهداء في الأسبوع الماضي، تحدث عن الظروف والتحديات التي يواجهها حزب الله حالياً وكيفية العمل للتصدي لها، وقال نصر الله خلال اللقاء «ان ما يواجهه حزب الله اليوم من ظروف صعبة ليس أصعب من الظروف التي واجهها في مراحل صعبة سابقاً وخصوصاً في أواخر التسعينات، وكما نجح الحزب في التصدي لكل المشاكل الداخلية والخارجية سابقاً سينجح إن شاء الله في التصدي للمشكلات الجديدة».
وعرض نصر الله خلال اللقاء بعض المحطات الخاصة التي واجهته شخصياً وكيف نجح في استيعاب كل الضغوط وتحويل المشكلات الى محطات للانتصار.
هذا اللقاء هو جزء من سلسلة لقاءات وحوارات بدأ حزب الله يشهدها في الأشهر الأخيرة في ظل ازدياد بعض التحديات الداخلية والخارجية، وان كانت عملية كشف الخرق الأمني في صفوف الحزب وصدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتطورات التي تجري في المنطقة قد دفعت قيادة الحزب عامة والسيد نصر الله بشكل خاص للتركيز على «عملية البناء الداخلي وتعزيز أجواء التعبئة في صفوف كوادر الحزب من أجل ان يكون الحزب حاضراً لمواجهة أي تحدٍّ داخلي أو خارجي».
ورغم ان قيادة الحزب تعتبر انها حققت انجازاًَ مهماً على الصعيد الداخلي من خلال اخراج «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار من الحكم وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، فإنها لا تنفي وجود الكثير من التحديات والتطورات التي ينبغي الاستعداد لها سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. فما هي أبرز التحديات التي يواجهها حزب الله في هذه المرحلة؟ وكيف يعمل أمينه العام السيد حسن نصر الله وقيادة الحزب لمواجهة هذه التحديات؟
التحديات أمام حزب الله
بداية ما هي أبرز التحديات والمشكلات التي واجهها حزب الله في هذه المرحلة؟
مصادر مواكبة لأجواء حزب الله والنقاشات التي تدور في مجالسه القيادية والسياسية وبين كوادره الحزبية تقول «إن هناك عدة تحديات وتطورات يعمل حزب الله لمواجهتها في هذه المرحلة» وهي على الشكل التالي:
1- التطورات في الوطن العربي وما يحصل من متغيرات في الدول العربية وما هو الدور الذي على حزب الله القيام به في مواجهة هذه التطورات بشكل عام وفي مصر وسوريا بشكل خاص.
2- القرار الاتهامي للمحكمة الدولية والاتهام الذي وُجَّه لعدد من كوادر الحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري بغض النظر عن صحة هذا الاتهام أو عدم صحته.
3- الخرق الأمني الذي حصل على صعيد عدد من كوادر الحزب والدلالات التي كشفها هذا الخرق والتي تتطلب دراسة متأنية لبيئة الحزب والمخاطر التي تواجهها هذه البيئة للمرة الأولى منذ تأسيسه.
4- المتغيرات الحاصلة في الوضع اللبناني وتسلم الأكثرية الجديدة لقيادة البلاد والدور الأساسي الذي يؤديه حزب الله في ادارة الشأن الداخلي بالتعاون مع بقية الحلفاء وما يتطلبه كل ذلك من مهام وتحديات ان على الصعيد الداخلي او لجهة تنفيذ بعض المشاريع وضغط العمل لمعالجة مشاكل الناس وهمومها.
5- ما يجري على صعيد المواجهة مع العدو الصهيوني وكيفية الاستمرار في الاستعداد العسكري والأمني لأية مواجهة قد تحصل وما يتطلبه ذلك من تطوير للقدرات العسكرية والأمنية بعد مرور خمس سنوات على حرب تموز وما حققه العدوّ الصهيوني من تقدم في الاستعداد لأية حرب فعلية.
خطط المواجهة
لكن كيف تعمل قيادة حزب الله، وفي مقدمها الأمين العام السيد حسن نصر الله، لمواجهة هذه التحديات والتطورات؟
تقول المصادر المواكبة لحزب الله «ان السيد حسن نصر الله وقيادة الحزب لا يخافان من المشكلات الخارجية سواء على صعيد ما يجري في المنطقة العربية أو لجهة احتمال حصول حرب جديدة أو الاتهامات من قبل المحكمة الدولية، لكنهما يركزان أكثر على ما يسمى «الجبهة الداخلية للحزب» أو ما يسميه اليوم كوادر الحزب «الحرب الناعمة» ضد الحزب التي تأتي باشكال مختلفة ومنها «الخرق الأمني» والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
ورغم ان المصادر تؤكد «نجاح نصر الله وقيادة الحزب في استيعاب اشكالية الخرق الأمني وأهمية الانجاز الذي تحقق والذي قطع الطرق امام مخاطر كبرى» فإنها تشير «الى ان السيد نصر الله قد بدأ حملة مضادة من أجل زيادة أجواء التعبئة الداخلية ورص الصفوف ان عبر الاطلالات الاعلامية والشعبية أو من خلال اللقاءات الخاصة التي يعقدها مع كوادر الحزب والأوساط القريبة منه وآخرها اللقاء الذي عقد مع عوائل الشهداء في ذكرى ولادة الإمام الحسين.
وتشير المصادر «الى ان السيد نصر الله ركّز كثيراً في هذه اللقاءات على قدرة الحزب على المواجهة وعلى أهمية البناء الداخلي والارتباط بالله عز وجل والاهتمام بالجوانب المعنوية والروحية، ولأنه من خلال ذلك يمكن مواجهة كل الصعوبات والتحديات».
لكن قيادة حزب الله لا تكتفي فقط بالتركيز على البناء الداخلي، بل هي عمدت الى تشكيل «فرق عمل» لمواجهة كل التحديات الأخرى. فعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي تم اعداد عشرات الدراسات والأبحاث التي يمكن الاستعادة منها في العمل الحكومي للمرحلة المقبلة، وعلى صعيد التطورات العربية هناك مواكبة مستمرة لما يجري وتم اعداد دراسات متصلة حول ما يجري ووضع بعض الأفكار والاقتراحات العملية لتطوير دور حزب الله لمواكبة المتغيرات والأحداث المختلفة. أما على صعيد المحكمة الدولية فلن يتم الاكتفاء بالحرب الاعلامية والسياسية التي شنت على المحكمة بل تم تشكيل «فرق قانونية» تتولى دراسة كل الأوضاع والتفاصيل للرد على التهم وللاستفادة من كل الثغرات التي يتسم بها عمل المحكمة.
إذن يعيش «حزب الله» حالياً في حالة طوارئ مستمرة وهو في ورشة شبه دائمة لمواكبة كل المتغيرات والتطورات لكي لا يُفاجأ بأي حدث ولكي يكون قادراً على مواجهة أي تحدٍّ داخلي أو خارجي.
وكما قال السيد حسن نصر الله خلال لقائه الأخير مع عوائل الشهداء «لقد نجحنا سابقاً وفي أصعب الظروف في مواجهة مختلف التحديات ونحن اليوم قادرون على مواجهة كل التحديات الجديدة».

السابق
أبعد من استقبال حماة للسفيرين الأميركي والفرنسي…
التالي
لماذا فشلت الفزاعة الأميركية؟