الثانوية العامة…الرقابة ناس بسمنة وناس بزيت!

الجغرافيا لم تكن سهلة، وقد دارت حول محور واحد، عكس ما كنا نتوقعه"، هذا ما عبّر عنه الطالب نعمة، ناقلا نقمة زملائه. ويضيف: "أما بالنسبة إلى مسابقة علم الاجتماع فقد جاءت طويلة وتحتاج إلى المزيد من الوقت، أقلّه لإعادة مراجعتها قبل تسليمها".

من جهته، أبدى الطالب ميشال انزعاجه من مسابقة الفلسفة العامة التي وجد صعوبة في الإجابة عنها: "لم أختر الإجابة عن مسألة الإدراك الحسي حبّا بالفكرة، بل نظرا إلى أنني وجدت صعوبة في الخيارات الأخرى المطروحة". أضاف: "أما بالنسبة إلى المراقبة فتتم على طريقة ناس بسمنة وناس بزيت".

بدورها أعربت الطالبة مايا عن انزعاجها من الأجواء المرافقة: "وجدت صعوبة في التركيز واسترجاع ما درست من معلومات في اليوم الأوّل، ولكن، لحسن الحظ، عادت الأمور وتحسّنت في اليوم التالي". وتضيف: "لم ألمس صعوبة على مستوى الأسئلة المطروحة، لكن لا بد من الإشارة إلى أنّ "الوقت معصور"، يكاد لا يتسنّى للطالب التنفس".

محفوض

"قد يكون الانطباع الأول أنّ الأمور تسير على أفضل ما يرام، ولكن لا بد من تسليط الضوء على ملاحظة أساسية"، هذا ما عبّر عنه نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، قبل أن ينقل انزعاج بعض المرشحين: "للأسف، لا يزال هناك تفاوت بين مركز وآخر على مستوى الانضباط. قد يكون لشخصية مدير المركز دور مؤثر، ولكن لا بد من توافر حل لها". ويضيف: "تبلّغت الكثير من الشكاوى عن وجود انضباط شبه عسكري، من غير المقبول أن يختبر الطلّاب أجواء من الرعب".

في هذا الإطار دعا محفوض إلى ضرورة التمييز بين تشديد الرقابة وزرع الخوف في نفوس المرشّحين، مشددا على ضرورة نقل هذه الملاحظة إلى وزارة التربية والتعليم العالي. وقال: "من المفروض دوزنة أجواء المراقبة في المراكز، على نحو تكون متشابهة ومريحة، لا غش فيها، لكن هذا لا يعني أنّنا نحبّذ الفوضى".

بعيدا من أجواء المراقبة، أثنى محفوض على طبيعة المسابقات: "لم أجد من أسئلة تعجيزية، وكل ما يتم طرحه من ضمن المناهج والبرامج المطروحة". وردّا على التجاذبات التي طاولت مسابقة الجغرافيا، أوضح محفوض: "إنّ المشكلة لا تكمن لدى الطالب، بل في طريقة تدريسها. بعض الاساتذة يتعاملون معها على أساس أنها محسوبة على المواد الأدبية. في المقابل، قلة منهم تعتبر من المواد العلمية التي يحتاج حلها إلى المنطق". أضاف: "بعد التغيير الجوهري الذي طاول المناهج، مادة الجغرافيا لم تعد كالسابق، أصبحت مادة علمية قائمة على التحليل والقراءة الجيدة للمستندات". في هذا السياق، حمّل محفوض الأساتذة الجزء الأساسي في مسؤولية عدم استطاعة الطلاب التعامل على نحو جيد مع مسابقة الجغرافيا، "معظم المرشحين يظنّون أن هذه المادة تستلزم الحفظ الببغائي وهذا لم يعدّ جائرا".

أما بالنسبة إلى إشكالية الوقت الضيق الذي يعانيه المرشحون، فقال محفوض: "عندما تضع اللجان الفاحصة الأسئلة، تكون أمام خيارين: إما أن تكون المسابقة سهلة، لكن طويلة، يستلزم حلها الوقت المخصص بالكامل، وإما تكون قصيرة يشوبها شيء من الصعوبة، لكن الوقت المخصص كاف لحلها".

في هذا الإطار انتقد محفوض عدد المواد في المناهج التعليمية الجديدة: "من الصعب امتحان التلميذ في هذا العدد الهائل من المواد، لا بد من البحث عن أساليب عصرية أكثر ومنطقية من أجل خفض عدد المواد". وأضاف: "بدأنا بتطبيق الحلول على مستوى الحلقة الأولى، على أمل أن نصل إلى الصفوف العالية وتصبح المواد مثل التربية، التاريخ والفلسفة… أقرب إلى الانشطة من الحشو".

ولدى سؤالنا عن إمكانية وجود خطوات تصعيدية قد تؤخّر عملية التصحيح وإصدار العلامات، قال محفوض: "تحرّكنا رهن البيان الوزاري ومدى لحظه أولويات الأساتذة، لكن في كل الأحوال حقوق الطالب مصونة، ولن تؤثر العملية في التصحيح أو إصدار العلامات".

بيروت

جال رئيس المنطقة التربوية في بيروت وضواحيها محمد الجمل في عدد من مراكز الامتحانات الرسمية المعتمدة في العاصمة، واطّلع من رؤساء المراكز والمراقبين على أجواء الامتحانات، مستطلعا آراء الطلاب في الأسئلة المطروحة، متمنيا لهم "التوفيق والنجاح في مسيرتهم التعليمية، فهم رجال الغد والمستقبل، والآمال معلّقة عليهم للنهوض بالوطن في مختلف المجالات". وقال الجمل: "الأجواء طبيعية وهادئة ومريحة، والطلاب يمتحنون بكل ثقة، ونأمل أن يكون حصادهم نجاحا وتفوقا وازدهارا"، مجدّدا اشادته بالقوى الأمنية التي تؤمّن الأمن والأمان في محيط مراكز الامتحانات للطلاب وذويهم".

النبطية

في منطقة النبطية، جالت رئيسة المنطقة التربوية في المحافظة نشأت الحبحاب في مراكز الامتحانات في أقضية النبطية ومرجعيون وبنت جبيل. واطمأنت من المراقبين العامين "إلى الأجواء الطبيعية والهادئة التي تجرى فيها الامتحانات، ونوّهت بالقوى الأمنية التي تؤمّن الأمن والاستقرار للطلاب المرشحين لهذه الامتحانات".

في انتظار ما يمكن ان تتخذه هيئة التنسيق النقابية، تبقى أنظار طلاب الثانوية العامة مشدودة، تترقب ما يمكن أن تحمله إليهم أيام الامتحانات المتبقية. فهل من تغيّرات مفاجئة؟

السابق
دياب:البيان الوزاري سيكون متوازنا
التالي
جموع الهشاشة وقربان الدم