صور: احتفال بـجسور الصداقة الدائمة

ترسيخاً للتعاون والتفاعل المتبادل بين روسيا الاتحادية ولبنان وفي الذكرى السنوية الخامسة على عمل وحدات من الجيش الروسي على الأراضي اللبنانية في العام 2006، احتفل «اتحاد بلديات صور» و»جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي في لبنان» أمس، بإزاحة الستار عن لوحة تذكارية تعبر عن امتنان الشعب اللبناني لروسيا الاتحادية على بنائها في مرحلة إعادة الإعمار التي تلت حرب تموز 2006، لتسعة جسور في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني كانت قد دمرتها آلة العدو الحربية، على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً من العدوان.

وكانت روسيا الاتحادية قد أرسلت في تشرين الأول من العام 2006، ثلاثمئة مهندس حربي لإزالة الألغام والأجسام المنفجرة التي خلفها العدوان، وباشرت وحدات من الجيش الروسية بعملية ترميم معقدة لتسعة جسور مدمرة، وشارك في المهمة كذلك خمسون عنصر استطلاع شيشاني من كتيبة «الشرق والغرب» لحماية القوات المسلحة الروسية، أثناء عملها.

وفي 8 تشرين الأول من العام نفسه، في معسكر الكتيبة الروسية، نظمت مراسم احتفالية رفع خلالها العلم الروسي، بعد وصول مئة جزء من الجسور لتركيبها. وذلك بعد يوم واحد على وصول الناقلة البحرية «يوري أرشينفسكي» مع المعدات والآليات إلى مرفأ الجية. ووصلت الناقلة البحرية إلى الشواطئ اللبنانية بمرافقة البارجة الحربية «بيتليفي» تحت قيادة القائد البحري سيرغي ترونيف، لضمان سلامتها في البحر حتى المياه الإقليمية اللبنانية. وفي مرفأ الجية كان في استقبالها رئيس مصلحة الطرق في وزارة الدفاع الروسية الجنرال فيدور ألكساكوف. وبعد شهرين، في 6 كانون الأول، اختتمت الوحدات الروسية عملها على الأراضي اللبنانية، منهية مهمتي إزالة الألغام والقنابل العنقودية في أماكن محددة، وبناء الجسور. حيث أضافت أربعة جسور إلى الخمسة التي كانت مقررة مع بدء المهمة، ليصبح مجموع ما بنته تسعة جسور، أبرزها جسر القاسمية. وبالإضافة إلى تدريبها لعدد من المهندسين اللبنانيين على بناء الجسور، تركت الوحدات الروسية معظم التجهيزات التقنية والآلية على الأراضي اللبنانية كعربون صداقة.

وحضر الاحتفال، الذي اقيم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب علي خريس، الوزير السابق طلال الساحلي، وسفير روسيا في بيروت ألكسندر زاسبيكين على رأس وفد من السفارة، وممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد منطقة جنوب الليطاني العميد الركن صادق طليس، وقائمقام صور سعد الله غابي، وممثل النائب نواف الموسوي محمود حلال، وممثلين عن «حركة امل» و»حزب الله» وحشد من متخرجي روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
في الاحتفال، ألقى رئيس بلدية برج رحال حسن حمود كلمة «اتحاد بلديات صور»، مثمناً دور روسيا في دعم لبنان .

ثم تحدث باسم الجمعية أحمد الدر، معتبراً أن «إشراقات روسيا الاتحادية لا تقتصر على دعم الشعوب المحقة لقضاياها، بل كانت السباقة في تقديم التضحيات الجسام لنصرة تلك الشعوب».
وأكد السفير زاسبيكين في كلمته على أن «العلاقات بين بلدينا وشعبينا كانت دائما تتميز بطابع من الصداقة الثابتة»، مشيراً إلى أن «روسيا كانت دائما ولا تزال إلى جانب استقرار وأمن لبنان، وهي تبذل الجهود اللازمة من أجل إقامة سلم عادل ومتين في المنطقة»، معتبراً أن «إعادة بناء الجسور لا تتسم بأهمية عملية فقط، لكنها معنوية وأخلاقية، وروسيا مستعدة دائماً لمد جسور الصداقة، وتسعى إلى تمتين التفاعل والتعاون المتبادل في سائر المجالات لما فيه رخاء وازدهار البلدين».
وأشار خريس إلى أن «العدو الإسرائيلي حاول مراراً وتكراراً أن يلغي جسر القاسمية من خلال القصف المتكرر وتدميره، إلا أنه بقي شامخاً صلباً ومعبراً لكل الأحرار ولأهل المنطقة بفضل المقاومين والشهداء، حتى بات يحمل اسم جسر الشهيدين محمد سعد وخليل جرادي»، مشيراً إلى أن «ما قامت به روسيا من عمل رائع، يضاف إليه تعليم أكثر من عشرة آلاف لبناني في كل الاختصاصات، لقد كانت روسيا وما زالت تقف إلى جانب الشعوب والى جانب المقاومة في لبنان».

السابق
دماء مجانية
التالي
أبجدية الكفر بالحب