دماء مجانية

قبل اسبوع التقيت صديقاً لي، ممانعاً ومؤيداً للمقاومة الى ابعد الحدود وجلسنا نتبادل الاحاديث.
تطرقنا الى المسيرة التي جرى تنظيمها الى الحدود مع فلسطين يوم 15 الشهر الماضي فقلت له: تذكرتك يومها وقلقت عليك وخفت ان تكون بين المصابين.
صعقني جوابه اذ قال: وهل كنت تعتقد ان صاحبك غشيم لهذه الدرجة؟ واضاف: انا مؤيد للمقاومة ولكني اعرف ان للمقاومة اساليبها التكتيكية والسياسية ولذا انا لم اشارك في تلك المسيرة.
قال صديقي قوله هذا قبل ان يعرف موقفي من تلك المسيرة لكنه في جميع الاحوال يعرف اني لست ضد المقاومة على الاطلاق.

في السياق نفسه، التقيت يوم امس باحدى الصديقات المناضلات فعلاً، المؤيدات للمقاومة والعاملة في مجالات وميادين شتى دعماً للخط اللبناني والفلسطيني المقاوم لاسرائيل.
سألتها ان كانت ستشارك في المسيرة المقررة يوم غد الاحد الى الجنوب فردت سريعاً: طبعاً لا فأنا لا اشارك ولا اوافق على هذا النوع من النضال الفولكلوري.
فاجأتني بردها المباشر والصريح قبل ان تضيف: المفروض اننا تخطينا هذه المسرحيات (استخدمت هذه الكلمة).

بالامس سمعت وقرأت ان قيادة الجيش اللبناني ابلغت جميع المعنيين انها اتخذت قراراً حاسماً ونهائياَ بمنع المتظاهرين من تجاوز خط الليطاني جنوباً يوم غد الاحد في مناسبة احياء ذكرى نكسة 5 حزيران.
ومن اسباب قيادة الجيش رفض التظاهرات، عدم اعطاء اسرائيل اي مبرر وذريعة لشن اي اعتداء على لبنان ومنع استهدافها المدنيين واطلاق النار عليهم كما حصل يوم 15 ايار.

… لن ازيد كلمة واحدة على ما قاله صديقي وصديقتي وعلى ما جاء في موقف قيادة الجيش ولكني سأطلب الرحمة لمن سقطوا يوم 15 ايار فارتفعت دماؤهم نُصباً يرنو الى فلسطين.

السابق
المستقبل: ضبط الحركة في الجنوب قرار وطني وحكيم
التالي
صور: احتفال بـجسور الصداقة الدائمة